أفادت مصادر مطلعة بأن د..ا..عـ ـش يخـ ـطط لـ ـشـ ـن هجـ ـمـ ـات على السـ ـجـ ـون التي يتـ ـواجد عنـ ـاصـ ـره فيها بمناطق شمال وشرق سوريا ومنها سـ ـجـ ـن الصناعة في مدينة الحسكة، وقالت إن المخـ ـطط يتـ ـضـ ـمن الهـ ـجـ ـوم بمجرد أن تـ ـشـ ـن تركيا هجـ ـمـ ـات عبر الحـ ـدود على شمال وشرق سوريا.
في الـ 16 من كانون الأول 2024، عُقد اجتماع بين القوات الأمريكية وقوات مكافحة الإرهاب التابعة للاتحاد الوطني الكوردستاني في الساعة 04:00 عصراً.
ووفقاً لمصادر مطلعة، كان الاجتماع يهدف إلى مناقشة الإجراءات الأمنية، حيث تم الحصول على معلومات تفيد بأن تنظيم داعش يخطط لشن هجوم على سجن الصناعة في مدينة الحسكة خلال الفترة المقبلة.
وجاء هذا الاجتماع في وقت حساس للغاية بالنظر إلى الوضع الأمني المتوتر في المنطقة وتصاعد هجمات داعش في المنطقة ومحاولة استغلاله للفراغ الأمني في الصحراء السورية بعد سقوط النظام السوري وسيطرة فصائل بعضها متشددة على مفاصل الحكم في البلاد.
وأشارت المصادر إلى أن النقاشات التي جرت بين الطرفين خلال الاجتماع أسفرت عن اتخاذ قرار بتعزيز الحماية للسجن بواسطة وحدات مكافحة الإرهاب (YAT) التابعة لقوى الأمن الداخلي في شمال وشرق سوريا.
وتم التأكيد على ضرورة الاستعداد الكامل لمواجهة أي تهديد محتمل، ولكن لم تكن هناك معلومات دقيقة حول الموعد المحدد للهجوم من قبل داعش.
ومع تقدم الأيام، وتحديداً في الـ 18 من كانون الأول 2024، نفذ مسلحون من جهة “الفيلات الحمر” في مدينة الحسكة هجوماً على سجن الصناعة باستخدام قذائف “آر بي جي”، ولكن لم يتبع ذلك أي هجوم بري على السجن.
ويُعتقد أن هذا الهجوم كان جزءاً من سلسلة تحركات منسقة قد تكون مرتبطة بالتهديدات التي يخطط لها داعش في المنطقة.
المصادر أكدت أن الهجمات التي يخطط لها داعش على السجون في شمال وشرق سوريا مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالهجمات التركية على شمال وشرق سوريا. ولفتت أن تنظيم داعش سيشرع في تنفيذ هجماته على السجون فور بدء الهجمات التركية على المنطقة عبر الحدود.
وهذا التنسيق بين العمليات العسكرية التركية والهجمات التي قد ينفذها داعش في سوريا يشير إلى التنسيق الوثيق بين كلا الطرفين في المنطقة.
ويُذكر أن سجن الصناعة في مدينة الحسكة كان قد تعرض في عام 2020 لعدة محاولات هجوم من قبل تنظيم داعش. الهجوم الأبرز كان في كانون الثاني 2020 عندما حاول عناصر داعش الهجوم على السجن في محاولة لإخراج سجناء التنظيم منه، إلا أن قوى الأمن الداخلي وقوات سوريا الديمقراطية وبدعم من التحالف الدولي تمكنت من صد الهجوم وقتل العديد من المهاجمين.
ومنذ ذلك الحين، أصبح سجن الصناعة هدفاً رئيسياً لداعش وتركيا بسبب احتوائه على العديد من عناصر داعش الاجانب.
إن التحليل المستمر للعلاقة بين داعش وتركيا يشير إلى أن هناك تنسيقاً بين الجانبين، خاصة في مناطق شمال شرق سوريا. ورغم النفي التركي الرسمي، تشير العديد من التقارير الاستخباراتية والميدانية إلى أن بعض فصائل المعارضة المسلحة المدعومة من تركيا هي على صلة بتنظيم داعش وتضم ضمن صفوفه العديد من عناصر التنظيم.
وحولت تركيا على مدار السنوات الماضية، المناطق الخاضعة لسيطرتها في سوريا إلى معقل وملاذ آمن لعناصر وقادات تنظيم داعش، ففي مدينة عفرين ونواحيها، تمنح الاستخبارات التركية بطاقات خاصة لعناصر التنظيم ليتحركوا بكل سهولة دون أن يخضعوا للتوقيف أو التفتيش ولذلك لإبقاء تواجدهم سراً في المنطقة، وكذلك فعل في مدينة تل أبيض وناحية سلوك التابعة لها، والتي باتت من أكبر معاقل التنظيم في سوريا، بالإضافة إلى مدينة رأس العين، التي باتت معقلاً لعناصر التنظيم من حملة الجنسية العراقية، حيث تتواجد العشرات من عائلات التنظيم العراقية في هذه المدينة، ومنحتهم المجالس المحلية التابعة لتركيا، بطاقات إقامة يتحركون فيها بكل حرية ويؤمنون التواصل بين خلايا التنظيم في المناطق القريبة.
هذا وكانت القيادة المركزية للولايات المتحدة الأمريكية (CENTCOM) قد أعلنت في الثاني عشر من شهر تموز من عام 2022 عن مقتل زعيم التنظيم في سوريا ماهر العقال في غارة جويّة بالقرب من ناحية جنديرس التابعة لعفرين.
وماهر العقال كان يعد من كبار زعماء التنظيم، وشارك مع أفراد عائلته في الهجوم على مدينة كوباني عام 2014، وانتقل إلى عفرين والباب بعد القضاء على التنظيم جغرافياً، ومن هناك بدأ بتنظيم وتدريب عناصر التنظيم وتوجيههم لتنفيذ العمليات في مناطق شمال وشرق سوريا.
والعقال هو الذي أمر بتنفيذ مجزرة برسوس وخطّط لها ونقل القنبلة عبر الحدود لتنفيذها، وهو مسجّلٌ كإرهابي في قائمة الإرهاب الدولية، وذكر في سجلات المحاكم التركية بصفة مرتكب المجازر لكنّه عاش براحة لسنوات في المناطق التي تسيطر عليها تركيا بالوثائق المزورة الصادرة عن الدولة التركية.
ولم تكن هذه العملية التي نُفّذها التحالف الدولي ضد ماهر العكال العملية الأولى ولا الأخيرة. فقد نفّذ التحالف في 16 حزيران 2022 عمليةً في مدينة جرابلس، وعلى إثرها ألقى القبض على هاني أحمد الكردي وهو أحد زعماء التنظيم. وقد تبيّن أنّ هاني أحمد الكردي كان أمير سابقاً للتنظيم في الرقة.
كما أعلن التحالف الدولي في شهر شباط 2022 عن مقتل أبو إبراهيم الهاشمي القريشي الذي كان قد حلّ مكان أبو بكر البغدادي في زعامة التنظيم، خلال عمليةٍ مشتركة مع قوات سوريا الديمقراطية على الحدود السورية التركية وعلى بعد مئات الأمتار فقط من أحد القواعد التركية التي كانت تتولى تأمين الحماية له في تلك المنطقة.
كما أن زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي كان قد قُتل في الـ 26 من تشرين الأول عام 2019 في مدينة إدلب الخاضعة لسيطرة تركيا وعلى مقربة من حدودها أيضاً.
وحاولت تركيا مراراً وتكراراً تهريب أفراد عوائل التنظيم من مخيم الهول ونقلهم عبر خلايا التنظيم إلى مناطق سيطرتها من أجل إعادة تأهيلهم وتدريبهم من أجل توجيههم مرة أخرى لشن الهجمات في مناطق شمال وشرق سوريا. حيث يخضع عناصر التنظيم لدورات مغلقة في مراكز تطلق عليها الاستخبارات التركية اسم “السجون” من أجل إبعاد الشبهة عن نفسها في تدريب عناصر التنظيم وكذلك لاستخدام ذلك إعلامياً وإظهار نفسها بأنها معادية للتنظيم وتحاربه.
ومع تركيز قوات سوريا الديمقراطية والتحالف الدولي، جهودهم للقضاء على خلايا داعش، فإن جميع التحقيقات مع أفراد تلك الخلايا الذين تم إلقاء القبض عليهم خلال الفترة الماضية، تشير إلى أن مراكز تنظيمهم وتدريبهم وتوجيههم متواجدة في تركيا.