صرّح متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية لقناة روداو الإنجليزية أمس الثلاثاء، بأن الولايات المتحدة «تشعر بالقلق» من الغارات الجوية التركية الأخيرة في شمال وشرق سوريا والتي أسفرت عن سقوط ضحايا من المدنيين، مضيفاً أن واشنطن تحث على «وقف التصعيد الفوري».
وصعّدت تركيا بشكل واسع صباح الاثنين 25 ديسمبر / كانون الأوَّل، شنَّ غارات عبر الطيران الحربيّ والمُسيَّر، وكذلك الأسلحة الثَّقيلة، مستهدفاً البنى التحتية والمنشآت الحيوية، وكذلك ممتلكات المدنيّين في مناطق شمال وشرق سوريا.
وقال آدم سيجلمان، نائب مدير شؤون الشرق الأدنى والمتحدث الرسمي «نشعر بالقلق من الغارات الجوية الأخيرة في شمال وشرق سوريا والتي أسفرت عن مقتل وجرح مدنيين وضرب البنية التحتية المدنية».
وأضاف: «نحث على الوقف الفوري لتصعيد العنف واحترام خطوط وقف إطلاق النار القائمة».
انتقدت قوات سوريا الديمقراطية، يوم الاثنين، صمت القوى الضامنة والتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) تجاه الضربات الجوية التركية الأخيرة، مشيرة إلى ضرورة إبداء موقف جدي أمام الهجمات التركية.
وذكرت القيادة خلال بيان لها، “إن الهجمات الجوية التي بدأتها الدولة التركية تستهدف بشكل مباشر شعبنا، وكل موارده الاقتصاديّة، ومؤسساته الديمقراطية التي أسسها بإمكانيّاته المحدودة”.
نفذت تركيا 44 هجوماً، بواسطة طائرات حربية و مسيّرة، ضد منشآت حيوية، بما في ذلك محطات الكهرباء والمستشفيات ومستودعات الحبوب والمصانع وشركات البناء. وتركت الهجمات أكثر من 2600 قرية في شمال وشرق سوريا بدون كهرباء، كما أدت هذه الهجمات إلى فقدان 8 مدنيّين، بينهم امرأتان، وإصابة نحو /18/ مدنيّاً بينهم نساء وأطفال.
ويرى مراقبون أن مثل هذه التصريحات غير مجدية كون أن الأطراف الدولية الفاعلة في الملف السوري وخاصةً الولايات المتحدة الأمريكية هي على علم مسبق بأي هجوم جوي تنفذه تركيا وذلك عبر إعطائها الضوء الأخضر رغم أن هذه الهجمات تُعتبر جـرائم حـ.ـرب وتنتهك القانون الدولي.
وعلى الرغم من أن تركيا فشلت خلال الأعوام الفائتة بأخذ الضوء الأخضر من الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا لشن عملية عسكرية برية ضد مناطق شمال وشرق سوريا على غرار عمليتي ما تُسمّى بـ «غصن الزيتون ونبع السلام» إلا أن سماح هذه القِوى بفتح المجال الجوي لتركيا لتنفيذ الغارات الجوية واستهداف البنى التحتية والمنشآت الحيوية نقطة سوداء في صفحات هاتين الدولتين خاصةً وأن هذه الهجمات المستمرة تؤدي بشكل مباشر إلى تزايد نشاط تنظيم الدولة الإسلامية وتخلق وضعاً غير آمن يهدد استقرار المنطقة والعالم، خاصة وأن قوات سوريا الديمقراطية قدّمت بدائل كبيرة في الأرواح وجهوداً كبيرة للقضاء على التنظيم.
وفي ضوء ذلك يقول مراقبون إن كانت الولايات المتحدة الأمريكية جادة في تصريحاتها ووقف التصعيد التركي على مناطق شمال وشرق سوريا فيجب عدم منح الضوء الأخضر لتركيا بشن وتكرار مثل هذه الغارات الجوية خاصة وأن تركيا وقّعت على اتفاقيتي وقف إطلاق النار مع كل من واشنطن وروسيا عقب العملية العسكرية التركية “نبع السلام” في أكتوبر / تشرين الأول 2019.