مع بقاء أقل من أسبوع على التصويت في الانتخابات المحلية (البلدية) في تركيا، يستعد حزب العدالة والتنمية الحاكم بزعامة أردوغان، لإشـ ـراك اللاجـ ـئين السوريين وخصوصاً أفراد عوائل عنـ ـاصر الجيـ ـش الوطني في كل من سوريا وتركيا، للتصـ ـويت في الانتخابات بدلاً من الأتراك المتـ ـوفيين، وتم افتتاح العديد من المكاتب لهذه الغاية في مختلف المدن.
في الـ 31 من آذار الجاري، سيتوجه الناخبون الأتراك (58 مليون شخص بحسب الإحصاءات الرسمية) إلى صناديق الاقتراع في الانتخابات المحلية (البلدية) على مستوى البلاد لاختيار رؤساء البلديات لما يقرب من 4000 مدينة وبلدة صغيرة، بالإضافة إلى عشرات الآلاف من أعضاء مجالس المدن والمقاطعات وغيرهم من المسؤولين المحليين.
ويسعى حزب العدالة والتنمية الذي خسر في الانتخابات المحلية عام 2019، لاستعادة بلديات كبرى المدن التركية التي خرجت من أيديه، إذ تسيطر المعارضة حالياً على المدن الثلاث الكبرى في تركيا؛ إسطنبول، وأنقرة، وإزمير.
وبلدية إسطنبول هي الأكثر أهمية بالنسبة لأردوغان الذي انطلق منها عام 1994 كرئيس للبلدية قبل أن يصبح رئيساً للوزراء عام 2002 ومنها إلى رئاسة الجمهورية. كما تتمتع هذه المدينة بثقل اقتصادي كبير بالنسبة لأردوغان وتمثل المدينة ما يقرب من نصف القاعدة الضريبية في تركيا وحوالي ثلث ناتجها الاقتصادي، وهي عبارة عن آلة لكسب المال. فمشاريع البناء المحلية والعقارات والتجديد الحضري (على سبيل المثال، هدم المباني المعرضة للزلازل لبناء هياكل مقاومة للزلازل) تولد مبالغ كبيرة من المال، ويريد أردوغان جعل هذه الأموال متاحة لمؤيديه والشركات التي تدعمه، فالفوز بإسطنبول يعني كل شيء بالنسبة له.
وإذا فشل مرشحو أردوغان في انتزاع إسطنبول والمدن الرئيسية الأخرى من المعارضة، فمن المرجح أن يخرج أردوغان من الانتخابات وهو يشعر بالضعف السياسي. وعلاوة على ذلك، إذا تغلب عمدة إسطنبول أكرم إمام أوغلو، الذي هزم مرشح أردوغان في الانتخابات المحلية لعام 2019، على المرشح الحالي لحزب العدالة والتنمية مراد كوروم، فإن هذا من شأنه أن يدفعه إلى الصدارة السياسية باعتباره “السياسي النجم الذي يمكنه التغلب على أردوغان”.
ومن شأن مثل هذا التطور أن يصور إمام أوغلو كمنافس موثوق لأردوغان نفسه، مما يعزز زخم الكتلة المناهضة لأردوغان في البلاد. وفي الوقت الحالي، تظهر استطلاعات الرأي أن إمام أوغلو يتقدم على كوروم بفارق بسيط.
حزب العدالة والتنمية يستعد لعمليات تزوير واسعة النطاق في يوم الانتخابات
ومن أجل ضمان الفوز بالانتخابات وخصوصاً في المدن الكبرى، بدأ حزب العدالة والتنمية بحبك الألاعيب والقيام بخطوات تمهد لعمليات تزوير على نطاق واسع.
وفي هذا السياق قالت مصادر موثوقة من ولاية أورفا، أن حزب العدالة والتنمية التركي، افتتح مؤخراً العديد من المكاتب لتسجيل أسماء عناصر فصائل الجيش الوطني السوري التابعين له، وأفراد عائلاتهم من أجل المشاركة في عملية التصويت لصالح الحزب في الانتخابات المحلية (البلديات) المقررة في الـ 31 من آذار الجاري في تركيا.
وقالت المصادر، أن والي حزب العدالة والتنمية في ولاية أوروفا، حسن شلداق، زار خلال الشهرين الماضيين، المناطق الخاضعة لسيطرة تركيا في الشمال السوري وخصوصاً رأس العين وتل أبيض، 9 مرات، وعقد اجتماعات مع المجالس المحلية وقادة فصائل الجيش الوطني التابعين لتركيا، من أجل ضمان مشاركة عناصر الفصائل وأفراد عائلاتهم في الانتخابات البلدية.
وأشارت المصادر، أنه خلال هذه الاجتماعات تم التركيز على ضرورة تسجيل أسماء أفراد عائلات جميع عناصر الجيش الوطني المقيمين في سوريا وتركيا، حيث تم افتتاح العديد من المكاتب في كل من: تل أبيض، رأس العين، أورفا (رها)، سمسور، مرعش، أضنة، إسطنبول.
هل يستطيع اللاجئون السوريون التصويت في الانتخابات البلدية التركية؟
وعلى الرغم من القانون الدولي وكذلك القانون التركي، يمنع مشاركة اللاجئين في الانتخابات العامة أو المحلية والتصويت فيها، إلا أن افتتاح هذه المكاتب من قبل حزب العدالة والتنمية وتسجيل أسماء اللاجئين وبشكل خاص أفراد عائلات عناصر الجيش الوطني، هو أحد الأساليب التي يحاول فيها هذا الحزب تزوير الانتخابات من أجل الحصول على أصوات أعلى في ظل إظهار استطلاعات الرأي تقدم مرشحي المعارضة على مرشحي الحزب الحاكم في كل من أنقرة وإسطنبول.
والملفت للانتباه بحسب المصادر، إن حزب العدالة والتنمية التركي يقوم بتسجيل أسماء الأشخاص الذين يتقنون الحديث باللغة التركية، وذلك من أجل إظهار أنهم أتراك، خصوصاً أن حزب العدالة والتنمية منح تلك العائلات قبل نحو 8 أشهر إقامات وإجبر المخاتير على التوقيع على تلك الإقامات من أجل تسهيل حركة اللاجئين وضمان عدم تعرضهم للاعتقال من قبل الشرطة لإبعاد الشبهات عنهم.
تسجيل أسماء آلاف الأشخاص المتوفيين
ومن أجل استكمال هذا المخطط قام حزب العدالة والتنمية بتسجيل أسماء الأشخاص المتوفيين سابقاً، وبشكل خاص الأشخاص الذين قتلوا في زلزال 6 شباط 2023، حيث أرسل والي أورفا أسماء آلاف المتوفيين إلى تلك المكاتب، من أجل أن يصوت اللاجئون السوريون بأسماء هؤلاء الأتراك.
والي أورفا يشرف على عملية التزوير
وقام حزب العدالة والتنمية بتكليف والي أروفا للقيام بعملية التزوير، حيث أشارت المصادر أن حسن شلداق هو شخص مقرب من أردوغان، ويعمل على هذا المخطط بعيداً عن أعين الجميع.