تتزايد عمـ ـلـ ـيات القـ ـتـ ـل والاغتـ ـيـ ـال في سوريا بشكل مقـ ـلـ ـق، وسط ادعـ ـاءات متباينة حول طبيعة هذه الجـ ـرائـ ـم، حيث تصـ ـرّ السلـ ـطات الجديدة التابعة لهـ ـيـ ـئة تحـ ـريـ ـر الـ ـشـ ـام على أنها حـ ـالات فردية، بينما يراها العديد من السوريين عمـ ـلـ ـيات ممنـ ـهجة تستهـ ـدف فئات معينة، وخاصة أبناء الطـ ـائـ ـفة العـ ـلـ ـوية، ما يثـ ـير المـ ـخـ ـاوف من دخول البلاد في مرحلة جديدة من العـ ـنـ ـف الطـ ـائـ ـفي.
تصاعد حوادث القتل في حمص
وفي السياق، عُثر مؤخراً على جثة شاب مقتول بالرصاص المباشر في الرأس، وعليها آثار تعذيب، بالقرب من مقبرة تل النصر بريف حمص.
ووفقاً للمعلومات، فإن الضحية ينحدر من قرية الكنيسة بريف حمص الغربي، وكان قد اعتُقل في 22 كانون الثاني الماضي من قبل مسلحين يتبعون لإدارة العمليات العسكرية التابعة لهيئة تحرير الشام.
ومع هذه الحادثة، يرتفع عدد المعتقلين الذين لقوا حتفهم داخل سجون إدارة العمليات العسكرية إلى 13 شخصاً، معظمهم من أبناء محافظة حمص، في ظل تصاعد مقلق لحالات التعذيب داخل مراكز الاحتجاز.
اغتيالات تطال مسؤولين وعسكريين سابقين
ولم تقتصر حوادث القتل على المدنيين، بل امتدت إلى شخصيات عسكرية سابقة. فقد عُثر على جثة ضابط صف برتبة مساعد أول في الأمن العسكري لدى النظام السابق مقتولاً بطلق ناري داخل شقته في دمشق، دون معرفة الفاعلين.
الضابط، الذي ينحدر من بلدة النعيمة بريف درعا الشرقي، كان قد تعرض لمحاولة اغتيال سابقة عام 2022 عندما كان مسؤولاً عن حاجز بلدة خربة غزالة.
وفي تطور آخر، قُتل قائد مجموعة “بواشق جبلة” التابعة لسهيل الحسن في حي الفيض بمدينة جبلة، حيث تم اغتياله برصاص مجهولين أثناء وجوده مع اثنين من مرافقيه.
وتعد هذه المجموعة من الفصائل الموالية للنظام السوري سابقاً، ما يعزز الشكوك بأن عمليات التصفية تستهدف شخصيات كانت مرتبطة بالنظام السابق.
جرائم متفرقة.. فوضى أمنية أم انتقام ممنهج؟
لم تتوقف عمليات القتل عند الشخصيات الأمنية، إذ تم تسجيل عدة حوادث قتل غامضة، مثل مقتل مزارع أثناء توجهه إلى أرضه الزراعية بريف تلكلخ، إضافة إلى مقتل شخص داخل متجره في مدينة حلب على يد مسلحين مجهولين.
وتشير الإحصائيات إلى أن عدد السلوكيات الانتقامية وعمليات التصفية منذ مطلع عام 2025 في مناطق سورية مختلفة بلغ 114 عملية، راح ضحيتها 233 شخصاً، بينهم 226 رجلاً، و6 سيدات، وطفل واحد. في المقابل، بلغ عدد الجرائم الجنائية وحالات القتل ضد مجهول 44 ضحية، بينهم 35 رجلاً، و6 سيدات، و3 أطفال.
مخاوف من عودة البلاد إلى “العهد المظلم”
وفي ظل تصاعد الاعتقالات والإعدامات، حذر المرصد السوري لحقوق الإنسان من دخول البلاد في مرحلة جديدة من العنف السياسي والانتقام الطائفي، وسط انهيار أمني غير مسبوق.
ومع تنامي هذه الممارسات، يُطرح التساؤل: هل نحن أمام جريمة منظمة تتخذ من الفوضى الأمنية غطاءً لها، أم أن هذه الحوادث مجرد حالات فردية كما تدعي السلطات الجديدة التي تقف ساكنة ولا تقطع الطريق أمامها!