بعد نفي وزارة التجارة التركية عشرات التقارير الإعلامية الدولية والمحلية التي أكدت إرسال تركيا مئات السفن التجارية إلى إسرائيل، كشف وزير النقل والبنية التحتية التركي عبد القادر أورال أوغلو وضع السفن المتجهة من الموانئ التركية نحو إسرائيل.
وفي حوار مع شبكة الجزيرة القطرية كشف الوزير التركي أن 701 سفينة أبحرت من موانئ تركيا إلى إسرائيل بين 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي وحتى 31 ديسمبر/ كانون الأول 2023، وهذا يعادل متوسط 8 سفن في اليوم.
وأضاف أن هذه الأرقام هي إجمالي عدد السفن التي تغادر بلادنا مباشرة إلى إسرائيل، وكذلك تلك التي تتوقف في موانئنا عبوراً قبل التوجه إلى الموانئ الإسرائيلية.
وأشار وزير النقل التركي أن ثلث هذه السفن تقريباً عابرة، والثلثين الآخرين نقطة انطلاقها الأولى من تركيا، أي أن 480 سفينة ذهبت مباشرة من تركيا إلى إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، و221 سفينة عبرت من تركيا.
ففي الـ4 يناير / كانون الثاني 2024 نفت وزارة التجارة التركية عبر بيان صحة ما تروجه بعض وسائل الإعلام عن زيادة الصادرات إلى إسرائيل وقالت أنه لا يعكس الحقيقة.
منذ بداية الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في السابع أكتوبر / تشرين الأول 2023، لم يدّخر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان جهداً للاستثمار مجدداً بقضية فلسطين، فشنَّ هجمات إعلامية متكررة إلا أنه وعلى الأرض كانت مئات السفن التجارية تواصل الإبحار إلى إسرائيل وهو ما أكدته تقارير دولية وأخرى محلية بناءً على توثيقات من قبل صحفيين أتراك من ضمنهم جيهان متين.
بات من المعروف أن أردوغان يمارس هوايته المفضّلة في المراوغة بالخطب النارية والعبارات الرنانة مستغلاً القضية الفلسطينية على مدار عقدين من الزمن لأجل كسب شعبية داخلية وخارجية و «تحقيق نفوذ و زعامة» محلية وإقليمية.
خلال الفترة التي كانت تقصف فيها إسرائيل غزة واصلت السفينة المسماة «هاليت يلدريم» التابعة لمجيد تشيتين كايا شريك بوراك أردوغان نجل أردوغان نقل البضائع من اسكندرون إلى اسرائيل، ووفقاً للسجلات التي قدمها الصحفي التركي «متين جيهان».
كما أشار الصحفي التركي متين جيهان عبر منشور على منصة إكس، أن الناقلة المسماة فيلامورا قامت بتحميل النفط من ميناء جيهان في منتصف ليل 21-22 ديسمبر / كانون الأول الجاري وأبلغت عن مصر كبلد الوجهة، لكنها لم تذهب إلى مصر مطلقاً، وأضاف كما نرى في سجلات إشارة موقع الناقلة، فإنها تتجه مباشرة إلى إسرائيل.
وفي الـ21 تشرين الأول الفائت كشف تقرير لوكالة بلومبرغ الأمريكية أن أنقرة نقلت مليونَ برميل من النفط الأذربيجاني إلى ميناء إيلات الإسرائيلي من ميناء جيهان التركي، عبر ناقلةٍ تحمل اسم “سيفوليت”.
وفيما أشارت البيانات الرسمية إلى أنّ الناقلة تتجه إلى ميناء العقبة الأردني، إلا أن بعض المصادر أكدت لـ بلومبرغ أن الشحنة اشترتها شركة باز للنفط، أكبر شركة وقود إسرائيلية
ومع استمرار أنقرة بدعم تل أبيب، يبدو التناقضُ واضحاً في تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي يستثمر في القضية الفلسطينية عبر إطلاق خطابات إعلامية رنانة ضد إسرائيل بينما تواصل مئات السفن المحملة بالمواد الغذائية ومصادر الطاقة التي تستخدمها إسرائيل في قتل الفلسطينيين.