استـ ـبعـ ـدت تركيا مؤخراً فصـ ـيل العمـ ـشات من إدارة المعابر وسلمتها للمجالس المحلية التابعة لفـ ـرقة السـ ـلطان مراد المقربة من استـ ـخبـ ـاراتها، مثيرة الكثير من علامات الاستفهام حول هذه الخطوة وأهدافها.
منذ أن سيطرت تركيا على عدد من المدن والبلدات السورية الواقعة في الشمال السوري، أنشأت مجالس محلية تابعة لها وتُدار بشكل مباشر من قبل ولاتها واستخباراتها، ولكن هذه المجالس ظلت شكلية ومعدومة التأثير، حيث كانت السيطرة في عموم تلك المناطق تعود للفصائل المسلحة على اختلاف تسمياتها.
وسلمت تركيا كل فصيل عدداً من المعابر والحواجز من أجل أن تدر الأموال على متزعمي تلك الفصائل كي لا ينقلبوا ضدها، وبذلك أنشأت قيادات من المافيا يقومون بعمليات تهريب البشر والمخدرات والاستيلاء على أرزاق المواطنين وفرض الضرائب الباهظة عليهم أثناء مرورهم فيها.
ولكن يبدو أن كل شيء تغير مع الإعلان عن لقاءات التطبيع بين أنقرة ودمشق، والمعلومات التي تحدثت عن استعداد تركيا لتقديم بعض الفصائح على مذبح صفقاتها مع روسيا لإرضاء دمشق والإبقاء على الأخرى التركمانية.
وفي السياق، تحدثت المعلومات عن قيام الاستخبارات التركية مؤخراً بتسليم المعابر للمجالس المحلية التي أنشأتها وذلك بحجة صراع الفصائل عليها.
وشهدت المعابر دوماً صراعات بين فصائل الجيش الوطني وخصوصاً بين العمشات (سليمان شاه) والسلطان مراد على إيرادات تلك المعابر وأموال الجباية والرشاوى وتمرير الصفقات مقابل أموال كبيرة، وصلت إلى حد استخدام الأسلحة الثقيلة في تلك الاقتتالات، نظراً لاستئثار كل فصيل بالأموال لنفسه، فالمعابر تدر مبالغ مالية كبيرة على المسيطرين عليها.
ولكن المجالس المحلية التي أنشأتها تركيا، يشرف عليها منسقون تابعون لفصيل السلطان مراد المقربين للاستخبارات التركية، وهذا يعني بطريقة أخرى إقصاء العمشات من إدارة المعابر وحصرها بيد السلطان مراد ولكن تحت شماعة المجالس المحلية والمعروفة بأن لا دور لها في المناطق الخاضعة للسيطرة التركية سوى رفع التقارير الكيدية بالمواطنين، لتوعز الاستخبارات التركية لفصائلها باعتقال أولئك المواطنين الذين وردت أسمائهم في تلك التقارير.
وتقول مصادر مطلعة من المنطقة أن الاستخبارات التركية هي من تقف وراء الخلافات بين فصيلي العمشات والسلطان مراد، وذلك من أجل إقصاء العمشات من إدارة المعابر، وبات هذا الفصيل عملياً لا يسيطر على أي معبر مما يجعل مصيره مرتبطاً بأيدي الاستخبارات التركية، نظراً لتوقف عائدات المعابر.
وبالمقابل من ذلك، تم تمكين فصيل السلطان مراد على المعابر عبر المجالس المحلية التي يديرها منسقون تابعون لهذا الفصيل، وهذا يعني بشكل أو بآخر زيادة إيرادات هذا الفصيل وزيادة ثراء قادته نظراً للمنفعة المالية الكبيرة من السيطرة على المعابر.
ويقول مراقبون أن هذه الخطوة التركية جاءت بهدف تحجيم العمشات، وربما تقديمها كقربان للحكومة السورية عربوناً للمصالحة معها في أي اتفاق تطبيع مقبل.
إضافة إلى ذلك، هدف الخطوة التركية هذه هو تصفية العمشات عبر تقليص الأموال التي سيحصل عليها العناصر مما يفتح الباب أمام انشقاق العناصر من هذا الفصيل والانضمام إلى السلطان مراد، وبالتالي تقوية السلطان مراد.