الأخبار سوريا

وفد أمـ ـني قطري في دمشق: إيقاف الدعم عن الفصـ ـائل وتحويله إلى قوات الحكومة

زار وفد أمـ ـنـ ـي قطري رفيع، العاصمة السورية دمشق والتقى قيادات عسـ ـكـ ـرية وأمـ ـنـ ـية من الصف الأول لدى الحكومة السورية، وخلال الاجتماع قررت قطر إيقاف الدعم عن الفصـ ـائـ ـل المسـ ـلـ ـحة في الشمال السوري وتحويل ذلك الدعم إلى الحكومة السورية.

عندما بدأت الثورة في سوريا، كانت قطر أول المتدخلين إلى جانب تركيا في الثورة ما أدى إلى انحرافها عن مسارها وتحولها إلى العسكرة، وبرز التدخل القطري بشكل واضح في الشأن السوري في نيسان/أبريل عام 2012، عندما أرسلت شحنات من الأسلحة إلى المسلحين، واستمرت في تقديم الدعم للفصائل المسلحة التي قاتلت ضد الحكومة السورية وما تزال تدعمهم حتى الآن عبر تركيا.

وسبق أن ذكرت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية، إن قطر مولت المسلحين في بداية الأزمة بما لا يقل عن مليار دولار، ثم مولتها بعد ذلك بأكثر من 3 مليارات دولار، وذلك خلال أول عامين من الحرب على السلطة بين الحكومة السورية والمسلحين المعارضين لها والذين تحولوا لاحقاً إلى مجموعات مسلحة تعمل بالارتزاق لصالح تركيا في ليبيا وأذربيجان والنيجر وغيرها من المناطق.

كما كشف معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام، في تقرير له إن قطر كانت ترسل أسلحة بشكل مستمر للفصائل المسلحة المعادية لدمشق عبر رحلات شحن تمر من تركيا أولاً قبل أن تصل إلى المناطق التي تسيطر عليها تلك الفصائل.

وتعرضت قطر لانتقادات عديدة بسبب تسليحها لمجموعات مسلحة تابعة للإخوان المسلمين عبر تركيا، وخصوصاً من قبل الدول الخليجية، ما دفع السعودية والإمارات ومصر والبحرين لفرض حصار على قطر استمر لسنوات على خلفية هذا الدعم، قبل أن تعد قطر بالتوقف عن الدعم المباشر لإخوان مصر.

ومع نية تركيا التطبيع مع الحكومة السورية، ترى قطر إنه لم يعد من المجدي تقديم الدعم للفصائل المسلحة التي باتت أداة طيّعة في يد تركيا وتقاتل من أجل مصالحها، ولذلك قررت إيقاف الدعم عن تلك الفصائل.

وفي السياق، زاد وفد أمني قطري في الخامس من آب/أغسطس الجاري، العاصمة السورية دمشق، والتقى قيادات أمنية وعسكرية رفيعة لدى الحكومة السورية.

وتم استقبال الوفد الأمني القطري في مطار مزة العسكري، وجرى تشديد الإجراءات الأمنية من قبل قوات الحكومة السورية حول المطار بالتزامن مع اللقاء.

وأمرت الحكومة السورية، بتسليم الحواجز العسكرية في المنطقة إلى قوات الأمن لمنع تسرب المعلومات، واستمر الاستنفار في المنطقة على مداري يومي الخامس والسادس من آب.

وفي السياق أكد مصدر خاص أن زيارة الوفد الأمني القطري جاءت في إطار ملف التقارب بين قطر والحكومة السورية، مشيراً أن اللقاء حصل بمشاركة السفير القطري إلى جانب قيادات قطرية رفيعة.

وأوضح المصدر، أن الاجتماع خلُص إلى إعادة جميع العلاقات بين قطر والحكومة السورية، إلى جانب إعادة العلاقات الأمنية بين الطرفين إلى الوضع الذي كانت عليه قبل انطلاق الأزمة السورية.

وفيما يخص الملف الأمني السوري، فأكد المصدر أنه جرى البحث في الملف الأمني السوري بشكل مطول بين الجانبين، وقال إن الوفد السوري وافق على جميع البنود التي طرحها الجانب القطري على أن يتم تطبيقها خلال الفترة المقبلة وبذلك سيتم استعادة جميع العلاقات بين الطرفين بشكل كامل.

وبالمقابل من ذلك، وعدت قطر بأنها ستقطع الرواتب والدعم عن الفصائل المسلحة الموالية لتركيا والتي تتلقى الدعم من قطر عبر تركيا.

وأوضح المصدر، أن الوفد القطري، أكد أن حكومة قطر ستدعم الحكومة السورية من الناحية العسكرية والمادية من أجل التخلص من المجاميع المسلحة التي باتت تشكل عبئاً في المنطقة، كما ستساعدها مادياً للتخلص من أزمتها.

والملفت للانتباه، أن تركيا لجأت مؤخراً إلى حجز أموال بعض الفصائل وأخرت رواتب بعضها الآخر، كما خصت بعض الفصائل المعروفة بولائها التام لها بإدارة المعابر من أجل الانتفاع من تلك المعابر للحصول على أموال لتأمين رواتب عناصرها، وهو ما يشير إلى أن قطر أبلغت تركيا بنيتها تلك نظراً للعلاقات الوطيدة التي تجمعهما.

ولا تستطيع تركيا إجبار قطر على اتخاذ هكذا خطوات، لأن النظام التركي نفسه قد بدأ باتخاذ الخطوات لتطبيع العلاقات مع الحكومة السورية.

مشاركة المقال عبر