يضم الجيـ ـش الوطني السوري التابع لتركيا في صفـ ـوفه حالياً العديد من عنـ ـاصر تـ ـظيم الـ ـدولـ ـة الإسـ ـلامية الذين شاركوا في العديد من المعـ ـارك بسوريا والعراق، ويتولون الآن مهـ ـاماً خـ ـاصة ضمن صفـ ـوف الجيـ ـش الوطني.
منذ بداية الأزمة السورية وتحول الصراع فيها إلى العسكرة، تلقى المسلحون دعماً لا محدوداً من تركيا، وخصوصاً تنظيم الدولة الإٍسلامية، ولكن بعد تشكل تحالف دولي مناهض للتنظيم، أدركت تركيا أن تحقيق مخططها عبر التنظيم في كل من سوريا والعراق بات مستحيلاً بحكم تكاتف دول العالم أجمع لمقاتلته، ولذلك دخلت بنفسها على الخط وبدأت بالسيطرة على الأراضي السورية، ومع هذا المخطط بدأت بالاعتماد على بعض الفصائل التي كانت مقربة من الاستخبارات التركية التي جمعتها لاحقاً ضمن ما يسمى الجيش الوطني.
ولكن تركيا لم تتخلى عن تنظيم الدولة الإسلامية، فمن جهة واصلت تقديم الدعم لهم ومن جهة أخرى، نقلت العديد من عناصر التنظيم إلى صفوف فصائل الجيش الوطني وخصوصاً بعدما سيطرت تركيا على مدينة جرابلس في صيف عام 2016، حيث سيطرت على المدينة في غضون ساعات وهي المدة الزمنية التي استغرقها عناصر تنظيم الدولة الإسلامية لتبديل ملابس التنظيم بملابس الجيش الوطني وإجراء بعض التغييرات على شكلهم الخارجي من حيث تخفيف اللحى وحلقها.
ومن بين عناصر تنظيم الدولة الإسلامية الذين يعملون حالياً ضمن صفوف الجيش الوطني والذين تم رصدهم في المناطق التي تسيطر عليها تركيا وفصائلها في سوريا، هؤلاء:
*مثنى خليل الحسن، هو من مواليد الميادين في محافظة ديرالزور عام 1990، عمل سابقاً يعمل ضمن صفوف تنظيم الدولة الإسلامية وشارك في عدة معارك منها معارك دمر، الرقة وأيضاً في عدة معارك بالعراق، وهو متواجد حالياً في مدينة تل أبيض التي تسيطر عليها تركيا وفصائلها ويعمل ضمن صفوف الجبهة الشامية، وهو معروف باسم أبو الوفا، ويقيم في تل أبيض ويتحرك بخفاء.
*سميح فؤاد يازلجي وهو يعرف باسم أبو عمر، هو من مواليد مدينة تل أبيض في محافظة الرقة عام 1990، عمل سابقاً ضمن صفوف تنظيم الدولة الإسلامية وشارك في عدة معارك في سوريا والعراق، وهو موجود حالياً في تل أبيض، ويعمل بشكل متخفي بشكل تام كونه يعمل في مجال الاستخبارات لدى الجيش الوطني.
*رعد حسن الوكاع، وهو من مواليد الميادين في دير الزور عام 1996، هرب إلى مدينة الباب، وشارك في الهجمات التركية على مدينة عفرين، وهو الآن مقيم في عفرين، وهو معروف باسم أبو محمد وعمل ضمن صفوف تنظيم الدولة الإسلامية سابقاً في الفترة ما بين عامي 2015 – 2017، ويعمل حالياً ضمن صفوف فيلق الشام في الجيش الوطني.
*أدهم فاتح الشكرجي وهو من مواليد دير الزور عام 2000، وكان عضواً في تنظيم الدولة الإسلامية في الفترة ما بين 2015 – 2017، وهو معروف الآن باسم أبو بكر ويقيم في مدينة جرابلس بريف حلب.
*طارق عبد العزيز، وهو من مواليد الميادين في محافظة دير الزور عام 1991، وكان عضواً في تنظيم الدولة الإسلامية في الفترة ما بين 2015 – 2017، وكان قد هرب من الميادين إلى مدينة الحسكة وتخفى عن الأنظار، وبعد سيطرة القوات التركية على مدينة رأس العين توجه إلى هناك وانضم إلى صفوف فرقة السلطان مراد، ويتواجد حالياً في مدينة رأس العين.
*باسل محمد العلي، وهو معروف باسم أبو زبير، من مواليد قرية حطلة في ريف دير الزور 1995، وهو أيضاً كان عضواً في تنظيم الدولة في الفترة ما بين 205 – 2017، وهو الآن متواجد في مدينة رأس العين ضمن صفوف فصائل الجيش الوطني.
*ماجد مصطفى الخالد، وهو معروف باسم أبو دجانة الأنصاري، من مواليد الميادين في دير الزور عام 1990، وكان عضواً في تنظيم الدولة في الفترة ما بين 2015 – 2017، ويعمل الآن ضمن صفوف فصائل الجيش الوطني في مدينة رأس العين.
*محمد أنس العبيد، من مواليد قرية درنج في خط الجزيرة بمحافظة دير الزور عام 2001، وعمل ضمن صفوف تنظيم الدولة في الفترة ما بين 2015 – 2017، وهو الآن موجود في تل أبيض ضمن صفوف الجبهة الشامية، ويعرف باسم أبو معاوية.
*محمد محي الدين، من مواليد قرية الكبر في خط الجزيرة بمحافظة دير الزور، عمل سابقاً ضمن صفوف التنظيم وشارك في العديد من المعارك في بالعراق، وفي سوريا شارك في معارك تدمر والرقة، ويلقب بـ العرندس، ويقيم في تل أبيض ويعمل ضمن صفوف الجبهة الشامية.
هذا وحوّلت تركيا على مدار السنوات الماضية، المناطق الخاضعة لسيطرتها إلى معقل وملاذ آمن لعناصر وقادات التنظيم، ففي مدينة عفرين ونواحيها، تمنح الاستخبارات التركية بطاقات خاصة لعناصر التنظيم ليتحركوا بكل سهولة دون أن يخضعوا للتوقيف أو التفتيش ولذلك لإبقاء تواجدهم سراً في المنطقة، وكذلك فعل في مدينة تل أبيض وناحية سلوك التابعة لها، والتي باتت من أكبر معاقل التنظيم في سوريا، بالإضافة إلى مدينة رأس العين، التي باتت معقلاً لعناصر تنظيم الدولة الإسلامية من حملة الجنسية العراقية، حيث تتواجد العشرات من عائلات التنظيم العراقية في هذه المدينة، ومنحتهم المجالس المحلية التابعة لتركيا، بطاقات إقامة يتحركون فيها بكل حرية ويؤمنون التواصل بين خلايا التنظيم في المناطق القريبة.
هذا وكانت القيادة المركزية للولايات المتحدة الأمريكية (CENTCOM) قد أعلنت في الثاني عشر من شهر تموز من عام 2022 مقتل زعيم التنظيم في سوريا ماهر العقال في غارة جويّة بالقرب من ناحية جنديرس التابعة لعفرين.
وماهر العقال كان يعد من كبار زعماء التنظيم، وشارك مع أفراد عائلته في الهجوم على مدينة كوباني عام 2014، وانتقل إلى عفرين والباب بعد القضاء على التنظيم جغرافياً، ومن هناك بدأ بتنظيم وتدريب عناصر التنظيم وتوجيههم لتنفيذ العمليات في مناطق شمال وشرق سوريا.
والعقال هو الذي أمر بتنفيذ مجزرة برسوس وخطّط لها ونقل القنبلة عبر الحدود لتنفيذها، وهو مسجّلٌ كإرهابي في قائمة الإرهاب الدولية، وذكر في سجلات المحاكم التركية بصفة مرتكب المجازر لكنّه عاش براحة لسنوات في المناطق التي تسيطر عليها تركيا بالوثائق المزورة الصادرة عن الدولة التركية.
ولم تكن هذه العملية التي نُفّذها التحالف الدولي ضد زعيم تنظيم الدولة الإسلامية ماهر العكال العملية الأولى ولا الأخيرة. فقد نفّذ التحالف في 16 حزيران 2022 عمليةً في مدينة جرابلس، وعلى إثرها ألقى القبض على هاني أحمد الكردي وهو أحد زعماء التنظيم. وقد تبيّن أنّ هاني أحمد الكردي كان أمير سابقاً للتنظيم في الرقة.
كما أعلن التحالف الدولي في شهر شباط 2022 عن مقتل أبو إبراهيم الهاشمي القريشي الذي كان قد حلّ مكان أبو بكر البغدادي في زعامة التنظيم، خلال عمليةٍ مشتركة مع قوات سوريا الديمقراطية على الحدود السورية التركية وعلى بعد مئات الأمتار فقط من أحد القواعد التركية التي كانت تتولى تأمين الحماية له في تلك المنطقة.
كما أن زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي كان قد قُتل في الـ 26 من تشرين الأول عام 2019 في مدينة إدلب الخاضعة لسيطرة تركيا وعلى مقربة من حدودها أيضاً.