فيما يبدو أنه اعتـ ـراف باتفاقهم مع الحكومة السورية ضـ ـد الكورد، قال وزير الخارجية التركي، أنهم كانوا متفقين مع دمشق في قصة مكـ ـافـ ـحة الإ.ر.هـ ـاب -تطلق تركيا اسم الإ.ر.هـ ـاب على الكورد المطالبين بحقوقهم- ولكن فجأة عندما بدأت حـ ـرب غزة وتغيرت المعادلات، تغيرت جهود دمشق معهم.
وفي تصريحات صحفية لإحدى القنوات التركية، قال وزير الخارجية التركية هاكان فيدان، إنهم لا يريدون قدوم المزيد من اللاجئين السوريين إلى أراضيهم، وهذا يبدو واضحاً من خلال استهداف الجندرما التركية لكل سوري يحاول الاقتراب من الحدود، حيث قتلت الجندرما التركية أكثر من 500 سوري على الحدود منذ بدء الأزمة السورية غالبيتها حصلت في الأعوام الثلاثة الماضية.
وادعى فيدان أنهم يريدون أن يحقق الشعب السوري استقراره وسلامه بطريقتهم، ولكن تركيا على أرض الواقع تشن الهجمات داخل الأراضي السورية وتسيطر على أجزاء منها وتكشف دوماً أنها لن تخرج من سوريا.
كما أكد ترحيلهم للسوريين قسراً ولكن بطريقة مغايرة لما يجري على أرض الواقع، عندما قال: “نريد أن يعود السوريون الموجودون لدينا بأمان وراحة البال، هذا ما نريده وليس لدينا أجندة أخرى”.
ولكن في حقيقة الأمر، بدأت تركيا منذ أيار 2022 بترحيل اللاجئين السوريين قسراً من أراضيها إلى المناطق التي تسيطر عليها، ودوماً ما ينشر مسؤولوها خرائط تظهر ضم أجزاء من سوريا ودول الجوار إلى الخريطة التركية، كما يروج الرئيس التركي رجب طيب أردوغان دوماً للعثمانية الجديدة وحدود الميثاق الملي التركي والتي تضم أجزاء من سوريا ودول أخرى مجاورة.
وفيما يخص التطبيع بين أنقرة ودمشق، قال فيدان أن الحكومة السورية لا تملك قرارها بيدها، وتنتظر شركائها للتحرك، وذلك في إشارة إلى روسيا وإيران.
وأضاف أنهم قد يتوصلون إلى اتفاق بشأن مكافحة الإرهاب، وهذا المصطلح تستخدمه تركيا في إشارة إلى الكورد، حيث تعتبر الكورد فقط إرهابيين كونهم يطالبون بحقوقهم في سوريا وتخشى تركيا من أن يطالب الكورد في تركيا أيضاً بحقوقهم إذا نال الكورد السوريون حقوقهم، ولذلك فهي تحاول القضاء عليهم قبل أن ينالوا حقوقهم.
كما لفت إلى اتفاقهم مع الحكومة السورية في محاربة الكورد، قائلاً: “هناك تقلب كبير في الجانب الآخر (الحكومة السورية. العام الماضي، على سبيل المثال، كانت قصة مكافحة الإرهاب أقرب.. ثم فجأة، عندما بدأت حرب غزة وتغيرت المعادلات أو عندما انضم النظام السوري إلى الجامعة العربية، تغيرت جهوده أو مساعيه لإيجاد قناة دبلوماسية معنا فجأة مع انضمامه إلى الجامعة”.
ويشار أنه في الجولة العشرين من استانا التي عقدت في حزيران 2023، بدأت الحكومة السورية وتركيا وإيران بمخطط مشترك لضرب الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا، حيث شنت تركيا هجمات على المنشآت الحيوية ومصادر الكهرباء والمياه والبترول والمطاحن والصوامع والمدارس، وظلت دمشق صامتة حيال هذه الهجمات ولم تندد بها، في حين بدأت إيران والحكومة السورية بمحاولات لخلق الفتن في دير الزور وسعت لتحريض العرب على قوات سوريا الديمقراطية، كما استخدمت تركيا فصائلها في شن الهجمات على المنطقة تحت مسمى جيش العشائر، ولكن هذه المحاولات بائت بالفشل.