تستغل تركيا حالة الفراغ والفوضى في سوريا بعد سقوط نظام البعث لتوسيع مناطق نفوذها في سوريا والسيطرة على القرار السياسي والعسكري في سوريا.
منذ سقوط نظام البعث في سوريا شهر كانون الأول من العام المنصرم لم تتوانى تركيا عن استغلال الفراغ الأمني والعسكري الناشئ في البلاد، من مساعي التغلغل إلى داخل مختلف مفاصل الدولة لتحقيق أطماع تركيا قديمة، بحسب مراقبين.
وسبق أن تحدثت تقارير إعلامية عن توغل استخباراتي تركي في مفاصل الإدارة الجديدة في سوريا تحت ستار مؤسسات إغاثية وشركات مقاولات وبناء.
إلا أن الحديث يجري حالياً عن توغل أكثر عمقاً وخطورة يتعلق بسيطرة تركيا على جهازي الجيش والأمن، مما يعني السيطرة على مفاصل الحكم في البلاد وعلى قرار السوريين.
فقد كشفت معلومات عن أن مباحثات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مع رئيس الإدارة المؤقتة أحمد الشرع في أنقرة الأسبوع الفائت تضمنت تفاصيل اتفاق عسكري بين البلدين، ومن ضمن ذلك إقامة قاعدتين عسكريتين في سوريا.
أحد هذه القواعد بحسب المعلومات ستكون قاعدة عسكرية في وسط البلاد ترابط فيها طائرات إف 16 التركية. بالإضافة إلى تفاصيل تتعلق بالتعاون العسكري لم يتم الكشف عنها بعد. مما قد يجعل تركيا صاحبة النفوذ والتأثير الأقوى سوريا، خاصة أن من يقود سوريا الآن هم أصدقاء وحلفاء تركيا، بحسب مراقبين.
إلا أن ما تسرب من اجتماع الشرع وأردوغان يبدو أنه متأخر كثيراً، حيث تشير معلومات ومصادر عن بدء تركيا فعلياً إنشاء قواعد عسكرية في حمص ودمشق وبما يضمن توجد عسكري في مناطق الساحل السوري.
وبحسب المصادر فإن التصعيد التركي الأخير في مناطق شمال وشرق سوريا، وبشكل خاص تحريك المسلحين الموالين لها لبسط سيطرتها على المزيد من المناطق في ريف حلب بشكل خاص، والهجمات المتكررة على مناطق ريف منبج وسد تشرين وغيرها، هي محاولة لتأمين العمق الأمني للقواعد العسكرية التركية في الداخل السوري، وبشكل خاص للقواعد التركية في مطار الضبعة القريبة من القصير في محافظة حمص.
التدخل أو النفوذ العسكري التركي يرافقه توغل استخباراتي على مستويات عالية بحسب مصادر.
وذكرت مصادر أن فرق من المخابرات التركية متواجدة في دمشق بشكل دائم قريباً من مصادر القرار، وتتحكم بشكل مباشر بالقرارات السياسية والأمنية والعسكرية في الحكومة الحالية.
وبحسب المصادر يوجد حالياً في الطابق الرابع من فندق فورسيزن في العاصمة السورية دمشق فرق من المخابرات التركية، حيث تم تحويله إلى مقر رئيسي لها.
وذكرت المصادر أن الاستخبارات التركية تقوم من خلال هذا الفريق بالإشراف على كافة شؤون الحكومة السورية وتتدخل في كافة التفاصيل والقضايا السورية. مؤكداً أن جميع تحركات الحكومة الجديدة تتم بموافقة المخابرات التركية بما فيها استقبال أي مسؤول أجنبي. كما تتدخل المخابرات التركية بشكل مباشر في تخطيط وتنظيم لقاءات ومفاوضات بين حكومة أحمد الشرع ووزرائه مع الأطراف الداخلية والخارجية.
وبحسب المصادر تعمل المخابرات التركية أيضاً على نقل عدد كبير من قيادات داعش إلى دمشق بعضهم سوريين والبعض الأخر من جنسيات أخرى ويتم استخدامهم للسيطرة على دمشق اكثر. كما يتواجد ضابط من المخابرات التركية في كل مقر أمني في دمشق. بينما تسيطر تركيا على جميع شبكات الاتصال السورية.