على خلفية دعوة رئيس الائتلاف السوري المعارض “نصر الحريري” في رسالةٍ وجّهها إلى الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” طالباً منه التدخّل العسكري إلى جانب الفصائل المعارضة والجيش الوطني بهدف إخراج “قوات سوريا الديمقراطية / قسد” من مدينتي “تل رفعت ومنبج” والمناطق السورية الأُخرى.
ظهرت على الساحة السياسية ردود أفعال من جانب بعض القوى السياسية التي رفضت هذه الدعوة ومنددّةً في ذات الوقت التصريحات الغير مسؤولة التي أطلقها “الحريري” (وفق تعبيرهم).
فمن جانبها اتّخذ “تيار غد سوريا” المعارض تعليق جميع أنشطته والحوارات التي كان قد بدأها مع “الائتلاف الوطني السوري” المعارض، مضيفاً أن التيار يُندّد ويتأسف حول هذه الدعوة تحت يافطة “محاربة الإرهاب” وأنّ هذا ما هو إلا شكلاً آخراً من أشكال الاحتلال التركي للأراضي السورية وأنها لا تخدم سوى أجندات أجنبية إضافةً إلى أجندات الحكومة السورية.
لم يمر وقتٌ طويل حتى أعلن المجلس الوطني الكوردي عبر بيان رفضهم لدعوة “الحريري” بالتدخل العسكري التركي في مناطق أُخرى من سوريا، واصفين وإياها أنّ هذه الدعوة هي استباحة لسيادة الدولة السورية وتجاوزاً على مبادئ الثورة السورية وقيمها، وأنّ ما صدر عن “الحريري” يعبر عن رأيه الشخصي الذي يرفضه المجلس.
وبحسب بعض المراقبين للشأن السياسي أنّ موقف المجلس الوطني الكوردي كان أقل حزماً من موقف تيار غد سوريا في التعامل مع هذه الدعوة، ففي حين أنّ الأخيرة أعلنت وبشكل صريح تعليق جميع أنشطتها مع الائتلاف إلا أن المجلس برّر في بيانه أن الموقف هو موقف شخصي خاص برئيس الإئتلاف، وأشار المراقبون أنه كان بياناً ضعيفاً لرفع العتب لا أكثر وإلا كيف للائتلاف أن يصدر بياناً دون إطلاع الهيئات التابعة له، وإن صحّ ذلك فهو يؤكد أن الائتلاف أو الزمرة المتحكمة بها ماضية في عدم الاعتراف بأي وجود وشراكة حقيقية للكورد في سوريا (وفق تعبيرهم).
في حين ذهب آخرون أنّ بيان المجلس الوطني الكوردي هو بداية عودة المفاوضات والحوار الكوردي – الكوردي الذي تشهد بين الحين والآخر انقطاع لعدم التوصل لصيغة مشتركة في النقاط التي يطرحها الطرفين وهو ما يؤدي إلى توقف سير عملية الحوار الكوردي.
واعتبر البعض الآخر أن الموقفين يُشكّلان عامل ضغط على “الائتلاف السوري المعارض” في الفترة المقبلة فيما يخص مستقبل سوريا وسير العملية السياسية والذي سيؤدي تباعاً إلى تقليص وتحجيم دور الائتلاف (ومن ورائها تركيا) في المرحلة المقبلة خاصةً مع الحديث حول قيام مجلس سوريا الديمقراطي بالاستمرار في المشاورات مع أطراف سورية عدة لعقد مؤتمر يهدف إلى جمع أوسع طيف من المعارضة السورية المؤمن بالحل السياسي وفق القرارات الأممية الخاصة بسوريا.
فيما يجري الحديث عن منصة جديدة لمحاولة “وراثة الائتلاف السوري” والتحضير لمؤتمر سوري سوري لاستعاد السيادة والقرار وأنه سيتم دعوة شخصيات معارضة من دمشق وكذلك شخصيات كوردية من شمال شرق سورية
فوكس برس