الأخبار سوريا

أمريكا تسعى لبناء مجـ ـمـ ـوعة مسـ ـلـ ـحة في الشمال السوري… ما هو مهمة هذا الفـ ـصـ ـيل؟

قالت مصادر مطلعة، أن أمريكا تسعى لبـ ـنـ ـاء فـ ـصـ ـيـ ـل مسـ ـلـ ـح في مناطق شمال غرب سوريا، الخـ ـاضـ ـعـ ـة لسـ ـيـ ـطـ ـرة تركيا، قـ ـوامـ ـها أفـ ـراد فـ ـصـ ـيـ ـل سبق وأن دربـ ـتـ ـهـ ـم القـ ـوات الأمريكية.

منذ فترة يجري الحديث عن عودة القوات الأمريكية لتنشيط علاقاتها مع فصائل موجودة حالياً في مناطق شمال غرب سويا الخاضعة لسيطرة تركيا، وبشكل خاص الفصائل التي دربتها الولايات المتحدة على الأراضي التركية خلال السنوات الأولى من الأزمة السورية، قبل أن توقف عنها الدعم بسبب قيام تلك الفصائل بتنفيذ الأوامر التركية بعد أن فقدت تلك الفصائل قادتها عبر معلومات استخباراتية قدمتها تركيا لقوات الحكومة السورية من أجل تعيين موالين لها في قيادة تلك الفصائل لضمان ولائها.

وفي السياق، كشف مصادر مطلعة من شمال غرب سوريا، أن القوات الأمريكية بدأت مؤخراً بتدريب وتمويل فصيل نور الدين زنكي.

من هو فصيل نور الدين زنكي؟

وتأسست ما تسمى “كتائب نور الدين زنكي” في تشرين الثاني/نوفمبر عام 2011، أي مع بداية الثورة السورية، وتحولها إلى صراع مسلح على السلطة، ونشطت هذه الكتائب في العمل العسكري بمحافظة حلب التي انطلقت منها، حيث كانت الانطلاق من قرية الشيخ سليمان شمال غرب حلب.

وتولت المخابرات الأمريكية تمويل حركة نور الدين زنكي وقامت بتدريب وتسليح عناصرها في تركيا، حيث كان هذا الفصيل، أول فصيل يحصل على أسلحة متطورة وتحديداً صواريخ “بي جي إم- 71 تاو” المضادة للدبابات، إلى جانب أسلحة أخرى متطورة ما جعلها الفصيل الأكثر تسليحاً في محافظة حلب.

ولكن هذه الحركة انضمت إلى عدد من المجموعات الأخرى ذات الخلفية السلفية والإخوانية، وتأثر عناصرها بأفكارها، فتحول ولاءها من أمريكا إلى تركيا وأثناء هذا التحول، ظهرت مقاطع مصورة لعناصر هذا الفصيل وهم يقطعون رأس جندي لقوات الحكومة السورية وكذلك يقطعون رأس طفل أيضاً فزادت الانتقادات لها وبالتالي زاد الدعم التركي لها لكسب ولاءها بشكل كامل، وظلت هذه الكتائب على هذا النحو وشاركت في الهجوم التركي على مدينة عفرين مطلع عام 2018.

وفي مطلع عام 2019، وبسبب كثرة جرائم هذا الفصيل، تم حل هذه المجموعة من قبل الاستخبارات التركية بعد أن نفذت مخططها في قيادة الهجوم على عفرين وارتكاب الكثير من جرائم الحرب هناك، ولذلك توزع عناصرها ضمن بقية الفصائل الموالية لتركيا.

وكشفت المصادر، أن الولايات المتحدة الأمريكية بدأت مؤخراً بالتواصل مع فصائل كانت تدعمها في بداية الأزمة السورية وأوقفت الدعم عنها في السنوات التالية، بسبب انحرافها عن الأهداف الأمريكية وتركيزها على تطبيق الأهداف التركية، وقالت إن أمريكا تسعى حالياً لإنشاء فصيل قوي في شمال غرب سوريا، نواته حركة نور الدين زنكي.

وبحسب المصادر المطلعة، فأن المهمة الأساسية لفصيل نور الدين الزنكي الجديد، هو القتال ضد فصائل الجيش الوطني الموالية لتركيا وخصوصاً تلك الفصائل التي وافقت على نتائج اجتماع أستانا بين روسيا وتركيا وإيران.

وأوضحت المصادر أن أمريكا ترى في فصيل نور الدين زنكي، قوة يمكن الاعتماد عليها، خصوصاً أن عناصرها انضموا إلى الكثير من الفصائل وتنقلوا بين الفصائل وجرى حل الفصيل من قبل المخابرات التركية بعد أن انتهت مهمته، وبالتالي يمتلكون معلومات استخباراتية عن تحركات جميع الفصائل وهو ما سيسهل عمل الفصيل وحربه ضد فصائل استانا.

وقبل ثلاثة أشهر، دخل وفد من القوات الأمريكية عبر الحدود التركية إلى ريف حلب، والتقى مع كل من قائد جيش العزة المدعو جميل صالح، وقائد فرقة المعتصم، المدعو معتصم عباس.

وحينها قالت مصادر مطلعة لـ “فوكس برس” أن أمريكا تسعى لبناء قوة موحدة من الفصيلين، بعد أن بدأت تركيا بإطلاق تصريحات التطبيع مع الحكومة السورية والانخراط تماماً في محور استانا الذي يسعى لضمان مصالح إيران وروسيا إلى جانب تركيا، وهو الأمر الذي يزعج الولايات المتحدة.

وفي السياق تقول المصادر المطلعة، أن الغاية الأمريكية الأساسية من بناء قوة مشتركة من جيش العزة وفرقة المعتصم في الشمال السوري الخاضع لسيطرة تركيا هو حماية المصالح الاستراتيجية الأمريكية بوجه المخططات الإيرانية في الشمال السوري، ولكن بناء فصيل مسلح جديد يثير الكثير من الشكوك خصوصاً مع ما كشفته المصادر المطلعة عن المهمة الأساسية لهذا الفصيل، وهو ما يشير إلى انزعاج أمريكي كبير من تركيا خصوصاً بعد سعيها للتطبيع مع دمشق والمحافظة على المصالح الروسية والإيرانية اللتان تكنان العداء لأمريكا.

مشاركة المقال عبر