قالت مصادر مطلعة أن الضـ ـباط الأتراك عقدوا اجتماعاً لحـ ـر.كـ ـة أحـ ـر.ا.ر الشـ ـا.م الإسـ ـلا.مـ ـية وفصـ ـائـ ـل الجيـ ـش الوطني داخل الأراضي التركية وطـ ـالـ ـبـ ـوهـ ـم بالاستـ ـعـ ـداد عسـ ـكـ ـرياً من أجل التـ ـوجـ ـه إلى قـ ـاعـ ـدة بعشيقة في الأراضي العراقية، لقـ ـتـ ـال فصـ ـيـ ـل شيـ ـعي، مشيرةً أن تركيا جـ ـهـ ـزت عنـ ـاصـ ـر من د.ا.عـ ـش يحمـ ـلـ ـون الجنـ ـسـ ـية العراقية أيضاً لإرسـ ـالـ ـهم إلى هناك.
لا يتوقف النظام التركي عن مخططاته في التدخل بشؤون دول الجوار لتطبيق مخططاته الساعية للوصول إلى حدود ما يسميه “الميثاق الملي”، مستخدماً فصائل الجيش الوطني كمرتزقة للقتال من أجل المصالح التركية.
وفي هذا السياق، عقدت السلطات التركية خلال الأيام الماضية اجتماعاً لفصائل الجيش الوطني التابعة لها، وذلك في مدينة كيليس، بحسب مصادر مطلعة، أكدت أن تركيا طلبت من الفصائل الاستعداد عسكرياً للتوجه إلى منطقة بعشيقة التابعة لمدينة الموصل العراقية.
ولفتت المصادر، أن السلطات التركية ركزت خلال الاجتماع على فصيل أحرار الشام بالتوجه إلى هناك، مشيراً أن سبب التركيز التركي على هذا الفصيل يعود إلى السرية التي يتبعها في التحرك وعدم إفصاح عناصره عن تحركاتهم على اختلاف بقية فصائل الجيش الوطني التي فضحت تركيا عندما تم إرسالهم إلى ليبيا وإقليم ناغورني/قره باغ أثناء حرب أذربيجان على أرمينيا.
وأوضحت المصادر، أن الضباط الأتراك الذين عقدوا الاجتماع، وعدوا أحرار الشام بتقديم كل ما يلزم لهم، من أموال، إلى جانب تجهيزهم عسكرياً على أعلى المستويات وتوفير كافة متطلباتهم هناك، والأمر عينه بالنسبة لبقية الفصائل التي ستشارك إلى جانب أحرار الشام بالتوجه إلى هناك.
وأشارت أن الضباط الأتراك أخبروا قادة أحرار الشام والجيش الوطني المشاركين في الاجتماع، أن هؤلاء العناصر سوف يتحركون برفقة القوات الخاصة التركية.
وأوضحت المصادر، أن الضباط الأتراك كشفوا خلال الاجتماع، أن قادة من مجموعات من تنظيم داعش أيضاً سيتم نقلهم إلى هناك، وأضافت: “قادة داعش الذين انضموا سابقاً بأوامر تركية إلى فصائل الجيش الوطني وجرى تدريبهم بشكل خاص على أيدي الاستخبارات التركية، سيقودون مجموعات من عناصر التنظيم من حملة الجنسية العراقية ويتواجدون حالياً ضمن الجيش الوطني، وسيجري استخدام عناصر التنظيم هؤلاء كونهم عراقيين ويتكلمون اللهجة العراقية، من أجل التحرك بسهولة في تلك المنطقة”.
وأكدت أن تركيا سترسل أيضاً عناصر من تنظيم داعش جرى إخراجهم خلال الفترات الماضية من السجون في عفرين وريف حلب ورأس العين وتل أبيض، إلى جانب عناصر التنظيم الذي تقول تركيا أنها ألقت القبض عليهم داخل الأراضي التركية. لافتاً أن شرط تركيا لإخراجهم من السجون هو التوجه رفقة أحرار الشام وفصائل الجيش الوطني إلى بعشيقة.
وأشارت المصادر، أن هناك كتائب خاصة ضمن فصائل الجيش الوطني، ينحدر أعضاءها من العراق، وهؤلاء يتلقون الدعم بشكل خاص من تركيا ولا يتحركون كثيراً من أجل عدم لفت الانتباه إليهم، وجهزتهم تركيا بشكل خاص خلال الفترة الماضية من خلال إخضاعهم لتدريبات خاصة على أيدي قواتها الخاصة من أجل ضمان تحركهم بشكل متناغم.
وعن سبب إرسالهم إلى بعشيقة بالذات، قالت المصادر، إن الضباط الأتراك وضعوا “منظمة بدر” هدفاً أساسياً لهم، حيث قالوا أن مهمة هذه القوات هي محاربة منظمة بدر الشيعية، مستخدمة لغة التحريض الطائفي عبر الإشارة إلى أن المتوجهين إلى هناك هم من السنة وسيقاتلون طرفاً شيعياً.
«منظمة بدر» هي مصدر العديد من جماعات المقاومة المسلحة القائمة حالياً في العراق ولا تزال تعمل تحت السيطرة غير المباشرة وأحياناً المباشرة لـ «الحرس الثوري الإسلامي الإيراني». وتدير ما لا يقل عن عشر فصائل من «قوات الحشد الشعبي» التي تمولها الدولة، ومن الممكن أن يصل عددها إلى 17 فصيلاً.
من هي منظمة بدر؟
منظمة بدر، فصيل سياسي واجتماعي مسلّح، أسّسها الحرس الثوري الإسلامي الإيراني بين عامَي 1982 و1983، وكان من بين كبار قادتها أبو مهدي المهندس الذي قتل بغارة أمريكية مع قاسم سليماني، ومن بين كبار قادتها هادي العامري وأبو مصطفى الشيباني وأبو منتظر الحسيني.
وتم دمج العديد من عناصر “بدر” في قوات الأمن العراقية، و “قوات الحشد الشعبي” بعد عام 2014. ويشغل أحد أعضاء “بدر” قاسم الأعرجي منصب “مستشار الأمن القومي” ووزير الداخلية الأسبق.
أرسلت “بدر” أيضاً مجموعات من المقاتلين إلى سوريا للقتال إلى جانب الحكومة السورية، وانضوت تحت راية “بدر- الجناح العسكري في سوريا”، المعروف أيضاً بـ “قوات الشهيد محمد باقر الصدر”.
و”بدر” منظمة كبيرة ومعقدة لها جناح عسكري وجناح سياسي والكثير من الفصائل الفرعية. وتدير ما لا يقل عن عشر فصائل من قوات الحشد الشعبي.
وعلاوة على ذلك، فمنظمة بدر هي أحد مكونات المقاومة الإسلامية في العراق، إلى جانب كتائب حزب الله وعصائب أهل الحق وحركة النجباء وآخرين.
قاعدة زليكان في بعشيقة
وتمتلك القوات التركية العشرات من القواعد العسكرية والاستخباراتية في إقليم كوردستان والعراق، من بينها قاعدة بعشيقة الواقعة 40 كم شمال شرق مدينة الموصل وهي تبعد أكثر من 140 كيلومتراً عن الحدود التركية العراقية. وتضم القاعدة نحو ألفي جندي وعشرات الدبابات ومدافع بعيدة المدى.
ويطلق عليها أيضاً اسم “قاعدة زليكان”، حيث تم تأسيس هذه القاعدة على يد محافظ نينوى السابق أثيل النجيفي في 15 تشرين الأول 2014، أي قبل إقالته في 28 أيار 2015 بعد أن تكشف أنه أنفق 4 مليارات دينار عراقي على المعسكر دون علم مجلس المحافظة.
وبعدها انتقلت إليه القوات التركية، مستغلة ضعف العراق وخوضه للمواجهات ضد تنظيم داعش الذي كان يسيطر حينها على مساحات شاسعة من سوريا والعراق، وتحججت تركيا حينها بأنها توجهت إلى هناك لمحاربة داعش، ولكن في حقيقة الأمر، كانت تقدم عبر هذه القاعدة الدعم له.