بدأت الاستـ ـخبـ ـارات التركية مخـ ـططاً جديداً لتفـ ـريـ ـغ من تبقى من سكان القرى الكوردية في منطقة الباب، حيث يشمل المخـ ـطط شـ ـن هـ ـجـ ـوم على المنطقة بحـ ـجة أن سكانها متعـ ـاونـ ـون مع قـ ـوات سوريا الديمقراطية، وبالتوازي مع ذلك تحاول هـ ـيـ ـئـ ـة تحـ ـريـ ـر الـ ـشـ ـام استمـ ـالتـ ـهم عبر التـ ـرويـ ـج للمـ ـخـ ـدرات ضمن صفـ ـوفـ ـهم.
تواصل تركيا مخططها الهادف لتفريغ المناطق الكوردية من الشمال السوري الخاضعة لسيطرتها من سكانها الكورد الأصليين وتوطين عوائل فصائلها والموالين لها في تلك القرى، بغية تغيير ديمغرافية المنطقة تمهيداً لضمها لاحقاً مثلما فعلت بلواء اسكندرون.
وفي السياق، بدأت الاستخبارات التركية وفصيل السلطان المراد الذي يتحرك بأوامرها، بوضع مخطط جديد لتفريغ من تبقى من السكان الكورد الأصليين في القرى الكوردية بمنطقة الباب، مثل قريتي الكعيبة وسوسنباط وتل بطال.
وأوضحت مصادر مطلعة، أن الاستخبارات التركية وفصيل السلطان مراد، عززوا من التنسيق فيما بينهم تحضيراً لشن هجوم على القرى الكوردية في الباب، وسيتم خلالها اختطاف الكورد فيها بحجة أنهم على تواصل مع قوات سوريا الديمقراطية.
ولم تحدد المصادر، موعد بدء الهجوم على تلك القرى، أو أسماء الأشخاص المستهدفين.
وأوضحت المصادر أن هيئة تحرير الشام أيضاً بدأت بالتحرك في تلك المنطقة عبر فصيل أحرار عولان، وقالت إن أحرار عولان بدأت بالترويج للمواد المخدرة ومادة “اتش بوز” المخدرة ونشرها بين شباب القرى الكوردية في المنطقة، وذلك بهدف جذبهم إلى صفوفها عن طريق المخدرات.
ولفتت المصادر، أن أحرار عولان استطاعت حتى الآن خداع 7 شبان كورد من قريتي تل بطال والكعيبة، وجذبهم إلى صفوفها عبر إغرائهم بتوفير المخدرات لهم بعد أن عملتهم على تعاطيها.
وأشارت المصادر، أن الاستخبارات التركية تخشى من انضمام الشبان الكورد إلى صفوف أحرار عولان، وذلك لأن هناك خلافات كبيرة بين أحرار عولان والاستخبارات التركية، خصوصاً أن أحرار عولان تتحرك بأوامر تحرير الشام ولا تعير اهتماماً بالأوامر التركية، وكثيراً ما تتحرك بمعزل عن الاستخبارات التركية وتسبب لها المشاكل في المنطقة.
وبينت المصادر، أن أحرار عولان تضم عناصر من العرب السنة، وقالت إن الاستخبارات التركية تخشى من اتحاد العرب والكورد في منطقة الباب معاً، وتجمعهم تحت سقف أحرار عولان، وهذا ما سيؤثر على مخططها في تقوية الفصائل التركمانية بالمنطقة بهدف تغيير ديمغرافيتها وجعلها منطقة خاصة بالتركمان بعد أن عملت منذ بداية الأزمة السورية على تهجير الكورد على يد الجيش الحر حينها، ومن ثم تهجير العرب عبر الفصائل التركمانية بعد السيطرة على الباب اعتباراً من عام 2017.
ويشكل مخطط الطرفين -الاستخبارات التركية وهيئة تحرير الشام- خطراً على الشبان الكورد في المنطقة، فتركيا تريد اعتقالهم وزجهم في السجون، في حين تريد تحرير الشام ضمهم إلى صفوفها وجعلهم مدمنين للمخدرات وهو ما يشكل خطراً كبيراً على الكورد في المنطقة.
وحالياً يتنافس كل من أحرار عولان والسلطان مراد على استمالة الشبان الكورد في منطقة الباب، ولذلك بدأ كل طرف بوضع المخططات المختلفة التي تستهدف الكورد في المنطقة.
ويشار أنه في عام 2013 شنت فصائل الجيش الحر حينها (الجيش الوطني الموالي لتركيا حالياً) وبأوامر من الاستخبارات التركية، هجمات على القرى الكوردية في منطقة ريف حلب وارتكبت مجازر في بلدتي تل عران وتل حاصل، وقامت بتفريغ القرى الكوردية في منطقة الباب من سكانها الكورد، وتم توطين عائلات عناصر تلك الفصائل في قراهم، والقلة القليلة ممن تبقوا يتعرضون بشكل مستمر للمضايقات.
وتضم منطقة الباب نحو 107 قرى كوردية، بعضها قرى مشتركة مع العرب وأخرى مشتركة مع التركمان، ولكن جرى تفريغ غالبية تلك القرى من سكانها الأصليين. كما تتواجد العديد من العائلات الكوردية الأصل والعريقة في مدينة الباب حتى الوقت الحاضر.