شنت المعارضة التركية، الجمعة، هجوماً على رئيس البلاد رجب طيب أردوغان، ونظامه لتستره على الفساد ومعاداته للديمقراطية، كما استنكروا الهجوم على مقر لحزب الشعوب الديموقراطي في إزمير.
وفي هذا السياق انتقد علي باباجان، رئيس حزب الديمقراطية والتقدم، المعارض، نائب رئيس الوزراء الأسبق، الرئيس أردوغان، لصمته حيال التهم الموجهة لوزير الداخلية، سليمان صويلو، من قبل زعيم المافيا سادات بكر.
وعلى مدار أكثر من شهر نشر بكر مقاطع فيديو على قناته بموقع “يوتيوب” كشف خلالها تورط مسؤولين بارزين سابقين وحاليين في عدد من الفضائح والجرائم، من بينها إتجار بالبشر والمخدرات، واغتصاب، واغتيالات.
وكان النصيب الأكبر من تلك الاتهامات لوزير الداخلية صويلو، الذي قال زعيم المافيا أنه متورط بعدد من تلك الجرائم، فضلاً عن استغلاله لمنصبه في حماية زعماء المافيات والمنظمات الإجرامية.
وقال باباجان خلال حضوره إحدى فعاليات حزبه، “ألن تقول وتعترف (في إشارة لأردوغان) أن الشخص الذي كلفته بضمان الأمن الداخلي للبلاد، لديه مشكلة أمنية؟ هل ستستمر في عنادك أم أنك لا تتحرك”.
وأضاف قائلاً: “لا أفهم كيف يتحمل السيد الرئيس عبء الوزير المذكور اسمه وسط تلك الادعاءات، من الممكن أن تكون هناك أشياء مختلفة مع استمرار هذا المسلسل”.
وخاطب باباجان الرئيس متسائلاً “السيد أردوغان هل أنت رئيس دولة فيها انقسامات ومجموعات ضغط؟ هل يقوم الوزراء أو أعضاء السلطة القضائية أو البيروقراطيون بأنشطة عصابية في إدارتك؟ هل يدافع عنك بعض القتلة في الإعلام؟”.
وأردف قائلاً “فليجيب (أردوغان) عن هذا الأسئلة بـ(لا). إذا لم يجب، فالصمت يعني صحة هذا”، متابعًا “أنا لا أطرح هذه الأسئلة نيابة عن حزبي، بل أطرحها نيابة عن بلدي الحبيب”.
وفي سياق آخر أدان، باباجان الهجوم الذي استهدف الخميس، مقر حزب الشعوب الديمقراطي الكردي المعارض، في مدينة إزمير، وأسفر عن مقتل موظفة به تُدعى دنيز بويراز.
وأضاف باباجان قائلاً “لقد حولوا تركيا إلى بلد يُرتكب فيها جرائم القتل في وضح النهار، يجب أن تتخذوا موقفًا حازمًا على الفور ضد العنف السياسي. لقد سمعنا صرخاتكم كثيرًا، يمكنكم أن تقوموا بذلك عندما تشاءون، إذن فلتسحبوا تلك العصابات”.
وتابع قائلا “أريد أن أخاطب السيد الرئيس، لقد جئت إلى الدولة بأصوات الشعب، جئت وقلت: سوف أناضل لمدة 3 أعوام (في إشارة لبداية نظام الحكم الرئاسي عام 2018)، ولكنك جئت وأسقطت دولتنا بالهاوية لمدة 3 سنوات، للأسف سقطت الدولة بأكملها في تلك الهاوية”.
وبدوره حمّل فائق أوزتراق، متحدث الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة التركية، حكومة أردوغان، مسؤولية الهجوم الذي استهدف الشعوب الديمقراطي.
وفي تصريحات صحفية له قال المعارض المذكور “إنني أدين الهجوم الشنيع على مقر الشعوب الديمقراطي بإزمير، والذي أودى بحياة شابة بريئة”.
وأوضح أنه “في السنوات الثلاث الماضية، تزايد الاستقطاب والتوتر في حياتنا السياسية. لغة التهديد تستهدف السلام الاجتماعي وحرياتنا. أزمة الدولة تزداد سوءا. زادت الأيدي السوداء من هجماتها الفعلية على الصحفيين والسياسيين والمراكز السياسية منذ فترة من الوقت”.
وزاد أوزتراق قائلاً “لقد قلت مرارًا وتكرارًا إن ثمن الحرية في الديمقراطيات هو اليقظة المستمرة. لقد رأينا هذه السيناريوهات القذرة من قبل”.
واستطرد قائلاً: “لن تفسح هذه الأمة المجال أمام أولئك الذين يحاولون تعليق مطالب الديمقراطية عن طريق زيادة المخاوف الأمنية لأمتنا، والتلاعب بمخاوفها. نحن، الديمقراطيون في هذا البلد، سوف نتمسك بشدة بديمقراطيتنا وحريتنا. لن نسمح أبدًا باختطاف صناديق الاقتراع بعيدًا عن طريق أمتنا، ولن نسمح باغتصاب إرادتها”.