عـ ـاد الصـ ـراع ضـ ـمن أروقـ ـة فـ ـروع الأمـ ـن لدى قـ ـوات الحكومة السورية في محافظة الحسكة، مجدداً، بعد الصـ ـراع بين رئيس فـ ـرع الأمـ ـن العسـ ـكـ ـري في مدينة القامشلي العـ ـمـ ـيد حكمت الرفاعي ورئيس فـ ـرع المخـ ـابـ ـرات الجـ ـوية العمـ ـيد أحمد شعبان.
وكما هو معروف فأن الخلاف بين الرفاعي وشعبان، يعود إلى أكثر من عام، فالضابطان يتبعان لجهة مختلفة -روسيا وإيران- والصراع بينهما يكشف حجم الصراع الخفي بين طهران وموسكو لفرض سطوتهما على الأفرع الأمنية لدى قوات الحكومة السورية التي لم يبقى سوى اسمها فقط مع فقدانها القدرة على اتخاذ القرارات مع وجود ضباط موسكو وطهران على الأرض.
وهذا الخلاف القديم ما زال قائماً ويتجدد بين الحين والآخر.
والمعروف أن العميد أحمد شعبان كان مقرباً من محافظ الحسكة، الدكتور لؤي صيوح، وسعى شعبان جاهداً لخلق خلاف بين العميد حكمت الرفاعي والمحافظ صيوح، بأساليب وطرق مختلفة، وبعد ذلك ظهرت خلافات بين الأشخاص الثلاثة، حيث وقف لؤي صيوح وأحمد شعبان معاً بوجه رئيس فرع الأمن العسكري العميد حكمت الرفاعي.
ورغم أنه تم نقل العميد أحمد شعبان من الحسكة، إلا أن الخلافات استمرت بين صيوح والرفاعي.
وعقب تسليم قيادة فرع الأمن العسكري في الحسكة للعميد عبد الوهاب، قام المحافظ لؤي صيوح بمحاولات لكسب العميد عبد الوهاب إلى جانبه عبر السهرات والعزائم وليالي السمر وتناول المشروبات الكحولية، كي يقف الطرفان في وجه العميد حكمت الرفاعي.
وفي السياق، كشفت مصادر خاصة لموقعنا “فوكس برس”، أن مصلحة العميد عبدالوهاب أيضاً تتطلب التقرب من محافظ الحسكة من أجل كسبه إلى جانبه بوجه العميد حكمت الرفاعي، من أجل كسر شوكة الأخير ومزاحمته في الشبكات التي يديرها والتي تتاجر بالمخدرات والبشر والنساء.
ويعود أصل الخلاف بين هذه الأطراف، إلى مساعي كل طرف السيطرة على تجارة المخدرات والبشر وشبكات الدعارة.
إذ سبق وأن كشف موقعنا “فوكس برس”، أن المواد المخدرة كانت تأتي من مناطق سيطرة الحكومة السورية عبر مطار القامشلي، وكانت تتضمن بشكل خاص حبوب الكبتاغون والتي باتت المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة السورية معروفة بإنتاجها على المستوى العالمي مما دفع أمريكا لسن قانون خاص بمواجهة الكبتاغون المصنع في تلك المناطق.
وتحصل تجارة المخدرات هذه عبر كبار ضباط قوات الحكومة السورية وبشكل مخطط ومنظم، ويتولى رئيس فرع الأمن العسكري في مدينة القامشلي العميد حكمت الرفاعي، وبمشاركة جنرال روسي موجود في مطار القامشلي، الإشراف على عدة شبكات بهدف جني المال، فيما بدأ الآخرون يزاحمونه نظراً للمبالغ المالية الطائلة التي كان يجنيها من هذه التجارة.
ويستغل هؤلاء الأشخاص الثلاثة نفوذهم في الحكومة السورية لنقل المخدرات إلى مطار القامشلي، ومن هناك تبدأ عملية التجارة عبر شبكة لتجارة المخدرات، حيث تتم عملية التوزيع إلى تجار مرتبطين بهم وعلى علاقة مع قوات الحكومة السورية وحزب البعث، وهؤلاء بدورهم يعملون على توزيعها على المروجين في مختلف مناطق شمال وشرق سوريا.
ويأتي نشر المخدرات من قبل الحكومة السورية عبر الخلايا البعثية في المنطقة، بهدف ضرب النسيج الاجتماعي في شمال وشرق سوريا لخدمة أجندات الحكومة السورية جنباً إلى جنب مع هدف الحصول على الأموال.
ولا يقتصر عمل هؤلاء على إدارة شبكات تجارة المخدرات، بل عمدوا أيضاً إلى إنشاء شبكات للدعارة وذلك ضمن المربع الأمني الخاضع لسيطرة الحكومة السورية بمدينة الحسكة بشكل خاص.
ويقوم هؤلاء باستغلال الفتيات الصغيرات في السن من أجل استخدامهن في الدعارة بعد أن تم تعوديهن على تعاطي المخدرات، ويستغل هؤلاء الأوضاع الاقتصادية السيئة في عموم مناطق الحكومة السورية وبشكل خاص المناطق الخاضعة لسيطرتهم في مدينة الحسكة، لإحضار الشابات منها وتشغيلهن في شبكات الدعارة التي يشرف عليها مسؤولو الحكومة السورية هؤلاء.
والطبقة الأكثر استهدافاً هي الفئة الشابة من المكون العربي، من الشباب والفتيات، حيث يستخدم هؤلاء البعثيين لخداع الجيران والأقارب وجعلهم ينحرفون عن طريق الصواب من خلال تجنيدهم في شبكات بيع المخدرات والدعارة لاحقاً.
ليس هذا فحسب، بل يشرف هؤلاء على شبكات الإتجار بالبشر عبر الحدود، حيث قاموا بتشكيل شبكات خاصة ضمن مناطق شمال وشرق سوريا على تواصل مع أقربائهم ضمن فصائل الجيش الوطني الموالية لتركيا، من أجل فتح الطرق لهم للوصول إلى تركيا ومنها إلى أوروبا، وبذلك يجنون آلاف الدولارات في اليوم، غير أبهين بالخطر الذي يتسببون به للمجتمع.