التقى رئيس حـ ـزب هـ ـدى بـ ـار الإسـ ـلامي التركي المـ ـتشـ ـدد المتـ ـهم بالوقـ ـوف وراء العديد من عمـ ـليات الاغـ ـتيـ ـال في تركيا، زكريا يابجي أوغلو برئيس المكتب السياسي لحـ ـركة حمـ ـاس إسـ ـماعيل هنـ ـية في تركيا.
وجرى خلال اللقاء بحث الحرب بين إسرائيل وحركة حماس، حيث شدد هنية على ضرورة تنظيم فعاليات الدعم الجماهيري لغزة، فيما أشار يابجي أوغلو إلى أنهم سيواصلون تقديم كل الدعم الممكن لغزة.
والملفت للانتباه أن زعـ ـيم حـ ـزب “هـ ـدى بـ ـار” شارك في تشرين الثاني في فعالية داعمة لحـ ـمـ ـاس بطريقة “قسـ ـامـ ـية”، حيث صعد إلى المنصة ويرافقه عدد من الأشخاص الملـ ـثمـ ـين الذين ارتدوا ألبسة حـ ـركة حمـ ـاس وعليها العلم الفلسطيني. فيما انهـ ـالـ ـت التعليقات على الفيديو المنشور على موقع “إكس” وفيه أشار المعلقون أن تركيا ترسل مسيرات البيرقدار إلى أوكرانيا، ولكنها تكتفي فقط بالتمثيل عندما يتعلق الأمر بفلسطين.
والمعروف أن حزب هدى بار المتشدد هو أحد مناصري الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وكان هذا الحزب من بين الأحزاب التي دعمت أردوغان في الانتخابات الرئاسية التي جرت في ربيع عام 2023 والتي فاز فيها أردوغان.
وفي الوقت الذي يلتقي فيه زعيم هدى بار مع رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، كانت السفن التركية تواصل التبادل التجاري مع إسرائيل، بالتزامن مع استمرار الشركات التركية بالعمل على بناء المستوطنات الإسرائيلية على الأراضي الفلسطينية، حيث تنشط العديد من الشركات التركية في مجال بناء المستوطنات فيما تتولى سفن بلا نجل الرئيس التركي أردوغان إرسال الحديد والأسمنت من تركيا إلى إسرائيل من أجل استكمال بناء المستوطنات.
ومنذ بدء الحرب بين حماس وإسرائيل في السابع من تشرين الأول عام 2023، ظهرت حقيقة الرئيس التركي للعيان، فعلى المنصات كان الرئيس التركي يخرج وهو يضع العلم الفلسطيني حول رقبته ويذرف دموع التماسيح على القتلى الفلسطينيين، ولكنه في السر كان يرسل الدعم للجيش الإسرائيلي، ولكن هذا لم يدم طويلاً عندما كشفت تقارير إسرائيل وصول شحنات ألبسة حرارية مقدمة من تركيا للجيش الإسرائيلي وهذه الألبسة كانت تحافظ على حرارة أجساد الجنود الإسرائيليين الذين كانوا يقاتلون في غزة ويرتكبون المجازر بحق سكانها.
كما أرسلت تركيا في الأسبوع الأول مئات الأطنان من الخضروات إلى إسرائيل بعد أن تعرضت الزراعة الإسرائيلية للضرر نتيجة الحرب واستمرار سقوط القذائف فيها، فأردوغان لا يريد أن إسرائيلياً يجلس على مائدة الطعام دون توفر الخضار عليها، ولذلك قدم لهم الدعم.
أردوغان الذي انكشفت حقيقته أمام الفلسطينيين عندما اعتزل الكلام والحديث عن فلسطين، باستثناء بعض التصريحات التي لم تتعدى كونها تصريحات للإعلام والاستهلال المحلي بعد أن ثارت حفيظة المتشددين الموالين لأردوغان على صمته، كلف حزباً إسلامياً متشدداً موالياً له للقاء إسماعيل هنية، من أجل استغلال ذلك في الإعلام المحلي وإظهار أن تركيا تقدم الدعم للفلسطينيين.
وجماعة “هدى بار” هو الجناح السياسي لحزب الله التركي، هو حزب متطرف، شكلته السلطات التركية في أواخر التسعينيات وكلفته بمهمة قتل المعارضين للسلطة وتصفية الساسة الكورد في تركيا على وجه الخصوص.
كما أن هذا الحزب عرف بتطرفه ضد من يخالفه في الفكر، وهو متهم أيضاً باغتيال شخصيات إسلامية مخالفة وانشقت عنه.
وبعد أن تولى مؤسس هذه الجماعة حسين ولي أوغلو، قيادة العديد من عمليات الاغتيال، تعرض هو الآخر عام 2000 للاغتيال من قبل الدولة العميقة في تركيا للقضاء على الشاهد الوحيد حول عمليات الاغتيال التي نفذتها.