منذ أن بدأت الحـ ـرب بين حمـ ـاس وإسرائيل في 7 تشرين الأول/أكتوبر من العام الفائت، قتـ ـلت الغـ ـارات والضـ ـربات الإسرائيلية بالطيران الحـ ـربي والمسيّر والقـ ـصف البري، ما مجموعه 101 عسـ ـكرياً بينهم قـ ـادة رفيعو المستوى من الحـ ـرس الثـ ـوري الإيراني وحـ ـز.ب الله، وسط توجيه الاتهـ ـامـ ـات لقيـ ـادات أمـ ـنية في القصر الجمـ ـهوري بالعمـ ـالة لإسرائيل مقابل المال.
وقتل عنصر من حزب الله اللبناني جراء غارة إسرائيلية استهدفت اليوم الخميس شاحنة يستقلها في منطقة القصير بريف حمص غرب سوريا قرب الحدود مع لبنان.
وجاء ذلك بالتزامن مع ضربة شنتها إسرائيل على حمص، حيث تكررت الضربات الجوية الإسرائيلية على سوريا مرة أخرى الخميس، واستهدفت ثلاثة صواريخ وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان “موقعاً تابعاً للدفاع الجوي والرادارات بالقرب من مشروع دُمّر” في محيط العاصمة دمشق.
ورغم محاولات الدفاع الجوية لدى الحكومة السورية التصدي للصواريخ الإسرائيلية إلا أن الصواريخ وصلت إلى أهدافها، والملفت للانتباه إلى أن وسائل الإعلام التابعة للحكومة لم تأتِ على ذكر الخبر.
هذه الغارات والاستهدافات الإسرائيلية جاءت بعد أن دوت انفجارات عنيفة مساء الأربعاء في معظم أنحاء دمشق بعد غارة إسرائيلية ليلية استهدفت مواقع بالقرب من السيدة زينب وببيلا وحجيرة ما أدى لمقتل عنصرين موالين لحزب الله.
وشنّت إسرائيل خلال الأعوام الماضية مئات الضربات الجوّية في سوريا طالت بشكل رئيسي أهدافاً إيرانيّة وأخرى لحزب الله اللبناني، بينها مستودعات وشحنات أسلحة وذخائر، وأيضاً مواقع للجيش السوري.
ولكن هذه الضربات تكثّفت بعد اندلاع الحرب بينها وبين حركة حماس في قطاع غزة، إثر هجوم غير مسبوق شنّته حركة حماس على إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر.
وقتل 101 عنصر عسكري من جنسيات سورية وغير سورية، في 20 عملية استهداف مباشر واغتيالات برية وجوية، خلال 110 أيام، أي منذ العاشر من تشرين الثاني الفائت.
وركزت إسرائيل على استهداف القيادات والأفراد الفاعلين بدلاً من استهداف المستودعات وشحنات الأسلحة الإيرانية في سورية، بعد الحرب الإسرائيلية على غزة وتزايد نشاط المجموعات الإيرانية على الحدود مع الجولان السوري المحتل.
ومن بين القتلى 37 عنصراً وموالياً لحزب الله اللبناني، و11 عنصراً من الحرس الثوري الإيراني بينهم قيادي بارز اعترفت إيران بمقتله، إلى جانب مقتل 45 عنصراً من المتعاونين من الحرس الثوري الإيراني من جنسيات سورية وغير سورية، فضلاً عن مقتل قيادي فلسطيني واثنان من المقاومة السورية لتحرير الجولان، وخمسة آخرين لم يتم الكشف عن هويتهم.
وتلفت الضربات الإسرائيلية التي تستهدف القيادات الرفيعة الموالية لإيران وحزب الله، الانتباه إلى ما يجري في القصر الجمهوري، من محاولات التصفية ومساعي التحكم والاستعداد للعمالة للأطراف الخارجية. فبعد المعلومات التي تحدثت عن دور رئيس مكتب الأمن القومي علي مملوك في الضربات الإسرائيلية التي استهدفت قادة إيرانيين، وإبعاده عن منصبه ومنحه منصباً شكلياً كمستشار لبشار الأسد في الشؤون الأمنية، يجري الحديث حالياً عن عمالة قيادات أمنية أخرى في القصر الجمهوري لإسرائيل سعياً لجني الأموال.
وتحولت سوريا خلال سنوات الأزمة التي تقترب من استكمال عامها الـ 13 إلى ساحة للضباط والمسؤولين وتجار الحرب والأزمة من أجل جمع الأموال بشتى الطرق والوسائل سواء كان باختطاف المواطنين وإطلاق سراحهم مقابل فدى مالية، أو من خلال فرض الإتاوات على الحواجز أو التحكم بالتجارة أو تصنيع المخدرات وتهريبها إلى دول الجوار.
وتحتدم المنافسة بين ضباط الحكومة السورية ومسؤوليها في جمع الأموال في ظل غياب الرقابة وكثرة التبعية وتضارب مصالح الأطراف الداعمة لهم وخصوصاً روسيا وإيران، حيث يسعى كل طرف لتصفية الطرف الآخر كي يتحكموا في مقدرات البلاد.
وسبق أن تم توجيه اتهامات لروسيا والأطراف الموالية لها ضمن الحكومة السورية بالتعاون مع إسرائيل أو التغطية على هجماتها التي تستهدف الحرس الثوري الإيراني، خصوصاً لجهة عدم تشغيل المضادات الجوية عندما تستهدف مواقع ضمن العاصمة دمشق مرتبطة بالحرس الثوري الإيراني.