في الوقت الذي تواصل فيه إسرائيل ارتـ ـكاب الجـ ـرائم بحق الفلسطينيين في غزة، تواصل تركيا أيضاً ارتـ ـكاب الجـ ـرائم بحق الكورد في سوريا، ولكن الملفت للانتباه أن كلاهما يتحدثان عن الأخلاق ويهـ ـاجم أحدهما الآخر ويستخدمان الكورد والفلسطينيين للتـ ـراشق إعلامياً ويواصلان التبادل التجاري في الوقت ذاته في نفـ ـاق واضح.
ففي وقت سابق من اليوم الأربعاء، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن نتنياهو لا يختلف عن أدولف هتلر وشبه الهجمات التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة بمعاملة النازيين لليهود.
وفي المقابل نقلت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية عن نتنياهو قوله: “أردوغان، الذي يرتكب الإبادة الجماعية ضد الكورد، والذي يحمل رقما قياسيا عالميا في سجن الصحفيين الذين يعارضون حكمه، هو آخر شخص يمكنه أن يعظنا بالأخلاق”.
وأضاف: “الجيش الإسرائيلي هو الجيش الأكثر أخلاقية في العالم الذي يحارب ويقضي على المنظمة الإرهابية الأكثر دناءة وقسوة في العالم، والتي يشيد بها أردوغان ويستضيف كبار مسؤوليها”.
ولكن رغم التراشق الإعلامي بين أردوغان ونتنياهو على مدار السنوات الماضية، إلا أن الاثنين هما وجهان لعملة واحدة، فمن يقتل شعباً لا يمكن له أن يكون صديقاً لشعب آخر، خصوصاً أن الطرفين تربطهما علاقات اقتصادية وأمنية وثيقة، فإسرائيل تقوم بتحديث الطائرات التركية التي تقصف بها الكورد، وفي الوقت ذاته تقدم تركيا الألبسة للجنود الأتراك وتشاركها المعلومات الأمنية وتقدم لها الاسمنت والحديد المستخدم في بناء المستوطنات الإسرائيلية على الأراضي الفلسطينية.