أكد السفير نظمي حزوري، القنصل العام لفلسطين في إقليم كوردستان، لشبكة رووداو الإعلامية، اليوم الأحد، أن الكورد في سوريا قدّموا لفلسطين الكثير وكانوا مع القضية في خندق النضال وقدموا الشهداء والتضحيات، مؤكداً أنهم ضدأي استيطان سواء في عفرين أو غيرها.
وقال حزوري بخصوص ممارسات البعض فيما يتعلق ببناء مستوطنات للفلسطينيين في عفرين، شمال غرب سوريا “ترعبنا كلمة استيطان، ونحن ضد الاستيطان والاحتلال، فكيف نسمح لنا بمارسة احتلال أي بيت”، مردفاً أن “لأهل عفرين كل المحبة والاحترام، وقد سلمت رسالة الى اهالي عفرين باسم وزير خارجية دولة فلسطين وأيضاً الموقف الرسمي للرئيس محمود عباس”.
وشدد السفير نظمي حزوري: “نحن ضد أي عمل في عفرين وعلى حساب اي مواطن سواء كان عربياً او كوردياً”، عاداً هذه التصرفات “لا تمثل الشرعية الوطنية الفلسطينية”.
وأوضح أن “هذه المنظمات والجمعيات في عفرين منها تابعة لفلسطين ومنها للكويت وغيرها، لكن أي دعم لأي عمل خارج ارض فلسطين يجب أن يكون للمخيمات الفلسطينية، والأولى الآن هو دعم غزة وليس الذهاب الى مكان يؤثر على أمن وسلامة أي مواطن في عفرين أو غيرها”.
ونوّه نظمي حزوري الى أن “اهل عفرين وابناء الكورد في سوريا قدموا لفلسطين الكثير، وكانوا معنا في خندق النضال وقدموا الشهداء والتضحيات، ولهم في قلوبنا الصفحة البيضاء الهامة التي نعتز بها”.
وكان السياسي الكوردي، وعضو الحزب الديمقراطي الكوردستاني – سوريا، عبد الرحمن آبو، كشف مؤخراً عن المستوطنات التي بنتها تركيا بدعم من جمعيات إخوانية قطرية وكويتية ومصرية وفلسطينية، فقال عبد الرحمن آبو الذي ينحدر من عفرين، بأنه تم بناء وتجهيز 22 مستوطنة.
وأضاف في حديث لقناة رووداو: “أقول أن جميع قرى عفرين والبالغ عددها 366 قرى قد أصبحت مستوطنات، حيث تزيد نسبة العرب فيها عن نسبة الكورد السكان الأصليين للمنطقة”.
مشيراً أن نسبة السكان الكورد سابقاً كان يبلغ 97 % من تعداد سكان عفرين، أما اليوم فتبلغ نسبتهم 35 % فقط، كاشفاً أنه جرى توطين 10 آلاف فلسطيني في عفرين بعد نقلهم من مخيم النيرب.
وأوضح أنه تم جلب 5 آلاف منزل مسبق الصنع إلى عفرين وتم توطين 25 ألف شخص فيها، لافتاً أن عدد المخيمات التي جرى بناءها في عفرين يبلغ 7 مخيمات، وقال إنه تم توطين 370 ألف شخص عربي في منازل الكورد الذين جرى تهجيرهم من عفرين.
ومع بدء الحرب بين حماس وإسرائيل، استغلت تركيا هذه الحرب من أجل توطين الفلسطينيين في عفرين في ظل التعاطف الدولي مع أهالي قطاع غزة الذين يتعرضون للقصف الإسرائيلي، حيث لا تترك تركيا أدنى فرصة إلا وتستفيد منها لتغيير ديموغرافية المناطق الكوردية من سوريا.
وفي السياق، كانت الاستخبارات التركية قد نقلت عدداً من العوائل الفلسطينية إلى ناحية جنديرس، بريف عفرين حيث جرى توطين هؤلاء في مستوطنة “أجنادين فلسطين” في الناحية.
وبحسب مصادر من المنطقة فأن عدد أفراد هذه الأسر المستوطنة يبلغ العشرات.
وتواصل تركيا مخططها في تغيير ديموغرافية المناطق السورية التي تسيطر عليها وخصوصاً تلك المناطق ذات الغالبية الكوردية، وذلك عبر توطين غرباء فيها، إلى جانب فرض اللغة والعملة التركية على سكانها فضلاً عن منحهم بطاقات تركية، وربطها بالولايات التركية وتعيين والي تركي عليها.
وفي المناطق السورية ذات الغالبية الكوردية وتحديداً عفرين، تزداد هذه السياسات ضراوة، فهي تواصل التضييق على سكان المنطقة الأصليين عبر فصائلها السورية في الجيش الوطني التي تمارس عمليات القتل والاختطاف والسرقة والابتزاز بهدف دفع من تبقى من سكان المنطقة الأصليين للهجرة منها
هذا وتتحدث تقارير إعلامية عن إنشاء تركيا نحو 45 مستوطنة ومخيم في منطقة عفرين لوحدها، بدعم من جمعيات إخوانية قطرية وكويتية ومصرية وفلسطينية وجرى توطين عشرات الآلاف من المستوطنين فيها، فضلاً عن عمليات توطين واسعة تشهدها عموم قرى عفرين، حيث باتت قرى بأكملها خالية من سكانها الكورد الأصليين.