الأخبار شمال وشرق سوريا

مظلوم عبدي: منفتحون على الحوار مع دمشق وأنقرة بشروط.. الحوار الكردي الكردي قد يستأنف آب المقبل

أكد القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي في حوار صحفي انفتاحهم على الحوار مع الجميع وفي مقدمتهم حكومة دمشق، وعبر عن ثقته بالتوصّل إلى حلّ مع دمشق، وأوضح أنّهم على تواصل معها، ودعا دمشق إعادة النظر في موقفها.

عبدي أكد أيضاً في حوار أجرته معه وكالة (هاوار)  استعدادهم للحوار مع الدولة التركية بشرط أن تنسحب مع الفصال الموالية لها من المناطق المحتلة، بحسب تعبيره.

ورداً على سؤال حول الانتخابات البلدية كان من المقررة إجرائها في شهر حزيران الفائت، وسبب تأجيلها قال عبدي:

لقد ضخّموا مسألة الانتخابات جدّاً، إنّ الانتخابات حقّ من حقوق هذا الشعب، فمن حقّه انتخاب ممثليه، إنّه حقّ طبيعي، وطلبت منّا العديد من الأطراف الأخرى تأجيل الانتخابات، لقد جعلوا منها قضية كبيرة، لا يحقّ لأحد مطالبتنا بتأجيل الانتخابات لكن يتوجّب علينا التفكير بمصالح شعبنا، وأنا أثق أنّ شعبنا ومؤسساتنا وأحزابنا التي ستخوض الانتخابات سيقيمون الموضوع، وأثق أيضاً أنّ الهيئة العليا للانتخابات ستتّخذ القرار الأكثر صواباً من أجل مصالح الشعب”.

واستبعد عبدي أن تتوصّل دمشق وأنقرة إلى اتفاق فيما يتعلق بمساعي التطبيع، وقال حول الموضوع:

تعاني الدولة التركية من أزمة داخلية وخارجية، وفشلت جميع مخططاتها المتعلقة بسوريا منذ عام 2011 وحتى الآن، لقد قامت بالاحتلال، وأصبحت جزءاً من الأزمة السورية، ولم تصبح جزءاً من الحل، وهم يعمّقون المشكلة ويفاقمونها أكثر مهما استمرّوا بقول: “إنّنا نحل المشكلة”، لقد غرقوا في المستنقع السوري، والهدف الأساسي للدولة التركية هو القضاء على قواتنا؛ قوات سوريا الديمقراطية ونظام الإدارة الذاتيّة، وقد سعت إلى القضاء عليها بالعديد من الطرق والأشكال، لكنّها لم تصل إلى هدفها، لذا فهي تحاول مجدداً الآن.

النظام السوري ليس ضد ذلك تماماً، بل إن لديه مطالب أيضاً. ربما يتفقون هم والدولة التركية، لكن لديهم مطالب مختلفة. ويريد النظام السوري من تركيا أن تتخلى عن المعارضة والإخوان المسلمين والجماعات المسلحة في إدلب وعفرين وسري كانية والقوات الأخرى. وعندما يقول النظام السوري إن على الدولة التركية أن تنسحب من سوريا، فإن هدفه الأساسي هو قطع دعم تركيا لهذه القوات حتى يتمكن من السيطرة على تلك المناطق من جديد.

وهناك أمر آخر أيضاً، ربما تكون لدى تركيا طلبات مماثلة، وقد لا يكون النظام السوري منغلقاً على ذلك، وهو يعلن عن مطالبه. ولكن من الصعب تنفيذها. الأمر ليس مستحيلاً ولكنه صعب. يتطلب وقتاً طويلاً. على سبيل المثال، خلال 12 عاماً، استهدف النظام السوري الجميع، ووافقت تركيا على جمع المجموعات المسلحة وعائلاتهم في إدلب، وهم الآن يرسلونهم إلى عفرين.

الجميع يريدون الحل، تركيا لا تقبل بعودتهم إلى تركيا مرة أخرى، والرأي العام التركي يعارض ذلك، والنظام السوري لا يقبلهم أيضاً. المشكلة عميقة، ولا أعتقد أنه يمكن حلها في وقت قصير.

 

نحن على ثقة أنه سيكون هناك حل مع النظام السوري”

مظلوم عبدي عبر خلال الحوار عن ثقته بإيجاد حل مع الحكومة السورية، وقال في ذلك: “منذ 12 عاماً ونحن نحاول التوصل إلى حل مع النظام السوري عبر الحوار. ونحن على ثقة أنه سيتم التوصل إلى حل مع النظام السوري. وسنواصل جهودنا من الآن ولاحقاً أيضاً. هناك تواصل بيننا. لكن لا يوجد اتفاق. لأن النظام السوري ليس مستعداً بعد للحل. ولديه شروط، فهو يريد العودة إلى الوضع الذي كان عليه قبل عام 2011. وهو ينظر إلى الموضوع في إطار العفو فقط. القضية الكردية كبيرة جداً في سوريا. النظام لا يقبل حتى الآن تدريس حصتين للغة الكردية في الأسبوع. ليس لديه نهج شامل للحل.

خلال الفترة الماضية أردنا التوصل إلى اتفاق بشأن بعض القضايا التي يمكن تنفيذها، مثل المعابر الحدودية والقضايا الاقتصادية والتجارة والتعليم، لكنهم ليسوا منفتحين على ذلك أيضاً. على النظام السوري إعادة النظر في نهجه حيال الحل، وأن يرى في جهود الإدارة الذاتية فرصة. وهذا هو الأهم الذي سيساهم في استقرار سوريا وحل المشاكل.

لقد تم ترسيخ واقع هنا على مدار 12 عاماً، هناك واقع أمني وعسكري وإداري. الطلاب يرتادون الجامعات باللغة الكردية، وليس من الممكن أن نعود إلى ما كنا عليه سابقاً. يجب على النظام السوري أن يعيد النظر في نهجه في هذا الصدد حتى نتمكن من دفع هذا الحل إلى الأمام قليلاً.

وفي رده على سؤال :هل تعتقدون أن حكومة دمشق يمكن أن تتخذ مثل هذه الخطوة؟ قال عبدي:

حالياً الأمر صعب بعض الشيء، لكننا لم نفقد الأمل. ولهذا السبب تستمر لقاءاتنا معهم. ويجب على النظام السوري أن يتحمل هذا العبء بشكل أكبر، وأن يصل إلى قناعة بأنه لا يمكنه الاستمرار على هذا المنوال. كما أن لديهم مشاكل اقتصادية وأمنية، وإذا قارنا وضعهم بوضعنا فوضعنا أفضل من وضعهم بكثير. هذا ما يقولونه بأنفسهم ويعترفون به. لكن على الرغم من ذلك فهم ما زالوا متعنتين. يجب ممارسة ضغط أقوى عليهم للانفتاح على للحل.

” منفتحون على الحوار مع تركيا، ولكن لدينا شروط أيضاً

عبدي طرح أيضاً شروطاً للحوار مع أنقره:

“شرطنا الأساسي لتركيا والموالين لها هو أن نبحث أولاً في موضوع إنهاء الاحتلال. لهم شروطهم ولنا شروطنا. شرطنا هو إنهاء احتلال عفرين وكري سبي وسري كانيه. وبناء على ذلك، فإننا منفتحون على التواصل مع هذه القوى من أجل حل هذه المشاكل فيما بيننا.

الدولة التركية تدعم المجموعات المسلحة، وهي قوة احتلال؛ ومن أجل إنهاء الاحتلال، نحن مستعدون للتفاوض معهم. ولكن هذا صعب بعض الشيء. لأن الدولة التركية حالياً في حالة هجوم، فهي تهاجم الكرد. تهاجم مناطق يومياً هذه المناطق وكذلك مناطق الدفاع المشروع ميديا. ولكن كمبدأ للحل، فنحن منفتحون على الحوار. وعليهم أيضاً الاقتناع بأنه بعد 12 عاماً لا يمكن حل هذه المشكلة عبر القتل والهجوم والاحتلال.

وتطرق عبدي إلى الأوضاع الداخلية في مناطق شمال وشرق سوريا:

“توجد في سوريا 3 أجزاء؛ جزء منها تحت سيطرة النظام السوري، وجزء تحت احتلال الدولة التركية والقوات التابعة لها، وجزء تديره الإدارة الذاتية. وإذا أجرينا مقارنة بين هذه الأجزاء، فقد حدثت ثورة بالفعل في مناطقنا من ناحية التغيير. وصولاً إلى عام 2019، حاربنا وبنينا مؤسساتنا في الوقت نفسه. في السنوات الأخيرة كانت لدينا مساع وجهود لمواصلة تطوير المؤسساتية. وطبعاً هناك العديد من أوجه القصور. هناك شكاوى من قبل الشعب. لدينا مشاكل على الصعيد الاقتصادي وقضايا الفساد في المؤسسات ونظام القضاء. ونعاني أيضاً من الحصار والتدخلات الخارجية. في العام الثالث عشر للثورة، نحن مضطرون للاستماع إلى مطالب شعبنا ونقوم بإجراء تصحيح قوي. إذا تعاونّا نحن وشعبنا، قد لا نتمكن من حل جميع المشاكل، ولكن خلال هذا العام ووصولاً إلى العام القادم، سنخطو خطوات لتحسين الوضع الحالي.

آب المقبل قد يشهد عودة الحوار الكردي الكردي

 

وحول مساعي الحوار الكردي الكردي قال عبدي: لقد تم تحقيق خطوات جيدة في مسار الحوار. وعلى الصعيد السياسي، توصلت أحزاب الوحدة الوطنية  PYNK والمجلس الوطني الكردي إلى وجهة نظر مشتركة. فيما بقيت بعض القضايا العملية عالقة، مثل “كيفية المشاركة في الإدارة والانتخابات”. وهنا توقفت الحوارات. وكانت هناك أسباب عدة لتوقف الحوار، حالياً يطلب منا ومن أمريكا وبريطانيا وفرنسا استئناف عملية الحوار. ومن المحتمل جداً استئناف عملية الحوار في شهر آب المقبل.

كما دعا القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي أهالي مناطق شمال وشرق سوريا إلى الوقوف إلى جانب الإدارة الذاتية “لقد تجاوزنا الجزء الصعب، لذلك يجب ألا ينخدع أحد مرة أخرى، وألا يهاجروا، ثورتنا لا تستحق هذا. لنكن إلى جانب إدارتنا رغم كل النواقص، انتقدوا النواقص، ولكن تكاتفوا وتعاضدوا واعملوا معاً من أجل تحقيق التطور”.

 

مشاركة المقال عبر