تواصل الاستـ ـخبـ ـارات التركية، عقد الاجتماعات لفـ ـصائـ ـل الجيـ ـش الوطني، وإغـ ـراء عنـ ـاصـ ـرها بالمـ ـال من أجل إرسـ ـالهم إلى النيجر، استناداً إلى الاتـ ـفاق الذي أبرمته فصـ ـائـ ـل الجيـ ـش الوطني مع شـ ـركة سـ ـادات الأمـ ـنـ ـيـ ـة التركية التي خـ ـضـ ـعـ ـت لحزب العدالة والتنمية بعد فـ ـرار مـ ـؤسـ ـسها.
تستمر سلطات حزب العدالة والتنمية التركي زج عناصر الجيش الوطني السوري في حروبها الخارجية، وفي السياق تواصل إرسال المرتزقة السوريين للقتال من أجل مصالحها في النيجر، هذا البلد الإفريقي.
وقالت مصادر مطلعة، إن تركيا تجهز حالياً 200 مرتزق سوري من فصيل سليمان شاه من أجل إرسالهم إلى النيجر، حيث سيتم إرسال هذه الدفعة الجديدة من المرتزقة في نهاية الأسبوع الجاري، إذ يجري نقل المرتزقة من سوريا إلى داخل الأراضي التركية ليخضعوا لتدريب سريع ومن ثم يتم نقلهم عبر طائرات خاصة إلى النيجر التي تقع على حدود ليبيا.
وأشارت المصادر، أن متزعم فصيل سليمان شاه المدعو أبو عمشة، سيحصل على مكافئة من الاستخبارات التركية، لقاء إرساله لعناصر فصيله إلى النيجر للقتال من أجل المصالح التركية.
وأوضحت المصادر المطلعة، أن الاستخبارات التركية كانت قد طلبت في الفترة الماضية، من فهيم عيسى تجهيز 420 عنصر من فصيله لإرسالهم إلى النيجر، ومن لواء الوقاص 220 عنصر، و370 عنصر من الحمزات، لقاء حصول قادة هذه الفصائل على مبالغ مالية ضخمة بالدولار الأمريكي.
وفي السياق، أوضحت المصادر، أنه عقد في منتصف أيار الجاري، اجتماع في مدينة حوار كليس بين الاستخبارات التركية وقادة شركة سادات الأمنية التركية وقادة ومتزعمي فصيل العمشات، محمد جاسم أبو عمشة، ومتزعم الحمزات، سيف أبو بكر، ومتزعم السلطان مراد، فهيم عيسى، وذلك في إحدى مراكز فرقة السلطان مراد.
وخلال الاجتماع ركزت الاستخبارات التركية بحسب المصادر المطلعة، على أنه في حال الضرورة سيتم إرسال فهيم عيسى إلى خارج سوريا من أجل القتال لصالح تركيا.
كما دعت الاستخبارات التركية من فهيم عيسى وأبو عمشة وسيف أبو بكر، إرسال المرتزقة السوريين ليقاتلوا خارج سوريا، وفي السياق قالت المصادر، إن المجتمعين اتفقوا على إرسال 500 عنصر من كل فصيل في الفترة المقبلة بعد تجهيزهم بأسرع وقت نظراً لضراوة المعارك في النيجر، ولفتت الاستخبارات التركية على ضرورة رفع معنويات العناصر واجتذابهم عبر إغرائهم بمبالغ مالية ضخمة نظراً لمقتل عشرات العناصر من فصائل الجيش الوطني هناك.
وركز الاجتماع على كيفية تحضير المرتزقة السوريين وإغرائهم وإرسالهم إلى النيجر، دون تحديد موعد انطلاقهم من سوريا إلى تركيا ومن هناك إلى النيجر.
هذا وخلال الفترة الماضية، تسربت معلومات على غرف الأخبار في مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بالجيش الوطني السوري، عن تعاقد فصائل الجيش الوطني مع شركة سادات الأمنية التركية عام 2020، وبحسب الاتفاق فأن فصائل الجيش الوطني ملزمة بإرسال العناصر من أجل القتال أينما تطلب منهم خارج سوريا، ولكن بعد فرار بكر سادات مدير الشركة الأمنية التركية، تولى حزب العدالة والتنمية الإشراف بشكل مباشر على الشركة عبر الاستخبارات.
وفي السياق أوضحت المصادر، أن حزب العدالة والتنمية يستخدم فصائل الجيش الوطني للقتال كمرتزقة عبر هذه الشركة ويحصل على مبالغ مالية طائلة من ورائهم ويستخدم هذه الأموال في تمويل الحزب ومخططاته بالمنطقة، ويقدم القليل من تلك الأموال لقادة فصائل الجيش الوطني من أجل إغرائهم لإرسال عناصرهم للقتال خارج سوريا، كما يستخدم هذا الحزب عناصر الجيش الوطني السوري للقتال من أجل مصالحه في الخارج.
هذا وكانت معرفات تابعة للمعارضة السورية كشفت سقوط مئات القتلى في صفوف عناصر الجيش الوطني في النيجر، وسط مناشدات لمن تبقى على قيد الحياة بالضغط على تركيا وتحريك الشارع في شمال سوريا من أجل إعادتهم إلى المنطقة.
وذكرت المعرفات نقلاً عن عنصر من فصائل الجيش الوطني ممن يتواجد حالياً في النيجر أنَّه ومن أصل 450 عنصراً لم يبقَ سوى 70 عنصراً فقط وأن بعضهم ما زال مفقوداً، مضيفاً أن أغلب العناصر الذين قُتلوا هم من فصيلي “السلطان مراد وسليمان شاه / العمشات”.
وأشار العنصر أن تركيا نقلتهم من شمال سوريا إلى حوار كليس ومنها إلى النيجر عبر طائراتها، لافتاً أن وفور وصولهم إلى هناك تم وضعهم في قاعدة روسيّة يتواجد فيها ضباط روس مع حراسة أمنية مشددة.
وأشار العنصر أنهم يُمنعون من الخروج من القاعدة الروسية في النيجر إلا لمقاتلة جماعة بوكو حرام.
في حين أشارت مواقع إعلامية تابعة للمعارضة السورية أن 50 جثة لعناصر فصائل الجيش الوطني متواجدة في حوار كليس ضمن برادات وأغلبها مقـطوعة الرأس، إلا أن تركيا تتحفّظ عليها ولم تقم بتسليم أيّاً منها لعائلاتهم حتى يكتمل عدد العناصر المرتزقة المطلوبة للتوجه إلى النيجر.
وفي السياق، كشفت المصادر المطلعة، أنه في منتصف أيار، توجهت عوائل 12 عنصراً في فصائل الجيش الوطني إلى قاعدة الغزل التابعة للقوات التركية في مدينة إعزاز بريف حلب، وأطلقوا الشتائم لتركيا وقواتها وتساءلوا عن سبب إرسال تركيا لأولادهم إلى النيجر وعدم إرسال جنودها، كما تساءلوا عن سبب وجود أبنائهم في النيجر وقتالهم هناك، ولكنهم تعرضوا لمعاملة سيئة من القوات التركية وجرى طردهم خارج القاعدة.
وبدأت الأصوات المنددة بإرسال تركيا لعناصر الجيش الوطني إلى النيجر، تتصاعد في الشمال السوري، وسط مخاوف تركية من تحول مقتل عناصر الجيش الوطني إلى شرارة للانتفاض ضد القوات التركية، ولذلك تحاول بشتى الوسائل إبقاء موضوع قتلى الجيش الوطني طي الكتمان حتى تحقق مبتغاها بإرسال العدد المطلوب من المرتزقة السوريين للقتال هناك.