أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان فرار 12 سجيناً من عناصر وقيادات تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» من سجن تشرف عليه الشرطة العسكرية التابعة للقوات التركية في ناحية بلبل في ريف عفرين، وذلك بتواطؤ وتعاون مباشر من عناصر وقيادات الشرطة العسكرية.
وأضاف المرصد أن عملية تهريب السجناء جرى بالتزامن مع الضربات الإسرائيلية على محيط مطار حلب، والضربات التي نفذتها هيئة تحرير الشام على ريف حلب أي أن هناك انشغال من جانب الإعلام بهذه الغارات وهذا القصف فجرى تهريب السجناء من سجن بلبل الذي يقع على مسافة 2كم من الحدود التركية.
وأكد المرصد أن المعلومات التي بحوزتهم تشير إلى أن بعض السجناء باتوا داخل الأراضي التركية، ولكن بعد انكشاف موضوع تهريب السجناء جرى اعتقال اثنين من السجناء بالقرب من السجن من قبل بعض عناصر الشرطة العسكرية ولكن لايزال حتى اللحظة على الأقل 10 من الفارين داخل الأراضي التركية.
ولفت المرصد السوري أن تهريب السجناء قد يحرج الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان كونه يقول أنه يحارب الإرهاب، فعندما يُمكّن هؤلاء السجناء من الفرار بهذه السهولة ستكون له تبعات كبيرة كون أن المنطقة تحت سيطرة تركيا، فالشرطة العسكرية تسيطر شكلاً على منطقة عفرين بينما القوات التركية تسيطر بشكل رسمي على المنطقة منذ عام 2018، مضيفاً أن هناك من يريد إعادة إحياء تنظيم داعش من جديد وهو يضرب بشكل كبير جداً في إشارة إلى تركيا.
وتضم المناطق الخاضعة لسيطرة القوات التركية في مناطق “درع الفرات”، و”غصن الزيتون” و”نبع السلام” قيادات من تنظيم “الدولة الإسلامية” حيث يعتبر تلك مناطق بيئة آمنة لهم.
ونوه المرصد أن هذه الحادثة ليست الأولى من نوعها، ففي بدايات العام الفائت وأثناء حصول الزلزال، تمكن 20 عنصراً لداعش من الفرار من سجن راجو شمالي حلب ، بتواطؤ مباشر من مسؤولي السجن، مقابل مبالغ مالية راوحت بين 1000 – 3000 دولار أميركي لقاء داعشي واحد، بينما دفع البعض مبالغ مالية وصلت إلى 10 آلاف دولار أميركي حتى تمكنوا من الهروب.
وتأتي عملية تهريب سجناء من عناصر وقيادات داعش من قبل الشرطة العسكرية التابعة للقوات التركية، بعد أيامٍ قليلة على الهجوم الدموي في موسكو الذي هز العالم والذي تبناه التنظيم، واعترف أحد المعتقلين المشاركين في الهجوم بأنه وصل من تركيا في 4 آذار إلى روسيا.
في حين أن معلوماتٌ استخباراتية كشفت أن الشخص الذي قُبض عليه مع باقي أفراد مجموعته تلقّوا التدريبات في المعسكرات التي تُشرف عليها القوات التركية في عفرين وادلب.
الهجوم الدموي أظهر فشل منظومات أمنية دولية كبرى في التنبؤ بما قد يفعله داعش، وعلى الرغم من أن قوات سوريا الديمقراطية والإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا أكدت مراراً أنه تم القضاء على التنظيم جغرافياً فقط وأنه يعمل في كل فرصةٍ سانحة على إعادة تنظيم صفوفه لوجود الآلاف من عناصر التنظيم وأطفالهم في مخيمات بمناطق شمال شرق سوريا والتي تصفها قسد بـ «القنبلة الموقوتة» إلى جانب الدور التركي البارز في دعم داعش ومحاولة تهيئة الظروف له لإعادة لم شمل عناصره مع وجود المئات من قيادات وعناصر التنظيم في المناطق التي تسيطر عليها تركيا في سوريا.
ولكن رغم الحقائق والخطر الكبير الذي يهدد العالم بأسره إلا أن المجتمع الدولي تهرّب من مسؤولياته حيال القضاء الكامل على تنظيم داعش وتركت المسؤولية على عاتق قسد والإدارة الذاتية التي كانت أكثر يقظةً من منظومة أمنية كبيرة مثل روسيا.
ومنعت قوات سوريا الديمقراطية التنظيم من ارتكاب هجمات إرهابية على أهالي المنطقة، إذ سبق أن تمكنت من التصدي لهجمة كبيرة على سجن الصناعة في الحسكة الذي يحوي المئات من عناصر التنظيم الخطرين جداً والدور التركي البارز وراء الهجوم.
العديد من دول العالم بمن فيهم روسيا اعتقدت أنهم بمنأى عن خطر التنظيمات المتطرفة بل ساهمت بطرق مختلفة في تأمين بؤرة خصبة لنموها واختبائها وتدريب عناصرها.
فروسيا نفسها سمحت لتركيا بإدخال الفصائل الموالية لها إلى منطقة عفرين شمال حلب وكذلك إلى إدلب وغيرها من المناطق التي تسيطر عليها تركيا حالياً، وهذه الدول هي ذاتها التي تغض النظر عن الاعتداءات التركية المتكررة ضد مناطق شمال وشرق سوريا التي تعد بمثابة درع العالم حيال انتشار داعش وباقي التنظيمات المتطرفة.