الأخبار سوريا

تحـ ـريـ ـر الـ ـشـ ـام تستعد لـ ـشـ ـن هـ ـجـ ـوم واسع في خفـ ـض التصـ ـعيد.. ما هو الهدف؟

كثفت هـ ـيـ ـئـ ـة تـ ـحـ ـريـ ـر الـ ـشـ ـام مؤخراً من استعـ ـداداتـ ـها لـ ـشـ ـن هـ ـجـ ـوم واسع في منطقة خفـ ـض التصـ ـعيد، تستهـ ـدف قـ ـوات الحكومة السورية، بهدف الوصول إلى الطرق الرئيسية وخصوصاً طريق الـ (M5).

بدأت تركيا منذ أشهر عديدة بوضع مخطط لتصفية متزعم هيئة تحرير الشام أبو محمد الجولاني واستبداله بشخص آخر لقيادة الهيئة، بعد أن تغيرت الأولويات التركية من إسقاط الحكومة السورية، إلى التوجه لمحاربة الكورد في شمال شرق سوريا، وحصلت على موافقة أميركا وبريطانيا في هذا المخطط، ولذلك تم اقتراح عدة أسماء لقيادة الهيئة خلفاً للجولاني.

وفي مطلع العام الجاري، انتشر مقطع مصور لشخص يدعى “عثمان صالح” مدير مركز الأبحاث الاستراتيجية التركمانية، يقول فيه هذا الشخص أن تركيا حددت شخصاً ليتولى زعامة هيئة تحرير الشام خلفاً للجولاني.

ويرد في المقطع المصور المنشور، اسم “جمال معروف” متزعم جبهة ثوار سوريا التي كانت تحصل عام 2014 على دعمها المادي والعسكري من أميركا (البنتاغون). وكانت جبهة ثوار سوريا تشارك باسم حركة حزم في غرفة عمليات الموك المناهضة للحكومة السورية، ولكن تمت تصفيتها حينها من قبل الاستخبارات التركية وهيئة تحرير الشام.

إلى جانب ذلك، كشفت مصادر خاصة حينها لموقعنا “فوكس برس”، إن من بين الأسماء أيضاً القيادي البارز في الهيئة أبو ماريا القحطاني وكذلك أبو أحمد زكور.

وبحسب المعلومات التي كشفتها المصادر المطلعة، فأن أبو محمد الجولاني، أدرك المخطط التركي في وقت مبكر من وضعه، ولذلك بدأ حملة مناهضة للأشخاص المحتملين لتولي الزعامة خلفاً له، فقام في البداية بملاحقة الاسم الأبرز (أبو ماريا القحطاني) وأودعه السجن لمدة ستة أشهر بحجة التواصل مع جهات خارجية لمدة.

وبعد شهر من إطلاق سراحه تم الإعلان عن مقتله بانفجار حزام ناسف ونسب الهجوم لداعش، والمعروف أن القحطاني، اسمه ميسرة الجبوري، وكان من مؤسسي جبهة النصرة عام 2012، والتي تحولت خلال سنوات الحرب في سوريا إلى جبهة فتح الشام، عام 2016، ومن ثم أصبحت هيئة تحرير الشام عام 2017، وكان من أبرز قياديي الفصيل إلى حين تجريده من مهامه في شهر (آب) العام الفائت عند اعتقاله.

وأوضحت المصادر، أن الاستخبارات التركية، انزعجت كثيراً من حادثة تصفية أبو ماريا القحطاني، وبدأت تعيد حساباتها.

كما قام الجولاني بملاحقة أبو أحمد زكور، ولكن الأخير استطاع الهرب نحو إعزاز وقام بتسليم نفسه للاستخبارات التركية للنجاة من التصفية على يد الجولاني.

ونظراً لفشل المخطط التركي هذا، بدأت الأخيرة بعقد الاجتماعات مع الجانب الروسي لمناقشة فتح الطرق والمعابر بين مناطق سيطرة تركيا وفصائل الجيش الوطني في الشمال السوري ومناطق سيطرة الحكومة السورية، وبناء على هذه الاجتماعات تم في البداية افتتاح معبر أبو الزندين في ريف الباب، في منطقة تكون فيها هيئة تحرير الشام قليلة التأثير، ولاحقاً عقدت تركيا وروسيا اجتماعين في سراقب وفي الاجتماع الثالث انضمت إيران أيضاً لهما في هذا المساعي التي تأتي في إطار عملية التطبيع بين أنقرة ودمشق.

ومن شأن افتتاح الطرق والمعابر والتي تريد تركيا أن تكون خاضعة بشكل أساسي للفصائل التركمانية التي تقدم لها دعماً غير محدود وكذلك للشرطة العسكرية التي شكلتها، أن يقلل من إيرادات هيئة تحرير الشام التي تسيطر على غالبية المعابر والطرق في مناطق سيطرة تركيا، ولذلك تخشى هيئة تحرير الشام من أنها هي المستهدف من مخطط افتتاح الطرق والمعابر كونها الطرف الذي تخشاه روسيا والحكومة السورية وفي أي اتفاق مستقبلي بين دمشق وأنقرة فأن موضوع تصفية تحرير الشام سيتصدر الأجندة.

ولذلك، بدأ أبو محمد الجولاني مؤخراً بالتحضير لشن هجوم واسع في منطقة خفض التصعيد، حيث عقد الجولاني اجتماعاً مع كبار قاداته العسكريين والأمنيين وناقشوا خطط الهجوم الساعي للوصول إلى الطرق السريعة وخصوصاً طريق حلب – اللاذقية (M4) وطريق حلب – دمشق (M5) وهما الطريقان اللذان تسعى موسكو وأنقرة لفتحهما أمام الحركة التجارية لإنقاذ أنقرة ودمشق من الأزمات الاقتصادية التي يعيشانها.

وفي هذا السياق، اتخذت الهيئة إجراءات للتحضير السريع للمعركة، عبر تخريج دفعات من القوات الخاصة والاقتحامين، واستقبال الراغبين بالانضمام إلى صفوفها، وتقليص عدد أيام الدورات من 45 يوم إلى 14 يوم، وتوزيع المهام على العناصر في الألوية التابعة للهيئة، إضافة إلى تجهيز أسلحة ثقيلة وتدريب العناصر على استخدامها.

وبدأت بوادر الهجوم الكبير تظهر خلال الأيام الأخيرة، حيث شن انغماسيون من هيئة تحرير الشام هجمات على قوات الحكومة في ريفي حلب واللاذقية، حيث شنت تحرير الشام ليل أمس الثلاثاء، هجوماً على مواقع الحكومة في وادي كلز بجبل التركمان بريف اللاذقية الشمالي، تزامناً مع هجوم على محور الصراف في المنطقة ذاتها، مما أدى إلى مقتل ضابط وعنصر من قوات الحكومة.

ويوم الاثنين، شنت القوات الخاصة في لواء سعد بن أبي وقاص التابع لهيئة تحرير الشام، هجوماً على مواقع قوات الحكومة على محور كباشين في ريف حلب الغربي، وتمكنت من أسر عنصرين من قوات الحكومة، وقتل عنصر وإصابة 3 آخرين.

وبحسب مصادر خاصة فأن هدف الجولاني من الهجوم هو تأمين المناطق الخاضعة لسيطرته بشكل أكبر وخصوصاً في جنوب إدلب وشمال حماة، والوصول مجدداً إلى مدينة حلب التي تضع تركيا أعينها عليها وتسعى للسيطرة عليها بكافة الأشكال.

مشاركة المقال عبر