أصدرت وزارة التجارة التركية الخميس 4 يناير / كانون الثاني 2024 بياناً قالت فيه أن ما تروجه بعض وسائل الإعلام عن زيادة الصادرات إلى إسرائيل لا يعكس الحقيقة.
وأشار البيان إلى أن التجارة مع إسرائيل ليست متوجهة إلى المنطقة اليهودية في البلاد، موضحاً أنها أيضاً “تجارة متوجهة إلى 2.2 مليون فلسطيني من مواطني إسرائيل، والضفة الغربية، والقدس الشرقية، وغزة”.
منذ بداية الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في السابع أكتوبر / تشرين الأول 2023، لم يدّخر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان جهداً للاستثمار مجدداً بقضية فلسطين، فشنَّ هجمات إعلامية متكررة إلا أنه وعلى الأرض كانت مئات السفن التجارية تواصل الإبحار إلى إسرائيل وهو ما أكدته تقارير دولية وأخرى محلية بناءً على توثيقات من قبل صحفيين أتراك من ضمنهم جيهان متين.
ولفت البيان إلى أن 8 ملايين عربي فلسطيني يعيشون في الأراضي الفلسطينية، ويعيش في إسرائيل 7.2 مليون يهودي. وأوضح أن جميع البضائع المتجهة إلى المنطقة الفلسطينية يجب أن تمر عبر الجمارك والموانئ الإسرائيلية تحت اسم إسرائيل.
بات من المعروف أن أردوغان يمارس هوايته المفضّلة في المراوغة بالخطب النارية والعبارات الرنانة مستغلاً القضية الفلسطينية على مدار عقدين من الزمن لأجل كسب شعبية داخلية وخارجية و «تحقيق نفوذ و زعامة» محلية وإقليمية.
خلال الفترة التي كانت تقصف فيها إسرائيل غزة واصلت السفينة المسماة «هاليت يلدريم» التابعة لمجيد تشيتين كايا شريك بوراك أردوغان نجل أردوغان نقل البضائع من اسكندرون إلى اسرائيل، ووفقاً للسجلات التي قدمها الصحفي التركي «متين جيهان».
وبحسب جيهان فقد توجّهت ما يزيد عن 400 سفينة تجارية من تركيا إلى إسرائيل منذ الـ7 أكتوبر وحتى الآن، حيث تضمنت هذه السفن المواد الغذائية والحديد والاسمنت وكذلك مصادر الطاقة التي تستخدمها إسرائيل في قـتل الفلسطينيين.
كما أشار الصحفي التركي متين جيهان عبر منشور على منصة إكس، أن الناقلة المسماة فيلامورا قامت بتحميل النفط من ميناء جيهان في منتصف ليل 21-22 ديسمبر / كانون الأول الجاري وأبلغت عن مصر كبلد الوجهة، لكنها لم تذهب إلى مصر مطلقاً، وأضاف كما نرى في سجلات إشارة موقع الناقلة، فإنها تتجه مباشرة إلى إسرائيل.
وفي الـ21 تشرين الأول الفائت كشف تقرير لوكالة بلومبرغ الأمريكية أن أنقرة نقلت مليونَ برميل من النفط الأذربيجاني إلى ميناء إيلات الإسرائيلي من ميناء جيهان التركي، عبر ناقلةٍ تحمل اسم “سيفوليت”.
وفيما أشارت البيانات الرسمية إلى أنّ الناقلة تتجه إلى ميناء العقبة الأردني، إلا أن بعض المصادر أكدت لـ بلومبرغ أن الشحنة اشترتها شركة باز للنفط، أكبر شركة وقود إسرائيلية
ومع استمرار أنقرة بدعم تل أبيب، يبدو التناقضُ واضحاً في تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي يستثمر في القضية الفلسطينية عبر إطلاق خطابات إعلامية رنانة ضد إسرائيل بينما تواصل مئات السفن المحملة بالمواد الغذائية ومصادر الطاقة التي تستخدمها إسرائيل في قتل الفلسطينيين.
كل ما فعله أردوغان من أجل غزة كان الحداد لمدة ثلاثة أيام، ولعل كلام هاكان فيدان يلخص موقفه، إذ قال: “أتمنى الصبر لسكان غزة. أريدهم أن يعرفوا أننا نبذل كل ما في وسعنا. إن شاء الله، ستمر هذه الأيام. وستواصل تركيا الوقوف إلى جانبهم. نحن نرى هذا الألم والحزن بمثابة ألمنا وحزننا. وهم ليسوا وحدهم”.
كلام فيدان رسالة إلى الفلسطينيين بأن يتحملوا القتل والتشرد، حتى تمر هذه الحرب وبعدها سيعود أردوغان مطبلاً ومزمراً ومدافعاً عن القدس والفلسطينيين، أما الآن فهو لا يستطيع التحرك لأنه ليس مستعداً للتضحية باقتصاد بلاده المتعثر أصلاً وعلاقاته الاقتصادية مع إسرائيل من أجل الفلسطينيين.