لـ ـقـ ـي “أبـ ـو دجـ ـانـ ـة الـ ـشـ ـرابـ ـي”، أحد قـ ـادة د*ا*عـ ـش السـ ـابـ ـقين والعـ ـامل حالياً ضمن صـ ـفـ ـوف “أحـ ـرار الشـ ـرقـ ـية” التابعة للجيـ ـش الوطني المـ ـوالـ ـي لتركيا، في مدينة رأس العين، مـ ـصـ ـرعه خلال اشتـ ـبـ ـاك مع قـ ـوات الأمـ ـن في مدينة الحسكة بشمال وشرق سوريا.
تفاصيل الحادثة
ووقعت الحادثة يوم الجمعة الماضي في ساعات منتصف الليل، عندما أقامت خلية تتبع لداعش يقودها “الشرابي” حاجزاً طياراً على طريق الحسكة، بعد أن توجه من رأس العين إليها متسللاً، وفق ما أفاد مصدر أمني في شمال وشرق سوريا.
ولفت المصدر، أن الهدف من الحاجز الطيار، كان تنفيذ عمليات اغتيال تستهدف عناصر “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، حيث قامت المجموعة بتفتيش السيارات والمارة بحثاً عن عناصر قوات سوريا الديمقراطية.
وأثناء ذلك، اقتربت سيارة أمنية تابعة لقوات الأمن في شمال وشرق سوريا من الحاجز، معتقدة في البداية أنه يتبع لقوى الأمن الداخلي. ومع الاقتراب، تبين أن المجموعة المسلحة تتبع لداعش، حيث كانوا يحتجزون أحد المارة ويوجهون السلاح إلى رأسه وهذه ليست من أخلاق قوى الأمن الداخلي، ولذلك تأكدوا على الفور بأن الحاجز يعود لخلايا داعش.
وأضافت المصادر، إنه مع تقدم السيارة التي كان يستقلها ثلاثة من أفراد الأمن باتجاه الحاجز، اقترب “أبو دجانة الشرابي” من السيارة، فبادر أحد الأمنيين بإطلاق النار عليه وقتله على الفور. واندلعت اشتباكات بين الطرفين، ما أدى إلى فرار بقية أفراد خلية داعش، فيما أصيب أحد عناصر الأمن بجروح طفيفة وحالته الآن مستقرة.
من هو أبو دجانة الشرابي؟
و”أبو دجانة الشرابي”، اسمه الحقيقي علي الأمين النسو، كان قيادياً بارزاً في تنظيم داعش ومسؤولاً عن عمليات التفخيخ في المنطقة خلال سيطرة التنظيم عليها. وينحدر من قرية بلقيس في ريف تل حميس، وكان له سجل إجرامي واسع، حيث اشتهر بارتكاب جرائم مروعة بحق المدنيين، خاصة في مثلث الهول، مركدة، وعريشة، جنوب الحسكة.
وبعد طرد داعش من المنطقة، هرب “الشرابي” وانضم إلى صفوف “أحرار الشرقية”، أحد الفصائل التابعة للجيش الوطني المدعوم من تركيا، وكان يتواجد في مدينة رأس العين/سري كانيه.
وأثناء تواجده في مدينة رأس العين، كان يرسل تسجيلات صوتية لشيوخ ووجهاء العشائر العربية في مناطق شمال وشرق سوريا، ويهددهم بالقتل، إن لم يتوقفوا عن دعم قوات سوريا الديمقراطية وزادت تهديداته للشيوخ بشكل خاص بعد سقوط النظام السوري في 8 كانون الأول عام 2024.
ومن بين الوجهاء الذين تعرضوا للتهديد، محمد أحمد العلي، أحد وجهاء عشيرة السادة الطفيحيين، حيث أرسل له أبو دجانة الشرابي مقاطع صوتية يهدده فيها، ويذكره بمحاولة اغتياله عام 2017، حيث كان الوجيه محمد أحمد العلي، قد تعرض لمحاولة اغتيال عبر تفجير لغم بسيارته على طريق تل حميس عام 2017 وأنه هو من كان يقف خلف عملية الاغتيال ويهدده بأنه سيقتله هذه المرة بيديه.
عناصر داعش ضمن صفوف الجيش الوطني
وأبو دجانة الشرابي هو واحد من بين المئات من عناصر وقادات داعش المتواجدين ضمن صفوف الجيش الوطني الموالي لتركيا، حيث يتواجدون في المناطق التي تحتلها تركيا بشمال سوريا. ووجود هؤلاء العناصر ضمن الجيش الوطني والتستر عليهم يشكل تهديداً خطيراً على الأمن والاستقرار في سوريا مستقبلاً.
خطر متجدد
ويؤكد هذا التطور أن تنظيم داعش ما زال يحتفظ بقدرة على التسلل والتموضع تحت غطاء تشكيلات عسكرية تتبع الجيش الوطني الموالي لتركيا، ما يعكس التحدي المستمر الذي تواجهه قوات سوريا الديمقراطية وقوى الأمن الداخلي في شمال وشرق سوريا وكذلك قوات التحالف الدولي للحفاظ على الأمن ومنع عودة التنظيم إلى المنطقة في ظل الفوضى التي تعيشها سوريا حالياً.