شهدت الأيام القليلة الماضية تطورات جديدة غير مسبوقة في سوريا فيما يتعلق بتوازنات القوى الدولية وبشكل خاص بين روسيا والولايات المتحدة الأمريكية.
أكدت مصادر إعلامية وجود تنسيق مباشر بين الولايات المتحدة وروسيا في الهجمات الأمريكية الأخيرة التي استهدفت الفصائل الإيرانية في سوريا. الأمر الذي أثار جملة من التساؤلات والتكهنات حول طبيعة هذا التنسيق، والأسباب والدوافع التي أدت إلى مثل هذا التعاون بين عدوين لدودين في استهداف الفصائل الإيرانية وخاصة في سوريا.
ويرى مراقبون أن الهجمات التي شنتها الولايات المتحدة الأمريكية ضد مواقع فصائل موالية لإيران، وكذلك التنسيق مع روسيا في هذا الصدد من شأنه المساهمة في إعادة التوازن الإقليمي في الشرق الأوسط.
وبحسب المراقبين فإن التعاون الجوي بين الولايات المتحدة وروسيا في سوريا يعكس تحولًا استراتيجيًا في المشهد السياسي والعسكري في الشرق الأوسط.
حيث يُعزز هذا التنسيق القدرة العسكرية المشتركة للبلدين ويعطيهما فرصة للتأثير والتصدي لتوسع النفوذ الإيراني في المنطقة.
ومن المهم أيضًا ملاحظة أن فتح روسيا المجال الجوي للقوات الأمريكية يمثل دليلًا على تحقيق نجاح روسي في الحفاظ على تأثيرها في سوريا، وذلك على الرغم من تراجع نفوذها بسبب تداعيات الحرب في أوكرانيا.
ووفقًا للمصادر، تأتي هذه الهجمات كجزء من التنسيق الجوي بين البلدين في سوريا، حيث تقوم روسيا بإدارة المجال الجوي في المناطق الخاضعة لسيطرة الجيش السوري، وبالتالي قامت بفتح أو بمعنى آخر بغض النظر عن الهجمات الأمريكية التي استهدفت الفصائل الإيرانية في الجنوب الشرقي من سوريا.
وبحسب المراقبين أيضاً فإن التعاون الجوي بين الولايات المتحدة وروسيا في سوريا يعتبر أمرًا نادرًا، خاصةً في ظل الخلافات الجيوسياسية القائمة بين البلدين وتداعيات الحرب في أوكرانيا التي شهدتها روسيا. كما نجحت روسيا في إعادة توجيه الانتباه إلى دورها وتعزيز نفوذها في المنطقة.
المصدر: وكالة VEDENG
