تسعى تركيا إلى تغـ ـيير زعـ ـيـ ـم هيـ ـئـ ـة تحـ ـريـ ـر الـ ـشـ ـام (أبـ ـو محـ ـمد الجـ ـولانـ ـي) وتعـ ـيين شخص آخر مكانه أكثر قرباً منها، وبدأت مخـ ـططاً محـ ـكماً ولكن الجـ ـولانـ ـي أدرك المخـ ـطط باكراً وبدأ التـ ـحـ ـرك ضـ ـده ولذلك جـ ـاءت عمـ ـلـ ـية تصـ ـفـ ـية أبـ ـو مـ ـاريـ ـا القـ ـحـ ـطـ ـاني ومـ ـلاحـ ـقـ ـة أبـ ـو أحـ ـمد زكـ ـور، ما دفـ ـع تركيا لإعـ ـادة حسـ ـابـ ـاتها.
وكشفت مصادر مطلعة على الموضوع، لـ “فوكس بريس” أن أبو محمد الجولاني رفض خلال اجتماع شراكة شخص يدعى جمال له في قيادة الهيئة، ولا يُعرف من هو جمال، حيث أكدت المصادر أن تركيا طلبت من جمال أن يتولى زعامة هيئة تحرير الشام عوضاً عن الجولاني بشرط أن يلتزم الهدوء والصمت ضد الحكومة السورية، ولكن بحسب المصادر، فأن جمال رفض هذا العرض التركي.
وأوضحت المصادر، أن سيتم خلال هذه الأيام عقد اجتماع جديد من توضيح هذا الموضوع والوصول إلى نتيجة.
والأشخاص المحتملون لتولي منصب زعامة هيئة تحرير الشام عوضاً عن أبو محمد الجولاني، بحسب المصادر هم كل من:
– إبراهيم شاشو وهو وزير العدل السابق في حكومة الإنقاذ التابعة لهيئة تحرير الشام.
– جهاد عيسى الشيخ والمعروف باسم “أبو أحمد زكور” وهو المسؤول الاقتصادي السابق لدى حكومة الإنقاذ التابعة لهيئة تحرير الشام، وهذا الشخص كانت قد حصلت مشاكل بينه وبين الجولاني وهرب إلى إعزاز وسلم نفسه للاستخبارات التركية وأصبح من ذلك الوقت شخصاً مقرباً من تركيا ويعمل على تنفيذ أجنداتها.
– أما الشخص الثالث الذي كان يُتحمل أن يحل محل الجولاني كان أبو ماريا القحطاني، وهو عراقي الجنسية، وكان يتولى سابقاً زعامة مجلس الشورى لدى جبهة النصرة وكان شخصاً مقرباً من الجولاني ولكن الأخير قام باعتقاله وإيداعه في السجن بتهمة تواصله مع جهات خارجية من أجل القيام بانقلاب عسكري ضد الجولاني.
وفي سياق متصل، انتشر مقطع مصور لشخص يدعى عثمان صالح مدير مركز الأبحاث الاستراتيجية التركمانية، وفي مقطع الفيديو الذي انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي، يقول عثمان أن تركيا حددت شخصاً ليتولى زعامة هيئة تحرير الشام خلفاً لأبو محمد الجولاني.
وبحسب المصادر المطلعة، فأن تركيا عقدت اجتماعاً مع أمريكا وبريطانيا، وأطلعتهما على مخططها هذا حول هيئة تحرير الشام وحصلت على موافقتهما.
ويرد في المقطع المصور المنشور، اسم جمال معروف كثيراً ويتم الحديث عن عودته لقيادة الفصائل الموالية لتركيا وبشكل خاص في إدلب، ولذلك يحتمل أن يكون معروف الذي يحتمل أن يتولى زعامة هيئة تحرير الشام هو نفسه جمال معروف المعروف بأنه كان متزعم جبهة ثوار سوريا التي كانت تحصل عام 2014 على دعمها المادي والعسكري من أمريكا (البنتاغون). وكانت جبهة ثوار سوريا تشارك باسم حركة حزم في غرفة عمليات الموك المناهضة للحكومة السورية، ولكن تمت تصفيتها حينها من قبل الاستخبارات التركية وهيئة تحرير الشام.
وبحسب المعلومات التي كشفتها المصادر المطلعة، فأن أبو محمد الجولاني، أدرك المخطط التركي في وقت مبكر من وضعه، ولذلك بدأ حملة مناهضة للأشخاص المحتملين لتولي الزعامة خلفاً له، فقام في البداية بملاحقة الاسم الأبرز (أبو ماريا القحطاني) وأودعه السجن لمدة ستة أشهر بحجة التواصل مع جهات خارجية لمدة.
وبعد شهر من إطلاق سراحه تم الإعلان عن مقتله بانفجار حزام ناسف ونسب الهجوم لداعش، والمعروف أن القحطاني، اسمه ميسرة الجبوري، وكان من مؤسسي جبهة النصرة عام 2012، والتي تحولت خلال سنوات الحرب في سوريا إلى جبهة فتح الشام، عام 2016، ومن ثم أصبحت هيئة تحرير الشام عام 2017، وكان من أبرز قياديي الفصيل إلى حين تجريده من مهامه في شهر (آب) الماضي عند اعتقاله.
وأوضحت المصادر، أن الاستخبارات التركية، انزعجت كثيراً من حادثة تصفية أبو ماريا القحطاني، وبدأت تعيد حساباتها من أجل وضع مخطط آخر يستهدف الجولاني بطريقة من الطرق.
كما قام الجولاني بملاحقة أبو أحمد زكور، ولكن الأخير استطاع الهرب نحو إعزاز وقام بتسليم نفسه للاستخبارات التركية للنجاة من التصفية على يد الجولاني.
ويبدو أن مناطق شمال غرب سوريا الخاضعة لسيطرة تركيا مقبلة على تغييرات كبيرة، وتلعب فيها القوى المتدخلة بالأزمة السورية دوراً كبيراً وفقاً لمصالحها.