ذكرت مصادر أن جـ ـهاز المخـ ـابرات التركية يمـ ـهد لافتـ ـعال أحـ ـداث وفـ ـوضى في تركيا بهدف إشغال الرأي العام التركي عن الأزمـ ـات الداخلية، والتمهيد لإعلان حـ ـالة طـ ـوارئ تعـ ـزز نفـ ـوذ الحـ ـزب الحاكم.
نقل موقع lekolin org عن مصادر خاصة، أن جهاز المخابرات التركية عقد في الأول من شهر تموز الجاري اجتماعاً في مقره في العاصمة التركية أنقرة بناء على تعليمات مباشرة من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان. وذكر المصدر إلى أن الاجتماع تم بإشراف إدارة الحرب الخاصة، وتمحور حول آليات وسبل تغيير أجندة الرأي العام في تركيا وإشغال المعارضة وتوجه أنظارها عن الأزمات الداخلية، والإجراءات والتدابير اللازمة للإبقاء على سلطة حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية. بالإضافة للتمهيد لإعلان حالة الطوارئ بعد الأزمات المتتالية المتعلقة بإجراء الانتخابات المبكرة، والأزمة الاقتصادية والعملية العسكرية التركية، وبالتالي خلق حالة تشبه مرحلة ما بعد 15 تموز 2016، وافتعال بعض الأحداث والاستفزازات لأجل ذلك، وإشغال المعارضة التركية بهذه الأحداث.
وأشار المصدر إلى أنه تقرر في الاجتماع تحريض الفاشيين والقوميين على وجه الخصوص على مهاجمة اللاجئين السوريين، في العديد من المدن، وكذلك تحريض اللاجئين العرب السوريين في المناطق الكوردية ضد المجتمع الكوردي عن طريق حزب هدى بار المصنف إرهابياً والمتحالف مع حزب العدالة والتنمية، لأن أحداث قيصري وديلوك (عنتاب) لم تفي بالغرض ، فيجب تصعيد هذه النوعية من الأحداث مواصلتها.
وبحسب المعلومات التي قدمها المصادر، فإن خطة الأزمات والفوضى الجديدة لجهاز المخابرات التركية تتضمن أن يقوم العنصريون القوميون الفاشيون في تركيا بمهاجمة اللاجئين السوريين في العديد من المدن، والتعاون مع حزب هدى بار في المناطق الكوردية، لتحريض اللاجئين العرب السوريين لمهاجمة الكورد.
مرحلة ما بعد إعلان حالة الطوارئ
وذكرت المصادر أن حزب العدالة والتنمية يريد تحقيق أمور كثيرة من وراء هذه الاستفزازات:
أولاً؛ سيعلن حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية حالة الطوارئ بعد الأحداث والاستفزازات التي سيفتعلها جهاز المخابرات التركية. وخاصة بعد إعلان حالة الطوارئ في المناطق الكوردية، سيتم اعتقال السياسيين ورجال الأعمال والناشطات وأعضاء منظمات المجتمع المدني، المدرجين على قائمة الأسماء التي تم إعدادها سابقاً. كما سيتم تعيين أوصياء على البلدات في المناطق الكوردية، وبهذه الطريقة سيتم التغطية على خسائر الجيش التركي في شمال العراق.
ثانية؛ للتغطية على تراجع الاقتصاد في تركيا نتيجة الصراع بين الفاشيين واللاجئين وإخراجه من جدول الأعمال. في البداية، بعد اعتقال بعض الجماعات الفاشية العنصرية مثل أوميت أوزداغ وخلق تصور بأن مثل هذه الجماعات مستهدفة، سوف يستهدفون جميع جماعات المعارضة الموجودة وعلى رأسهم حزب الشعب الجمهوري الذي تقدم في انتخابات البلديات.
كانت أحداث قيصري وأنطاليا بمثابة اختبار لخطة جهاز المخابرات لتركية
وقعت هجمات عنصرية ضد اللاجئين السوريين في قيصري وأنطاليا وحتى في أجزاء كثيرة من تركيا في الفترة الأخيرة. وبحسب المعلومات التي قدمها الموقع عن مصادر، فقد تم تنفيذ هذه الهجمات في إطار التحضير لاجتماع جهاز المخابرات التركية الذي ذكرناه سابقاً. التسريبات التي انتشرت في تلك الفترة حول اعتقال أوميت أوزداغ وأمثاله، يؤكد المعلومات التي أوردتها المصادر عن خطة الفوضى التي يقوم بها جهاز المخابرات التركية. ويبدو أن سلطات العدالة والتنمية افتعل هذه الأحداث لإعلان حالة الطوارئ كما استغلت أحداث الانقلاب الفاشل 15 تموز 2016.
هاكان فيدان وفريقه قدموا الخطة لأردوغان
وأشار المصدر إلى أن وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، وهو عراب الحرب الخاصة التركية، وفريقة قدموا الخطة لأردوغان من أجل تغيير أجندة الرأي العام في تركيا وصرف النظر عن تدهور الوضع الاقتصادي، والخسائر التي منيت بها في الانتخابات، وكذلك الخسائر العسكرية في شمال العراق. وذكرت المصادر أن أردوغان الذي تملكه الخوف من هذه الخسائر قد أعطى الضوء الأخضر لتنفيذ الخطة، لأنه بحاجة إلى فرصة مثل تلك التي حدثت في 15 تموز 2016.