يمثل سد تشرين نقطة حيوية في شبكة السدود على نهر الفرات، وهو مـ ـعـ ـرض للـ ـد..مـ ـار نتيـ ـجة الهـ ـجمـ ـات التركية المتواصلة عليه، فتـ ـعـ ـرضـ ـه للـ ـد..مـ ـار يمكن أن يسـ ـبب كـ ـارثـ ـة بيئية وإنسانية كبيرة في كل من سوريا والعراق. ولذلك لا بد من إيقـ ـاف الهـ ـجمـ ـات التركية عليه.
إن سد تشرين هو واحد من السدود الكبرى على نهر الفرات في سوريا، ويقع بالقرب من مدينة منبج في شمال البلاد ويبعد 80 كيلومتراً عن الحدود التركية. ويعد السد واحدًا من أهم المنشآت المائية التي تؤثر بشكل مباشر على حياة الملايين في سوريا من خلال توفير المياه للزراعة والشرب. كما يلعب دوراً محورياً في تنظيم تدفق المياه من نهر الفرات. لذلك، فإن تعرضه لأي خطر يمكن أن يكون له تداعيات كارثية على مستوى المنطقة بأسرها.
لمحة تاريخية
سد تشرين هو سد مائي يخدم العديد من الأغراض بما في ذلك توليد الكهرباء وتنظيم المياه للري. تم افتتاح السد في عام 1999، ويحصر السد خلفه بحيرة تدعى بحيرة تشرين يبلغ حجمها التقريبي 2 مليار م3، ويبلغ طول السد 900 متر.
ويحتوي السد على ست مجموعات توليد طاقة كهرمائية من نوع كابلان مع متمماتها استطاعة كل منها /105/ ميغا واط وباستطاعة إجمالية للمحطة /630/ ميغا واط.
هجمات تركية متواصلة منذ أكثر من شهر
ومنذ شهر تشن تركيا وفصائل الجيش الوطني هجمات عنيفة على السد بواسطة الطيران الحربي والمسيّر والمدفعية وراجمات الصواريخ، ما ألحق أضراراً كبيرةً بجسد السد وزادت احتمالات تدميره بشكل كلي.
ولمنع حصول هذه الكارثة، توجه الآلاف من أهالي شمال وشرق سوريا اليوم الأربعاء (8 كانون الثاني 2025) إلى سد تشرين، من أجل توجيه الانظار إلى المخاطر المحدقة بالسد نتيجة القصف التركي المستمر عليه، والتنبيه إلى الكوارث التي ستحصل فيما لو انهار السد.
ولكن تركيا استهدفت قوافل المدنيين، ما أدى لفقدان 5 مدنيين لحياتهم وإصابة 15 آخرين جراح بعضهم خطرة. وهذا يعني أن تركيا تتقصد استهداف السد من أجل تدمير المجتمع المحيط بنهر الفرات في سوريا والعراق.
ماذا سيحصل لو تعرض السد للدمار؟
من المعروف أن سد الفرات، الذي يقع في مدينة الطبقة، هو السد الرئيسي الذي يحجز مياه نهر الفرات وهو يقع خلف سد تشرين، وبالتالي إذا تعرض سد تشرين للدمار أو التدهور الكبير، ستؤثر هذه الحالة على تدفق المياه إلى سد الفرات، مما يؤدي إلى ارتفاع كبير في منسوب المياه، وبالتالي لن يكون سد الفرات قادراً على استيعاب المياه المتدفقة بسرعة كبيرة ويحتمل أن يتعرض هو الآخر لأضرار كبيرة ويحتمل أن ينهار هو الآخر بسبب زيادة الضغط على جسم السد، وفي حال حصل ذلك فأن المياه المتدفقة ستجرف مدناً بأكملها داخل سوريا والعراق.
كما أن دمار سد تشرين يعني ، أن مياه بحيرة السد ستتدفق بكميات ضخمة نحو أسفل النهر. وهذا سيؤدي إلى غمر الأراضي السورية، حيث ستتأثر الأراضي الزراعية في سوريا بشكل كبير نتيجة للفيضانات التي قد تغمرها المياه، وخاصة في المناطق المنخفضة بالقرب من النهر مثل المناطق المحيطة بمدن الرقة والطبقة ومنبج وحتى دير الزور.
وبالإضافة إلى تأثيره على الأراضي السورية، فإن تدفق كميات ضخمة من المياه قد تصل إلى الأراضي العراقية على طول نهر الفرات. هذا قد يتسبب في تدمير الأراضي الزراعية في مناطق واسعة من العراق، مما يزيد من المعاناة الإنسانية والنقص في الموارد.
كما أن خروج السد عن الخدمة يعني التوقف عن توليد الكهرباء وتوفير مياه الشرب للمحطات الواقعة على السد، فضلاً عن تضرر نظام الري من السدود.
تحديات إنسانية وبيئية
إن الدمار المحتمل لسد تشرين ليس فقط مسألة تقنية، بل يشمل أيضاً جوانب إنسانية وبيئية مدمرة، فتعرض السد للهدم سيؤدي إلى تهجير جماعي للسكان الذين يعتمدون على النهر في حياتهم اليومية. كما ان زيادة تدفق المياه بشكل مفاجئ يمكن أن يؤدي إلى حدوث فيضانات تؤثر على النظام البيئي المحلي، من خلال تدمير الأراضي الزراعية والموارد الطبيعية.
ومن أجل إيقاف مخاطر تعرض سد تشرين للدمار وتأثيراته السلبية على المنطقة، لا بد من ضمان حماية السد من الهجمات العسكرية، مع تعزيز إيقاف هجمات تركيا وفصال الجيش الوطني عليها. وإجراء أعمال صيانة فورية لضمان سلامة بنية السد وعدم حدوث أي تسرب أو تآكل.