عُثر مساء أمس الأربعاء 20 مارس / آذار 2024، عشية الاحتفال بعيد نوروز وفي عاشر أيام رمضان على جثة الشاب الكوردي «هيثم جميل أحمد » البالغ من العمر 34 عاماً من أهالي قرية «جلبر» التابعة لناحية شيراوا في مدينة عفرين، شمال غربي سوريا مقتولاً بلطقة في الرأس وعليه آثار كدمات.
وذكرت مصادر محلية؛ أن مجموعة مؤلفة من 4 شبان مجهولين من المستوطنين أقدموا على ضرب وشتم «هيثم جميل أحمد» عصر يوم أمس الأربعاء في محل للألبسة، وبعد الإفطار دخلوا إلى منزل المغدور وجرت ملاسنة بينه وبين مجموعة من المستوطنين ليتطوّر الوضع بإطلاق النار عليه ويردوه قتيلاً في منزله مع رمي المسدس بجانبه.
وأضافت المصادر أن المغدور «هيثم» عاد من ألمانيا (لديه إقامة) إلى مدينة عفرين «مسقط رأسه» منذ قرابة أربعة أشهر، وكان يقيم في مركز المدينة بالقرب من ساحة آزادي “الحرية” ويعمل في مهنة الحلاقة.
ولفتت المصادر أنه في اللحظات الأولى أُشيع أن الشاب «هيثم» قد أقدم على الانتحار وأنه مصاب بمرض نفسي ويعاني من اضرابات نفسية، إلا أن المصادر المحلية والصور فنّدت رواية الانتحار خاصةً وأن المسدس تبعد عن الجثة.
الجدير بالذكر أن جريمة قتل الشاب «هيثم» يأتي بعد أسبوعٍ واحد من الجريمة المروعة التي حصلت في ثالث أيام رمضان وهزّت مدينة عفرين والتي راح ضحـ ـيتها الطفل الكوردي «أحمد خالد مده» المتحدر من قرية «حمام» التابعة لناحية جنديرس، والذي قُتل على يد مستوطن من ناحية سنجار في إدلب بالاشتراك مع ستة أشخاص آخرين، حيث قُتل طعنًا بالسكاكين في رقبته وتم رميه في بئر ماء على الطريق الواصل بين مدينة جنديرس وقرية تل سلور، وتعود ملكية البئر للمواطن “حاج إبراهيم”.
وذكرت المصادر أن القاتل «يامن الإبراهيم» لم يكن وحده في تنفيذ الجريمة بل هناك أشخاص آخرون اشتركوا معه في تنفيذها، كون القاتل لم يكن باستطاعته لوحده من تنفيذ مثل تلك الجريمة لأن المغدور «أحمد» ذو بنية جسدية قوية وكان يمارس الرياضة ويجيد بعض ألعاب القوى مثل “الملاكمة” حسب مصادر مقربة من العائلة.
يشار أنه وبعد ثلاثة أيام فقط على جريمة قتل الطفل «أحمد خالد مده»، أقدمت مجموعة ملثّمة على محاولة قتل القاصر الكوردي «رودي محمد جقل» 16 عاماً، من أهالي ناحية جنديرس والمقيم في مركز مدينة عفرين، الخاضعة لسيطرة تركيا والفصائل الموالية لها.
وأشارت المصادر أشارت أن الهجوم على القاصر الكوردي حصل عبر استخدام السلاح الأبيض (السكاكين)، مؤكدةً أنه ولولا تدخّل الجيران لحصلت جريمة قتل أخرى.
وفي الـ12 مارس / آذار 2024، أقدم مسلح يتبع لمجموعة المدعو “أبو أسعد” من فـيل فيلق الشام الموالي لتركيا بإطلاق النار على الطفل الكوردي 8 سنوات ابن المواطن سلام عابدين عميكو من أهالي قرية كازيه ميدانا التابعة لناحية راجو، بسبب قيام الطفل برعي ماشيته بالقرب من ماشية لأحد المستقدمين، فأغمي عليه ووقع على الأرض نتيجة حالة الخـوف والهـلع جراء إطلاق النار.
والعام الفائت؛ أقدم فصيل جيش الشرقية على قتل أربعة أشخاص من عائلة بيشمرك في ناحية جنديرس بسبب إيقادهم شعلة نوروز.
وفي الـ29 شباط الفائت؛ أصدرت منظمة هيومن رايتس ووتش تقريراً مفصلاً قالت فيها إن تركيا تتحمل مسؤولية الانتهاكات الجسيمة وجرائم الحرب المحتملة التي يرتكبها عناصر قواتها والجماعات المسلحة المحلية التي تدعمها في الأراضي التي تحتلها تركيا في شمال سوريا.
وأشارت أن المسؤولون الأتراك ليسوا مجرد متفرجين على الانتهاكات، بل يتحملون المسؤولية باعتبارهم سلطة الاحتلال، وفي بعض الحالات، كانوا متورطين مباشرة في جرائم حرب مفترضة في ما تسميه تركيا “منطقة آمنة”.
ولفتت المنظمة في تقرير “كل شيء بقوة السلاح: الانتهاكات والإفلات من العقاب في مناطق شمال سوريا التي تحتلها تركيا” الصادر في 75 صفحة، عمليات الاختطاف والاعتقال التعسفي والاحتجاز غير القانوني والعنف الجنسي والتعذيب من قبل فصائل مختلفة في تحالف فضفاض من جماعات مسلحة، وهو “الجيش الوطني السوري” المدعوم من تركيا، وكذلك “الشرطة العسكرية”، وهي قوة أنشأتها “الحكومة السورية المؤقتة” والسلطات التركية في 2018، ظاهريا للحد من الانتهاكات.
وجدت هيومن رايتس ووتش أن القوات المسلحة ووكالات المخابرات التركية متورطة في تنفيذ الانتهاكات والإشراف عليها. وثّقت هيومن رايتس ووتش أيضا انتهاكات الحق في كل من السكن والأراضي والملكية، بما فيها عمليات النهب والسلب الواسعة، فضلا عن الاستيلاء على الممتلكات والابتزاز، وفشل محاولات المساءلة في الحد من الانتهاكات أو تقديم تعويضات للضحايا.