منذ نحو 40 يوماً، تستمر المـ ـعـ ـارك العنـ ـيـ ـفة في منطقة سد تشرين بريف حلب الشرقي، حيث تواجه فصـ ـائل الجيـ ـش الوطني المـ ـدعـ ـومة بالطيران الحـ ـربي والمسـ ـيّر التركي مقـ ـاومة شـ ـديدة من قـ ـوات سوريا الديمقراطية. ورغم الدعـ ـم الجوي الكبير الذي تقدمه تركيا للمـ ـوالـ ـين لها، تعـ ـرضـ ـت تلك الفصـ ـائل للعديد من الضـ ـربـ ـات المـ ـوجـ ـعة على أيدي قـ ـوات سوريا الديمقراطية التي تتمتع بخبرة قتـ ـالـ ـية عالية على الأرض، مما أدى إلى فشـ ـلها في تحقيق أي اخـ ـتـ ـراق ملحوظ في جبـ ـهة السد.
وتحاول تركيا عبر فصائل الجيش الوطني الموالية لها والتي تتلقى رواتبها منها، السيطرة على مناطق جديدة في سوريا، وشنت هجمات على سد تشرين الذي يُعتبر موقعاً إستراتيجياً هاماً في المنطقة لتوليده الكهرباء وتوفير مياه الشرب للملايين من الناس.
ورغم الهجمات البرية للجيش الوطني المدعومة بالطائرات الحربية والمسيّرة التركية، إلا أن قوات سوريا الديمقراطية استطاعت الصمود وصد الهجمات المتكررة، ما سبب تدهوراً في معنويات عناصر الجيش الوطني.
تدهور معنويات الجيش الوطني وفرار مقاتليه
وأدت الخسائر الكبيرة التي تكبدتها فصائل الجيش الوطني إلى تدهور معنويات عناصرها بشكل حاد. وفقاً لمصادر ميدانية، فإن العديد من عناصر الجيش الوطني بدأوا بالفرار من أرض المعركة بعد تعرضهم لضربات موجعة وفقدانهم لأعداد كبيرة من العناصر والمعدات. وكان ذلك بسبب حجم الخسائر الذي أثقل كاهلهم وأدى إلى تراجع عزيمتهم، مما انعكس بشكل مباشر على سير المعركة.
ومع استمرار العمليات المكثفة من قوات سوريا الديمقراطية، أصبح من الواضح أن فصائل الجيش الوطني تواجه صعوبة في الحفاظ على تنظيمها وعلى قدرتها القتالية. هذا الوضع أدى إلى تجنب المواجهات المباشرة في بعض المواقع، حيث بدأ عناصر الفصائل بالهرب مع بداية كل هجوم يشنونه على سد تشرين.
الزج بعناصر أوزبكية في المعارك
وفي محاولة لمواجهة الفشل الذي تعاني منه فصائل الجيش الوطني، بدأت تركيا بتجهيز جماعات مسلحة أخرى للزج بها في المعارك، ومن أبرز تلك الجماعات، المسلحون الأوزبك.
ووفقاً للتقارير الميدانية، فإن الزج بهذه المجموعة المسلحة يهدف بشكل أساسي لرفع معنويات عناصر الجيش الوطني على أمل أن يحققوا خرقاً في معارك سد تشرين.
ووفقاً لمصادر ميدانية فأن الزج بالأوزبك أيضاً لن يحقق ما تصبو إليه تركيا، بسبب طرق القتال المختلفة التي تستخدمها قوات سوريا الديمقراطية التي استطاعت فرض سيطرتها على المعارك بسبب خبرتها العالية في الحروب الطويلة.
وأكدت المصادر، أن تدهور معنويات فصائل الجيش الوطني المدعومة تركياً، سببه الأساسي سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى في صفوفهم في كل هجوم يشنونه على سد تشرين دون أن يتمكنوا من تحقيق أي تقدم منذ أكثر من شهر.
وأوضحت المصادر، أن العديد من عناصر الجيش الوطني الذين لم يتقاضوا رواتبهم منذ شهرين، باتوا يدركون أنه يتم الزج بهم في معارك خدمةً لأهداف تركية، في حين أن قادتهم الذين يتقاضون الأموال الطائلة من تركيا يجلسون في منازلهم ولذلك يرغب العديد منهم بالعودة إلى ديارهم ولكنهم يخشون على أنفسهم من التصفية من قبل قادتهم المستفيدين من هذه المعارك.