دعت منـ ـظـ ـمة هيومن رايتس ووتش، في تقرير نشرته الخميس، تركيا إلى كـ ـبـ ـح انتهـ ـاكـ ـات فصـ ـائل الجيـ ـش الوطني التـ ـابـ ـعة لها، مؤكدةً أن أنقرة، بصفتها الداعم الرئيسي لهذه الفـ ـصـ ـائل، تخـ ـاطـ ـر بالتـ ـواطـ ـؤ في الجـ ـرائـ ـم التي تـ ـرتـ ـكبـ ـها إذا لم تتحرك لـ ـرد…عـ ـها.
وأشارت المنظمة إلى أن الغارة التي شنها تحالف تركيا والجيش الوطني بطائرة مسيرة على سيارة إسعاف تابعة لـ”الهلال الأحمر الكوردي” في 18 كانون الثاني/يناير الجاري، شمال سوريا، تعد “جريمة حرب مفترضة”، حيث كانت السيارة تنقل فتاة مدنية جُرحت في قصف سابق لطائرة مسيرة استهدفت متظاهرين قرب سد تشرين. وأسفرت تلك الهجمات عن فقدان 6 مدنيين لحياتهم، بينهم ممثل كردي معروف (بافي طيار)، وإصابة 16 آخرين.
وبحسب التقرير، فإن حسابًا تابعًا للجيش الوطني السوري نشر مقطع فيديو مصورًا بالغارة على المتظاهرين قرب السد، إلا أن المنظمة لم تتمكن من تحديد ما إذا كانت الغارات بطائرات مسيرة قد نفذتها القوات التركية مباشرة أو الجيش الوطني التابع لها.
استهداف المدنيين والبنية التحتية الحيوية
وفي تعليقها على هذه التطورات، قالت الباحثة الأولى في شؤون الشرق الأوسط في “هيومن رايتس ووتش”، هبة زيادين: “أظهر الجيش الوطني والقوات التركية نمطًا واضحًا ومقلقًا يتمثل في الهجمات غير القانونية على المدنيين والأعيان المدنية، ويبدو أن الطرفين يحتفيان بهذه الهجمات. وبصفتها الداعم الرئيسي للجيش الوطني السوري، فإن تركيا ملزمة بردع الانتهاكات، وإلا فإنها تخاطر بالتواطؤ في جرائمه”.
وأضافت زيادين أن سد تشرين أصبح نقطة محورية للقتال منذ كانون الأول/ديسمبر الماضي، وتوقف عن العمل منذ 10 ديسمبر بسبب الأضرار التي لحقت به، مما حرم أكثر من 413 ألف شخص في منبج وكوباني من المياه والكهرباء.
ولفت التقرير إلى أن القصف التركي المستمر منذ تشرين الأول/أكتوبر 2023 أدى إلى أضرار واسعة في شمال وشرق سوريا، حيث تسبب في انقطاع الكهرباء والمياه عن ملايين السكان، وتدمير محطات المياه والطاقة والمنشآت النفطية والغازية، ما أثر بشدة على المستشفيات والمخابز والخدمات الأساسية.
تحذيرات من كارثة إنسانية
ومن جانبها، حذّرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر من أن أي ضرر إضافي يلحق بسد تشرين قد يؤدي إلى عواقب إنسانية وخيمة، واحتمال حدوث فيضانات كارثية تسبب دمارًا بيئيًا واسعًا.
فيما أعربت منظمة “أطباء بلا حدود” عن قلقها العميق إزاء تصاعد العنف، لا سيما الهجمات التي استهدفت سيارات الإسعاف وأدت إلى فقدان عاملين في القطاع الصحي لحياتهما، داعيةً جميع الأطراف إلى احترام القانون الإنساني الدولي وحماية المدنيين والبنية التحتية الصحية.
مواصلة الهجمات على المتظاهرين
وأشار تقرير “هيومن رايتس ووتش” إلى أن تحالف تركيا والجيش الوطني نفذ أربع هجمات على الأقل خلال كانون الثاني/يناير قرب سد تشرين، مما أدى إلى فقدان 20 شخصًا لحياتهم وإصابة 120 آخرين، وفقًا لقوات سوريا الديمقراطية (قسد).
وتأتي هذه التطورات في ظل استمرار الهجمات التركية التي تهدد حياة المدنيين، وتقوض الاستقرار في شمال وشرق سوريا، وسط تجاهل دولي لهذه الانتهاكات المتواصلة.