في وقتٍ سابق من يوم الأربعاء، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن نتنياهو لا يختلف عن أدولف هتلر وشبه الهجمات التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة بمعاملة النازيين لليهود.
ومن الطبيعي أن مثل هذه التصريحات تجاه أي طرفٍ كان يعني أنّ العلاقات الثنائية يجب أن تنقطع بشكل كامل، ولكن هذا الأمر استثنائي ولا ينطبق على الحالة التركية الإسرائيلية، فرغم التراشق الإعلامي بين أردوغان ونتنياهو على مدار السنوات الماضية لكن الطرفان يواصلان العمل والتعاون في المجال الاقتصادي والعسكري وغيره، بل وازداد التعاون بينهما منذ الـ7 أكتوبر الفائت.
وفي هذا السياق؛ قال الصحفي التركي متين جيهان عبر منشور على منصة إكس، أن الناقلة المسماة فيلامورا قامت بتحميل النفط من ميناء جيهان في منتصف ليل 21-22 ديسمبر / كانون الأول الجاري وأبلغت عن مصر كبلد الوجهة، لكنها لم تذهب إلى مصر مطلقاً.
وأضاف: كما نرى في سجلات إشارة موقع الناقلة، فإنها تتجه مباشرة إلى إسرائيل.
وفي الـ21 تشرين الأول الفائت كشف تقرير لوكالة بلومبرغ الأمريكية أن أنقرة نقلت مليونَ برميل من النفط الأذربيجاني إلى ميناء إيلات الإسرائيلي من ميناء جيهان التركي، عبر ناقلةٍ تحمل اسم “سيفوليت”.
وفيما أشارت البيانات الرسمية إلى أنّ الناقلة تتجه إلى ميناء العقبة الأردني، إلا أن بعض المصادر أكدت لـ بلومبرغ أن الشحنة اشترتها شركة باز للنفط، أكبر شركة وقود إسرائيلية.
ووفقًا لشركات تحليل بياناتٍ مُتخصصة، لم تستخدم إسرائيل ميناءَ إيلات لواردات النفط منذ عدة سنوات، إلا أنّ تضرُّر ميناء عسقلان جراء عملية “طوفان الأقصى” يوم السابع من تشرين الأول / أكتوبر الفائت، أفضى إلى استخدام الميناء الواقع على البحر الأحمر.
وأشارت وكالة بلومبرغ إلى أنّ هذا الوضع يُظهر أن إسرائيلَ قادرةٌ على مواصلة وارداتها النفطية دون انقطاع، على الرغم من الصراع المستمر مع حركة حماس الفلسطينية.
ومع استمرار أنقرة بدعم تل أبيب، يبدو التناقضُ واضحاً في تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي يستثمر في القضية الفلسطينية عبر إطلاق خطابات إعلامية رنانة ضد إسرائيل بينما تواصل مئات السفن المحملة بالمواد الغذائية ومصادر الطاقة التي تستخدمها إسرائيل في قتل الفلسطينيين.