تواصل سلطات حزب العدالة والتنمية التركي استغلال الواقع المعيشي في مناطق الشمال السوري بهدف تجنيد المزيد من المقاتلين كمرتزقة للمشاركة في عمليات عسكرية خارج التراب السوري لحماية ”مشاريعها ومصالحها بما فيها المناجم.“
وتستعد الاستخبارات التركية حالياً لنقل دفعة جديدة من المرتزقة السوريين يُقدر عددهم بنحو 240 عنصراً من فصيل السلطان سليمان شاه (العمشات)، حيث توجه العناصر إلى حوار كلس بريف اعزاز، شمالي مدينة حلب تمهيداً لنقلهم إلى النيجر عبر مطار إسطنبول.
ويأتي عملية نقل عناصر فصيل السلطان سليمان شاه تأكيداً للتقرير الذي نشره موقع «فوكس برس» في الـ 27 مايو / أيار الفائت، حيث عقدت الاستخبارات التركية منتصف الشهر ذاته اجتماعاً في مدينة حوار كليس مع قادة شركة سادات الأمنية التركية وقادة ومتزعمي فصيل العمشات، محمد جاسم أبو عمشة، ومتزعم الحمزات، سيف أبو بكر، ومتزعم السلطان مراد، فهيم عيسى، وذلك في إحدى مراكز فرقة السلطان مراد.
وطلبت الاستخبارات التركية حينها، من فهيم عيسى وأبو عمشة وسيف أبو بكر، إرسال المرتزقة السوريين ليقاتلوا خارج سوريا، حيث اتفق المجتمعين على إرسال 500 عنصر من كل فصيل في الفترة المقبلة بعد تجهيزهم بأسرع وقت نظراً لضراوة المعارك في النيجر، ولفتت الاستخبارات التركية على ضرورة رفع معنويات العناصر واجتذابهم عبر إغرائهم بمبالغ مالية ضخمة نظراً لمقتل عشرات العناصر من فصائل الجيش الوطني هناك على أن يحصل قادة هذه الفصائل على مبالغ مالية ضخمة بالدولار الأمريكي.
ويجري نقل المرتزقة من سوريا إلى داخل الأراضي التركية ليخضعوا لتدريب سريع ومن ثم يتم نقلهم عبر طائرات خاصة إلى النيجر التي تقع على حدود ليبيا.
هذا وخلال الفترة الماضية، تسربت معلومات على غرف الأخبار في مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بالجيش الوطني السوري، عن تعاقد فصائل الجيش الوطني مع شركة سادات الأمنية التركية عام 2020، وبحسب الاتفاق فأن فصائل الجيش الوطني ملزمة بإرسال العناصر من أجل القتال أينما تطلب منهم خارج سوريا، ولكن بعد فرار بكر سادات مدير الشركة الأمنية التركية، تولى حزب العدالة والتنمية الإشراف بشكل مباشر على الشركة عبر الاستخبارات.
وكان مدير المرصد السوري قد كشف في تقرير سابق إن “المرتزقة السوريين في النيجر يقاتلون إلى جانب الشركة العسكرية الروسية (فاغنر).. والمفارقة أن هؤلاء يقاتلون الروس داخل سوريا.. والمجتمع الدولي الذي يدعي أنه يحارب المرتزقة لا يشاهد عمليات نقلهم إلى النيجر وتحويل السوريين إلى مرتزقة بثمن بخس”.