بعد الاشـ ـتبـ ـاكـ ـات التي انـ ـدلـ ـعـ ـت ضمن فـ ـرقـ ـة المعـ ـتصـ ـم والتي كانت الاستـ ـخبـ ـارات التركية تقـ ـف خلـ ـفها، اجتمع قـ ـادة ومتـ ـزعـ ـمي فصـ ـائل الفيـ ـلق الثاني ضمن الجيـ ـش الوطني التـ ـابـ ـع لتركيا، وناقـ ـشوا ما جرى، وأكدت مصادر مطلعة أن المجتمـ ـعين وضـ ـعوا مخـ ـطط تصـ ـفـ ـية فـ ـرقـ ـة المعـ ـتصـ ـم بـ ـأوامـ ـر من الاستـ ـخبـ ـارات التركية.
في الخامس والعشرين من نيسان الفائت، عقد قادة ومتزعمو الفيلق الثاني ضمن الجيش الوطني التابع لتركيا، اجتماعاً في مقر فصيل السلطان محمد الفاتح في مدينة الراعي بريف حلب، شارك فيه قادة ومتزعمو فصيل العمشات، محمد جاسم أبو عمشة، متزعم الحمزات، سيف أبو بكر، متزعم السلطان مراد، فهيم عيسى، ومتزعم السلطان محمد الفاتح المدعو دوغان.
وفي الاجتماع الذي استمر ثلاث ساعات، ناقش متزعمو هذه الفصائل، الحادثة التي وقعت في فرقة المعتصم ووضعوا خطة عمل لحل هذا الفصيل.
وجاء هذا الاجتماع، بعد أن وقعت اشتباكات في مقر قيادة الأركان التابع لفرقة المعتصم على الطريق الواصل بين أخترين وأرشاف بريف مارع في ريف حلب الخاضعة لسيطرة القوات التركية وفصائل الجيش الوطني السوري الموالي لأنقرة بسبب اتهامات لقائد الفرقة معتصم عباس بعقد صفقات مشبوهة، وارتكاب أعمال فساد، وكشفه هو الآخر لملفات الفساد التي تورط بها متزعمون في الفصيل ذاته بينهم الفاروق أبو بكر ومحمد الضاهر، ومصطفى سيجري الذين حاولوا الانقلاب على معتصم عباس.
وفي السياق أشارت مصادر مطلعة، أن العديد من عناصر فصيل المعتصم، تقدموا بشكوى لوزارة الدفاع التابعة للائتلاف السوري الذي يتحرك وفق الأوامر التركية، وقالوا في شكواهم أن متزعم فرقة المعتصم المدعو عباس معتصم، قام بسرقة أموالهم وبيع أسلحة مجموعته لمجهولين.
وأوضحت المصادر، أن قادة الفصائل لفتوا خلال اجتماعهم أن متزعم فصيل المعتصم، لا ينسق مع الفصائل الأخرى في الجيش الوطني ولا يتصرف إلا من تلقاء نفسه.
هذا وكانت الاشتباكات التي اندلعت ضمن فصيل المعتصم، بين جناحين ضمن الفصيل، الأول بقيادة متزعم الفصيل معتصم عباس والثاني جناح يقوده مصطفى سيجري وبكر أبو فاروق، وقتل فيها شقيق عباس معتصم، كما تم إلقاء القبض على مصطفى سيجري من قبل الجبهة الشامية وتم تسليمه للشرطة العسكرية الموالية لتركيا.
ولفتت المصادر، أن الاشتباكات وقعت بأوامر من الاستخبارات التركية التي قامت بتحريك مصطفى سيجري وبكر أبو فاروق ضد عباس معتصم، بحجة أن معتصم عباس يتحرك خارج سرب الجيش الوطني الذي يأتمر بالأوامر التركية ويتحرك من تلقاء نفسه، ولم يكن يرى نفسه جزءاً من الفيلق الثاني، وكان يتوجه نحو هيئة تحرير الشام وكان قد تعاون مع الجبهة الشامية التي انضمت إلى القوة الموحدة التي جرى تصفيتها من قبل الاستخبارات التركية.
وأكدت المصادر، أن اجتماع قادة ومتزعمي فصائل الفيلق الثاني، حصل بأوامر من الاستخبارات التركية وذلك من أجل تصفية فصيل فرقة المعتصم مستغلة غضب بقية الفصائل ضمن الفيلق الثاني حول كشف ملفات الفساد التي تورطت فيها فصائل الجيش الوطني، وهذا ما يؤكد المعلومات التي تتحدث عن استراتيجية الاستخبارات التركية لإعادة تشكيل فصائل الجيش الوطني وإجراء التغييرات فيها.
وبدأت الاستراتيجية التركية بعد عقدها لقاءات مع الحكومة السورية من أجل إعادة تطبيع العلاقات معها والحديث عن نية تركيا تسليم بعض فصائل الجيش الوطني وخصوصاً العربية السنية منها للحكومة في دمشق مقابل الحصول على ضمانات بعدم المساس بالفصائل التركمانية.
وأوضحت المصادر المطلعة، أن الغاية التركية من إعادة ترتيب وتشكيل فصائل الجيش الوطني، هو تقوية الفصائل التركمانية كي يضمن ولاءها وضمان مصالحها أثناء حل الأزمة السورية أو استخدامها كأداة لفصل الأراضي السورية التي تسيطر عليها حالياً إن استطاعت ذلك وكانت الظروف مناسبة لها.