تواصل السُلطات التُركيّة ترحيل اللاجئين السوريين بشكلٍ قسري إلى المناطق الخاضعة تحت سيطرتها في شمال سوريا على قدمٍ وساق مُستخدمةً أساليب الترهيب والتهديد في عمليات الترحيل.
وفي هذا السياق؛ رحّلت السلطات التركية 50 لاجئاً سورياً بشكل قسري وغير إنساني من داخل أراضيها باتجاه الداخل السوري، غالبيتهم ممن يحملون بطاقة الحماية المؤقتة “كيملك”، وذلك عبر معبر باب السلامة الحدودي بين سوريا – وتركيا في ريف إعزاز شمالي حلب، بهدف توطينهم في «المنطقة الآمنة المزعومة» ضمن مناطق نفوذها في الشمال السوري.
ويسعى النظام التركي لتوطين اللاجئين السوريين المتواجدين على الأراضي التركية في مناطق غير مناطقهم الأصلية في سوريا، وهذا يتعارض مع اتفاقية عام 1951 الخاصة باللاجئين، والتي تقول بضرورة أن يعود اللاجئ إلى منطقته الأصلية.
ويريد أردوغان توطين اللاجئين السوريين في هذه المناطق وذلك من أجل تغيير تركيبتها الديموغرافية عبر القضاء على الكورد في هذه المناطق وتوطين سوريين من مناطق سورية مختلفة في مناطق غير مناطقهم الأصلية، وذلك كي يستخدم هذه الحجة في البقاء ضمن الأراضي السورية.
يدعي الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان بأنه يحمي السوريين وبما أن غالبية السوريين اللاجئين في تركيا هم من في الأصل من مناطق سيطرة الحكومة السورية ويرفضون العودة إلى هناك في ظل وجود هذه الحكومة، فأن أردوغان يريد أن يستغل هذه النقطة للبقاء ضمن الأراضي السورية والاستمرار بعملية التتريك التي بدأت منذ أمد بعيد من خلال افتتاح الجامعات وتدريس المناهج التركية وباللغة التركية وفرض العملة التركية وحتى البريد التركي، فضلاً عن عمل الشركات التركية في هذه المناطق السورية وربطها بتركيا بعد أن عينت تركيا ولاة أتراك على هذه المناطق السورية. وجميع هذه الخطوات التركية تصب في سياسة فصل هذه الأجزاء من سوريا مستقبلاً وضمها إلى تركيا لخلق منطقة مشابهة لقبرص التركية، حيث تسيطر تركيا على الجزء الشمالي من قبرص منذ عام 1974 وأنشأت فيها دولة لا يعترف بها أحد في العالم سوى تركيا.