منذ سيطرة القوات التركية والفصائل المسلحة الموالية لها على منطقة عفرين، شمال غربي سوريا والتي بدأت مع عملية ما تسمى بـ “غصن الزيتون” العسكرية عام 2018، مارست تركيا وفصائلها أنماطاً عدة من انتهاكات وجرائم حقوق الإنسان بحق السكان الأصليين من عمليات قتل وخطف وتعذيب والاستيلاء على الممتلكات وفرض الأتاوات والتي لا تزال مستمرة وفقاً للتقارير الدورية للجنة التحقيق الدولية المستقلة الخاصّة بسوريا وكذلك المرصد السوري لحقوق الإنسان ومنظمة حقوق الإنسان في عفرين.
المرصد السوري وثّق أكثر من 379 حالة اعتقال تعسفي بينهم 3 أطفال و22 مواطنة، وما لا يقل عن 28 حالة اختطاف، وذلك على مدار العام 2023.
إلى جانب حالات الاختطاف والاعتقال التعسفي، وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان أكثر من 784 انتهاك بأشكال عدة، توزعت على النحو التالي:
– 57 عملية استيلاء على منازل ومحال تجارية وسيارات وأراضٍ زراعية في عفرين والنواحي التابعة لها، من قبل عناصر وقيادات الفصائل الموالية للحكومة التركية، حيث تعود ملكية هذه العقارات لمهجرين من المنطقة بفعل عملية “غصن الزيتون”.
– 199 عملية قطع للأشجار المثمرة من قبل فصائل الجيش الوطني شملت قطع أكثر من 17346 شجرة زيتون في مختلف قرى ونواحي عفرين.
– 283 عملية “فرض إتاوة” من قبل الفصائل والشرطة والمحكمة العسكرية والمجالس المحلية.
– 45 عملية سرقة غالبيتها من قبل عناصر فصائل الجيش الوطني بمختلف مسمياتها لممتلكات مدنيين.
– 137 حالة بيع لمنازل مهجرين كانت الفصائل قد استولت عليها بقوة السلاح، حيث تتم عملية البيع بأسعار زهيدة وبالدولار الأميركي تحديداً.
– 59 عملية اعتداء من قبل فصائل الجيش الوطني بمختلف مسمياتها على مدنيين لأسباب مختلفة.
– 4 عمليات تجريف وتخريب للتلال الأثرية.
وفي إطار تغيير ديمغرافية مدينة عفرين وبناء المستوطنات، رصد نشطاء المرصد السوري لحقوق الإنسان، إنشاء مستوطنة جديدة للنازحين السوريين باسم “أجنادين فلسطين” تحت إشراف القوات التركية والفصائل الموالية لها، الأربعاء 4 كانون الثاني/ يناير في قرية “أجنادين فلسطين” بناحية جنديرس بريف عفرين شمالي حلب، وسط أجواء احتفالية في المكان بعد استكمال بناء وتجهيز نحو 40 منزل.
من جهتها “منظمة فريق إدلب الوطن” قامت بتوزيع 40 منزل على عناصر فصيل “أحرار الشام” الموالي لتركيا والمسيطر على عدة قرى في الناحية كما تضمن المشروع بناء 200 منزل مع مرافق خدمية تشمل بناء مدرسة ومسجد ومعهد شرعي لتحفيظ القرآن الكريم وملحقات، وبحسب مصادر المرصد السوري لحقوق الانسان، فان المشروع بني على أرض زراعية تحت تهديد السلاح مساحتها 4 هكتارات تعود لأبناء “مجيد ومراد منان” من أهالي قرية شيتكا لكل شقيق هكتارين، تم الاستيلاء عليها بعد احتلال عفرين عام 2018.
وتَعْمَد القوات التركية والفصائل الموالية لها وضمن سياستها في عملية التغيير الديمغرافي على جلب المهجرين من مختلف المدن السورية الموالين لها وتوطينهم على حساب إخراج أهالي عفرين الأصليين تحت قوة السلاح والتهديد.
في حين أقدم فصيل “أحرار الشرقية” على بناء مجمع سكني جديد، على الطريق الواصل بين جنديرس – عفرين، بعد قطع 280 شجرة، تعود ملكيتها لمهجرين من أهالي عفرين، ينحدران من قرية شيتكا التابعة لناحية المعبطلي بريف عفرين، لاستيطان عوائل موالية لها،ووفقاً لمصادر المرصد السوري، فأنه سيتم تزويد هذا المجمع السكني بـ 200 منزل مسبق الصنع، من قبل منظمة “أجنادين” الفلسطينية، بعد توقيع عقد معها من قبل فصيل “أحرار الشرقية” وبموافقة تركية، وبموجبه سيكون المجمع تحت إشراف المنظمة بشكل مباشر ،وكخطوة أولية تم إرسال 20 منزل مسبق الصنع إلى المجمع السكني الجديد، في حين سيتم إرسال المنازل المتبقية على شكل دفعات.
وفي نهاية التقرير التوثيقي الذي أعده المرصد السوري أشار أنه بات جلياً أن مسلسل الانتهاكات في مناطق “غصن الزيتون” لن تتوقف حلقاته، طالما تستمر القوات التركية والفصائل التابعة لها في مخالفة كل الأعراف والمواثيق الدولية لحقوق الإنسان دون رادع لها يكبح جماح الجرائم والانتهاكات التي ترتكبها بحق الشعب السوري في تلك المناطق، رغم التحذيرات المتكررة من قبل المرصد السوري مما آلت إليه الأوضاع الإنسانية هناك.