تمارس روسيا ضـ ـغـ ـوطاً على الحكومة السورية من أجل إنـ ـشـ ـاء منـ ـطقة آمـ ـنـ ـة في ريف حمص الشمالي، بغية ترحـ ـيل اللاجـ ـئين السوريين من لبنان وتركيا إليها وذلك بناء على طلب من تركيا ولبنان والأمم المتحدة.
وفي السياق، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن رئيس إدارة المخابرات العامة بدمشق اللواء “حسام لوقا” عقد اجتماعاً موسعاً مع أبناء ووجهاء مدينة تلبيسة بريف حمص الشمالي بحضور رؤساء أفرع المخابرات العسكرية العميد “محمد سليمان قنا” ورئيس فرع المخابرات الجوية العميد “رضوان صقار” وقائد شرطة حمص، والعميد “مدين ندة” رئيس فرع أمن الدولة وقائد الفيلق الثالث ورئيس اللجنة الأمنية والعسكرية بحمص العميد “أحمد معلا”.
وتمحور الاجتماع حول البدء بإقامة منطقة آمنة في ريف حمص الشمالي تحضيراً لترحيل اللاجئين السوريين في لبنان إليها، بطلب وضغط من تركيا والأمم المتحدة لروسيا.
كما ناقش الاجتماع بحسب المرصد، إطلاق مركز جديد للتسويات بحق المطلوبين من أهالي المدينة مبدئياً على أن يتم تعميمه على باقي قرى وبلدات ريف حمص الشمالي.
وبحسب التصريحات التي أدلى بها رئيس إدارة المخابرات العامة اللواء “حسام لوقا” فإنه سيتم البدء باستقبال طلبات التسوية صباح يوم الأحد القادم ضمن أحد المباني الحكومية بمدينة تلبيسة، وتعهد بعدم مطالبة أي شخص مهما كان نوع الطلبية الموجودة بحقه بمراجعة الافرع الامنية.
وأضاف: إن التسوية ستشمل المطلوبين لأداء الخدمتين الاحتياطية والإلزامية لدى قوات الحكومة والذين سيتم منحهم مهلة 6 أشهر قبل أني يلتحقوا بشعب التجنيد، بينما سيتم تسوية أضاع المنشقين عن قوات الحكومة خلال مهلة شهر واحد للالتحاق بالخدمة مجدداً.
ولفت في معرض حديثه للأهالي أنه بإمكان الأشخاص الرافضين للعيش تحت حكم الحكومة السورية إجراء تسوية ومنحهم مهلة زمنية مدتها ستّة اشهر أيضاّ لاستخراج جوازات سفر ومغادرة البلاد دون ان يتم التعرض لهم في حال تواجد بحقهم طلبيات أمنية لصالح أفرع المخابرات.
وأكدت مصادر محلية من أبناء مدينة تلبيسة بتوجيه اللواء حسام تهديداً مبطناً لكل من تسول له نفسه بالعبث مع لجنة التسويات وعدم تسليم البنادق الحربية للمسلحين الذين تتوفر لدى اللجنة أسماء تفصيلية حولهم بأنهم سيكونون هدفاً مشروعاً للأجهزة الأمنية، لافتاً إلى أنه لن يتم التغاضي عن أي شخص وعن تبعيته في الفترة القادمة.
ورجّحت المصادر أن اجتماع رؤساء الأجهزة الامنية مع أهالي المدينة لم تخلوا من التهديد بملاحقة من يرتكب أي جرم عقب التسوية باعتبارها (الفرصة الأخيرة وفقاً لحديثهم) الأمر الذي يؤكد أن المنطقة على وشك الدخول بمرحلة المنطقة الآمنة التي يتم تهيئتها على الصعيد الدولي بطلب من لبنان وتركيا والأمم المتحدة بالتنسيق مع روسيا التي تلعب دور الوساطة والمرشد للأجهزة الامنية التابعة للحكومة السورية من أجل إنشاء منطقة لإعادة اللاجئين من دول الجوار إلى ريف حمص كخطوة أولية.
وتجدر الإشارة إلى أن عدد من أهالي مدينة تلبيسة دعوا لخروج مظاهرة يوم غد الجمعة في حادثة هي الأولى من نوعها منذ إجراء أولى التسويات منتصف عام 2018 بعد دخول المنطقة تحت عباءة الحكومة السوري بضمانة روسية للمطالبة بالمعتقلين المتواجدين ضمن سجون الحكومة والذين لم يتم الحديث عنهم ضمن الاجتماع وتم تهميش ملفهم من قبل اللجنة.