الأخبار تركيا سوريا

تركيا تهـ ـدد وحدة الأراضي السورية من بوابة التركمان!

أثار دخـ ـول قـ ـوات تركية مـ ـدعـ ـومة بمعـ ـدات هندسية ومـ ـركـ ـبات عسـ ـكـ ـرية إلى ريف اللاذقية الشمالي، وقيامها بأعمال قياس ومسـ ـح في منطقة الكاملية المرتفعة، وسط مؤشرات على نـ ـية تركيا تثـ ـبـ ـيت نقـ ـطة عسـ ـكـ ـرية جديدة في المنطقة، مخـ ـاوف متزايدة بشأن نـ ـوايا أنقرة طويلة الأمد في سوريا.

تحركات تركية تهدد السيادة السورية

أفادت مصادر محلية أن القوات التركية استهدفت منطقة الكاملية ذات الموقع الاستراتيجي في ريف اللاذقية الشمالي، وقامت بعمليات هندسية لقياس المساحات، وهو ما يُعتقد أنه يهدف إلى إنشاء قاعدة عسكرية جديدة. هذا التطور يأتي في سياق تدخلات تركية متكررة في شمال سوريا، بما في ذلك مناطق الساحل، ما يثير تساؤلات حول مدى احترام أنقرة للسيادة السورية.

وفي تطور آخر، أفادت تقارير بأن قرويين تركمان في مناطق شمال اللاذقية قاموا بطرد معلمين ومعلمات من مدرسة العيسوية بسبب انتماءاتهم الطائفية. وأكد شهود عيان أن الكادر التعليمي في القرية واجه ضغوطًا كبيرة من مجموعات موالية لتركيا، دفعتهم إلى مغادرة المدرسة، في حين شكل أهالي القرية كادرًا تعليميًا محليًا دون الرجوع إلى مديرية التربية.

تصاعد النزعة القومية في المنطقة

وشهدت قرى تركمانية أخرى في ريف اللاذقية، مثل قسطل معاف، مظاهر لتعزيز النزعة القومية التركية. في مشهد لافت، أدى سكان القرية شعارات قومية تركية بعد صلاة الجمعة، بما في ذلك أغنية وطنية تحمل عبارة “نموت لأجلك تركيا”، مما يعكس المساعي التركية لتأجيج النزعة الطائفية لدى التركمان مستفيدة من وصول حكومة موالية لها إلى سدة الحكم في دمشق.

هذه الأحداث أثارت جدلاً واسعاً، حيث يرى مراقبون أن رفع العلم التركي واستخدام شعارات قومية تهدف إلى تعزيز النفوذ التركي في المنطقة، في إطار سياسة أوسع تهدف إلى إعادة رسم التركيبة السكانية والديموغرافية لصالح الموالين لها.

محاولات التتريك في الساحل السوري

وتشير تقارير إلى أن مصطلح “جبل التركمان”، الذي شاع استخدامه منذ عام 2012، لم يكن موثقاً تاريخياً في المصادر المكتوبة قبل ذلك، بل ارتبط بالدعاية التركية خلال الأزمة السورية. ويرى خبراء أن استخدام هذا المصطلح يهدف إلى تعزيز خطاب التتريك، والترويج لفكرة أن المنطقة ذات أصول تركية، ما يمهد الأرضية السياسية والإعلامية لمحاولات قضم الأراضي السورية.

وعملت تركيا منذ سيطرتها على عفرين، إلى توطين التركمان في الشريط الحدودي بعد طرد سكانها الكورد منها، كما قامت بتوطين العرب الموالين لها في المجموعات المسلحة في بقية مناطق عفرين وذلك من أجل القضاء على الوجود الكوردي فيها. كما فعلت الشيء ذاته في رأس العين وتل أبيض في الشمال الشرقي من البلاد.

انتهاك للقانون الدولي

وعبّر سكان المناطق غير التركمانية عن استيائهم من التدخل التركي المتزايد، مؤكدين أن هذه التحركات تهدد النسيج الاجتماعي السوري وتعمق الانقسامات الطائفية والعرقية. كما طالبوا الحكومة السورية بتحرك عاجل لحماية سيادة البلاد واستعادة السيطرة على المناطق المتضررة.

ويعتبر التدخل التركي انتهاكاً للقانون الدولي وتهديداً لاستقرار المنطقة، حيث تستغل أنقرة الأزمة السورية لتعزيز نفوذها الإقليمي على حساب السيادة السورية.

ويرى محللون أن التحركات التركية في ريف اللاذقية تأتي ضمن استراتيجية أوسع لتعزيز الوجود العسكري والسياسي في سوريا. ويشيرون إلى أن رفع العلم التركي في المؤسسات التعليمية والشوارع يعكس محاولات لفرض الهوية التركية على المنطقة، مما يهدد وحدة الأراضي السورية ويُعرض المنطقة لمزيد من الانقسامات.

وتثير التحركات التركية الأخيرة في ريف اللاذقية الشمالي مخاوف عميقة بشأن مستقبل السيادة السورية ووحدة أراضيها. ومع استمرار تركيا في تعزيز نفوذها العسكري والسياسي، يبقى السؤال: هل ستتخذ الحكومة السورية والقوى الدولية خطوات حاسمة للحد من هذا التوسع، أم أن المنطقة ستشهد مزيداً من الانقسامات والصراعات؟

مشاركة المقال عبر