الرئيسية تركيا سوريا شمال وشرق سوريا

مسؤول كوردي بارز يقيّم رغبة أردوغان في المصالحة مع الأسد… أي اتفاق إن حدث سيكون مجرد إجراءات شكلية

أعرب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن رغبته في لقاء الرئيس السوري بشار الأسد والمصالحة معه. ورغم أن أردوغان أعلن عن هذه النية في وقتٍ سابق، إلا أن تصريحاته الأخيرة وصلت إلى حد التوسل إلى الأسد.

وفي حديثه إلى الصحافيين لدى عودته من قمة حلف شمال الأطلسي «النيتو» في واشنطن، كرر أردوغان طلبه لقاء الأسد في أنقرة أو دولة ثالثة. كما أعلن أنه كلّف وزير الخارجية هاكان فيدان بمعالجة هذه المسألة.

ويرى المسؤولون في الإدارة الذاتية، شمال وشرق سوريا أن رغبة أردوغان في لقاء الأسد والمصالحة معه مدفوعة بأجندات معادية للكورد. إذ يعتقد نظام أنقرة أن تفكيك الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا ومنع حصول الكورد على وضع ديمقراطي في “سوريا الجديدة” يتوقف على المصالحة مع الرئيس السوري بشار الأسد.

وقيّم الرئيس المشترك لحزب الاتحاد الديمقراطي صالح مسلم في لقاء مع موقع ميديا نيوز رغبة أردوغان بلقاء الأسد منتقداً هذه الخطوة وأشار إلى فشل سياسات أنقرة في سوريا، مؤكداً في الوقت ذاته أن أي اتفاق سيكون سطحياً ولن يقبله السوريون أو الفصائل المسلحة التي تدعمها تركيا.

وقال «مسلم» أن بعض الدول الإسلامية ترى أن سياسات أنقرة في سوريا فشلت تماماً، ولهذا السبب يسعى أردوغان وفريقه الآن للقاء الأسد. حيث كان أردوغان يحاول أيضاً حل القضايا مع دول إقليمية أخرى، مضيفاً: “إنهم يرون أن السياسات التي أرادوا تصميمها في الشرق الأوسط منذ عام 2010 انهارت، والآن يريدون إصلاحها”.

وعندما سُئل عما إذا كانت الأرضية السياسية مناسبة للقاء والاتفاق بين أردوغان والأسد، أجاب مسلم: “الأرضية ليست مناسبة لنا. يبدو الأمر صعباً على الجانبين. وفوق كل ذلك فإن الشعب السوري لا يقبل مثل هذا الوضع. وحتى لو حدث لقاء فإن أي اتفاق سيكون مجرد إجراءات شكلية وليس له تأثير عملي على الأرض”.

وعن إمكانية تحول الاتفاق إلى تحرك ضدهم، قال مسلم: “قضيتنا هي قضية داخلية سورية – سورية، وهي ليست قضية تخص تركيا. لقد أسسنا إداراتنا الذاتية من خلال تطهير مناطقنا التي هجرتها الحكومة السورية واستهدفها داعش. وسنحل مشاكلنا ضمن وحدة سوريا. وأي تحرك من قبل دمشق بالتحالف مع تركيا ضدنا سيضر بسوريا. ولكن إذا حدث مثل هذا الوضع، فإننا سندافع عن أنفسنا بشكل طبيعي بقواتنا الدفاعية”.

وأشار صالح مسلم إلى أن روسيا هي الأكثر حرصاً على المصالحة التركية السورية، وأضاف: “روسيا تريد تجنب خسارة سوريا وتريد إبقاء تركيا إلى جانبها”.

وسلط مسلم الضوء على الفصائل المسلحة التي تدعمها تركيا في سوريا، وذكر أن إدارة أردوغان تواصل علاقاتها مع هذه الفصائل، مما يشكل خطراً على سوريا، وهي حقيقة اعترفت بها دمشق أيضاً. وأكد مسلم أن أي اتفاق محتمل بين أنقرة ودمشق لن تقبله هذه الفصائل، مما يخلق عقبة كبيرة أمام استراتيجية المصالحة التي يريدها أردوغان.

ورداً على أسئلة حول وضع اللاجئين في تركيا، أشار مسلم إلى أن ملايين السوريين غادروا بلادهم متأثرين بهجمات تركيا والدعاية التركية، مشيراً إلى أن تركيا تدرب مجموعات إرهابية في مخيمات اللاجئين بالقرب من الحدود وتعيدهم إلى سوريا، وهو الوضع الذي لا يزال مستمراً حتى يومنا هذا.

وأشار مسلم إلى أن أردوغان يستخدم اللاجئين كوسيلة ضغط على أوروبا وشمال وشرق سوريا. وفيما يتعلق بالعودة، قال: “نريد أيضًا عودة اللاجئين. يجب أن يتمكن كل من غادر من أي مكان من العودة إلى مدينته ومنزله. يجب على الجميع القيام بدورهم في هذا الصدد. نحن مستعدون للترحيب وتوظيف أولئك الذين غادروا مناطقنا. ومع ذلك، يخطط نظام أردوغان لتغييرات ديموغرافية من خلال إرسال اللاجئين من أجزاء أخرى من سوريا إلى مناطقنا. نحن لا نقبل هذا. دعت الإدارة الذاتية في وقت سابق إلى ذلك؛ نحن مستعدون للترحيب بمن غادروا مناطقنا. الأمم المتحدة والولايات المتحدة والدول الأوروبية لا تفي بمسؤولياتها في هذا الشأن”.

وعندما سئل عما إذا كانت لديهم أي علاقات حاليا مع الحكومة السورية، أجاب مسلم: “لدينا علاقات على المستوى الفني. لا توجد آلية تفاوض سياسية. لكن لدينا آلية للتنسيق الفني”.

مشاركة المقال عبر