أفادت مصادر مطلعة أن فصيل السلطان مراد الموالي لتركيا أقدمت على تهريب سبعة عناصر من تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” من سجن يقع في بلدة الراعي بريف حلب الشرقي.
منذ بداية الصراع في سوريا عام 2011، قدّم الرئيس التركي رجب طيب أرودغان إما دعماً مباشراً للتنظيم أو استخدم وكلاء لمساعدته، وبعد قضاء التحالف الدولي وقوات سوريا الديمقراطية على التنظيم عسكرياً تحولت المناطق التي تسيطر عليها تركيا في سوريا ملاذاً آمناً لهم.
وسبق أن قال الباحث التركي “أحمد يايلا” المحاضر في جامعة جورج تاون الأمريكية أن تركيا كانت مركزاً رئيساً لسفر أكثر من 50 ألف مقاتل أجنبي من داعش، والمصدر الرئيسي للمواد اللوجستية للتنظيم، بما في ذلك غالبية العبوات الناسفة التي استخدمها داعش، مما جعل تركيا وداعش حلفاء عملياً.
وفي الـ 6 شباط من العام الفائت 2023، أقدم مسؤولي سجن راجو، شمالي حلب الخاضعة لسيطرة تركيا والفصائل الموالية لها على تهريب نحو 20 عنصر من تنظيم “الدولة الإسلامية”.
ووفقاً للمصادر، فإن الذين تم تهريبهم من سجن راجو هم عناصر تنظيم “الدولة الإسلامية” فقط، بتواطؤ مباشر من مسؤولي السجن وبإيعاز من الاستخبارات التركية، مقابل مبالغ مالية تراوحت ما بين 1000 – 3000 دولار أمريكي لقاء العنصر الواحد، بينما دفع البعض مبالغ مالية وصلت لحد 10 آلاف دولار أمريكي حتى تمكنوا من الهروب.
وفي حزيران 2023 قال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان أن القوات التركية والشرطة العسكرية التابعة لها أقدموا على تهريب 37 شخص من السجن المركزي في مدينة رأس العين شمال غرب الحسكة، مؤكداً أن 18 منهم مدنياً وصلوا إلى مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية و19 شخصاً من هؤلاء هم عناصر داعش من الجنسية العراقية ولسيوا من القادات ولكنهم ليسوا بعناصر عاديين أيضاً.
وأضاف عبد الرحمن في مداخلة على قناة العربية الحدث أن عناصر داعش لا زالوا مختفين وهناك احتمالية قد دخلوا سراً إلى مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية.
وأشار إلى أن الشرطة العسكرية قال بأنهم ألقوا القبض على أشخاص من الفارين من السجن المركزي في رأس العين إلا أن مدير المرصد السوري اعتبر أن عملية إلقاء القبض «وهمية» للقول أن القوات التركية تلقي القبض على عناصر داعش وبأنها ستسلمهم للحكومة العراقية، بينما لا يزال الفارين أو الأصح الذين جرى تهريبهم هاربين.
وقال المرصد بأن جزء من عناصر داعش الذين قالوا بأنهم فروا من السجن هم بالأساس كانوا طلقاء وموجودين في تلك المنطقة، حيث كانوا يعيشون في كنف “الجيش الوطني” أسوة بالذين لا يزالون داخل “الجيش الوطني”، وكانوا سابقاً مقاتلين في تنظيم الدولة الإسلامية بمحافظة دير الزور.
وتابع المرصد السوري بالقول أن عناصر داعش الذين جرى تهريبهم من أجل تنفيذ عمليات عسكرية ضد “قسد”، تنفيذاً للمصالح التركية والفصائل الموالية لها، وهذه الخطوات تأتي لزعزعة أمن واستقرار مناطق “ٌقسد” تزامناً مع التصعيد التركي الأخير.