على الرغم من أن التركمان لم يحصلوا سوى على مقعدين في انتخابات المجالس المحافظات بمحافظة كركوك، إلا أنهم يريدون الحصول على منصب المحافظ، والأنكى من ذلك أنهم يطالبون الحزبين الديمقراطي الكوردستاني والاتحاد الوطني الكوردستاني اللذين حصلا على 7 مقاعد بترشيح تركماني لمحافظة وصفها البارزاني الراحل بقلب كوردستان.
وجرت في الـ 18 من كانون الأول الفائت انتخابات مجالس المحافظات في العراق، ومن بينها محافظة كركوك، وبعد انتهاء الفرز، حصل الاتحاد الوطني الكوردستاني على 5 مقاعد، التحالف العربي: 3 مقاعد، جبهة تركمان العراق مقعدين، القيادة مقعدين، الحزب الديمقراطي الكوردستاني مقعدين، والعروبة على مقعد واحد، في حين يخصص مقعد للأقليات، وبذلك يبلغ عدد مقاعد المحافظة 16 مقعداً وستنتخب هذه الكتل منصب المحافظ.
وفي هذا السياق، كشف مسؤول الجبهة التركمانية في كركوك، قحطان الونداوي، عن أطماعهم في المحافظة، من خلال الرغبة في الحصول على منصب المحافظ رغم أنهم لم يحصلوا سوى على مقعدين، متذرعاً بأن الكورد والعرب قد تولوا سابقاً منصب المحافظ في حين لم يتولاه التركمان.
وخلال حديثه لشبكة رووداو، طالب هذا المسؤول من الكورد والعرب أن يكلفوا تركمانياً بإدارة كركوك التي تعتبر ذات أهمية كبيرة بالنسبة للكورد، خصوصاً أن الزعيم الراحل الملا مصطفى البارزاني قد وصف هذه المدينة بأنها قلب كوردستان.
ويأتي طلب التركمان بالحصول على هذا المنصب من أجل خدمة المصالح التركية في العراق، فالمعروف أن هذه الجبهة تتبع لتركيا، حيث سبق لمسؤوليها أن توجهوا إلى تركيا والتقوا الرئيس التركي وحصلوا منه على التعليمات قبيل الانتخابات، كما أن وزير الخارجية التركي هاكان فيدان عندما زار العراق مؤخراً، اجتمع مع التركمان تحت العلم التركي دون أن يكون هناك أي وجود للعلم العراقي وعلى أرض العراق.
كما كشف هذا المسؤول أنهم يرغبون بقاء الملف الأمني للمدينة بأيدي الحكومة المركزية في بغداد، ولكنه رغم ذلك طالب من الحزبين الديمقراطي الكوردستاني والاتحاد الوطني الكوردستاني، منح أصواتهم لشخص تركماني كي يصبح محافظاً.
معتبراً أن قبول الكتل لترشيح تركماني لمنصب المحافظ هو شرطهم في التحالف مع أي طرف.
وعلى الرغم من أنه ادعى بأنه لا يوجد تأثير لدول الجوار في قضية تقاسم السلطة في كركوك، أكد أن قرارات الجبهة التركمانية تتخذ من قبل القيادة.
ولكن هذه القيادة معروفة بتبعيتها لتركيا وتعمل على تنفيذ الأجندات التركية في العراق، فهي تشارك في اجتماعات الدول التي تتحدث باللغة التركية وكأنها دولة مستقلة ولا تخضع للسلطة في بغداد.
وعلى الرغم من أن الكورد لم يستطيعوا الحصول على نصف كراسي المجلس إلا أنهم يعتبرون منتصرين في الجولة الأولى للعبة، والجولة الثانية جولة انتخاب المحافظ هي التي ستحدد فيما إذا انتصر الكورد أم لا؟
العملية العسكرية بعد استفتاء الاستقلال عام 2017
لا شك في أنَّ العملية العسكرية في كركوك عام 2017، والتي نفذت على خلفية استفتاء الاستقلال الذي أقامته حكومة إقليم كوردستان حينها، وانحساب القوات الكوردية من كركوك كان له تأثير كبير على الانتخابات.
ومن أجل ضمان منصب المحافظ، على الاتحاد الوطني الكوردستاني والحزب الديمقراطي الكودرستاني الاتحاد معاً، لأنه دون ذلك سيعتبر الكورد خاسرون في الانتخابات.
بعض تصريحات قحطان الونداوي حول الكورد
في حديثه لقناة الرشيد الفضائية في 6 كانون الأول عام 2021 قال قحطان الونداوي: نؤيد خطوة العبادي بعملية فرض القانون التي منعت الاستغلال السياسي للمناطق التي يطالب بها الإقليم.
وفي ذات الحديث قال: نشاط داعش يعود لتلك المناطق في كل مرة يطالب فيها الكرد بعودة البيشمركة.
وهذا اتهام مباشر للكورد وإقليم كوردستان بأنه يستخدم تنظيم الدولة في تحقيق أهدافه رغم أن الجميع يعرف أن تركيا التي تحرك الجبهة التركمانية هي التي تحرك التنظيم أيضاً.
كما قال في ذات اللقاء: نرفض عودة البيشمركة لكركوك لكون مهمتها حرس الاقليم فقط.