وصل وزير الأوقاف لدى الحكومة السورية، محمد عبد الستار السيد، ظهر أمس الأربعاء إلى مطار الملك عبد العزيز بمدينة جدة في المملكة العربية السعودية، وذلك تلبية لدعوة رسمية من عبد اللطيف آل الشيخ وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية السعودي، حسب ما أعلنت عنه وزارة الأوقاف السورية.
وقالت وزارة الأوقاف السورية على صفحتها في فيس بوك أنه كان في استقبال محمد عبد الستار السيد وكيل وزارة الأوقاف السعودية عواد بن سبتي العنزي وكبار موظفي الوزارة.
وأضافت أن السيد توجه بعدها إلى مكة المكرمة لأداء مناسك العمرة، حيث يجري اليوم مباحثات رسمية مع وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية السعودي فيما يخص القضايا ذات الاهتمام المشترك.
ولاقى دعوة السعودية لوزير الأوقاف لدى الحكومة السورية ردود فعل غاضبة في المواقع الإخبارية التابعة للمعارضة السورية وعلى مواقع التواصل الاجتماعي.
يشار أن وزير الأوقاف السورية اشتهر بتصريحاته القوية والمعادية ضد المملكة العربية السعودية، وكثيراً ما وصفها بالوهابية التكفيرية، واتهمها بالتآمر لقتل الشعب السوري.
فالسعودية كانت من إحدى الدول العربية الفاعلة في الصراع السوري، ومارست تأثيرًا قويًّا على المعارضة السياسية والعسكرية، كما أنها زودت مقاتلي المعارضة بالسلاح (دبابات، صواريخ مضادة للدبابات، رشاشات هجومية)، إلى جانب تقديم رواتب شهرية لهم باليورو والدولار في سبيل الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد.
كما أن المملكة العربية السعودية أصدرت قراراً يقضي بمنع بعثة الحجاج السوريين من تأدية الفريضة في الديار المقدسة، وذلك منذ العام 2013 بعد أن سحبت ملف الحج من وزارة الأوقاف لدى الحكومة السورية، وسلمته للمعارضة كخطوة لسحب الشرعية عنها.
ومنذ العام 2013 تولى “لجنة الحج العليا” التابعة لـ”الائتلاف السوري” المعارض ملف الحجاج السوريين، وطوال الفترة الماضية، كان الحجاج داخل سوريا يلجؤون إلى مكاتب “لجنة الحج” في الأردن ولبنان وتركيا أو إلى سماسرة ومكاتب سياحية للتنسيق على رحلة الحج دون أي تدخل أو إشراف من قبل وزارة الأوقاف السورية.
وفي مايو / أيار الفائت، أعلنت وزارة الأوقاف لدى الحكومة السورية أنها ستبدأ بتنظيم حج السوريين بالتنسيق مع الجانب السعودي اعتباراً من العام المقبل.
ونقلت صحيفة الوطن المقربة من الحكومة السورية حينها عن مدير الحج في وزارة الأوقاف حسان نصر الله قوله إن تنظيم أمور الحج يتم بناء على اتفاقية توَقع بين وزارة الأوقاف ووزارة الحج السعودية تتضمن التفاصيل والترتيبات اللوجستية من حيث العدد والطيران والسكن وغير ذلك
وبدأت العلاقات الثنائية بين الحكومة السورية والمملكة العربية السعودية تسير في منحى مغاير تمامًا، عما كانت عليه خلال سنوات الاحتجاجات في سوريا، وباتت في الفترة الأخيرة أكثر ودًا، بعد أن شهدت تدهورًا كبيرًا على خلفية انخراط السعودية في مشروع تغيير النظام في سوريا منذ بداية الاحتجاجات وإغلاق سفارتها في دمشق وطرد السفير السوري عام 2011، ومساهمتها في زيادة حدة الصراع في سوريا عبر دعمها بعض الفصائل في الجيش الوطني السوري بالمال والسلاح ودعمت وصول جهاديين إلى سوريا.
يذكر أن مدير المخابرات في الحكومة السورية حسام لوقا اجتمع مع نظيره السعودي على هامش “المنتدى العربي الاستخباري” الذي جرى في العاصمة المصرية القاهرة والذي جرى افتتاحه في 9 من تشرين الثاني 2021، كما التقى لوقا مرة ثانية مع نظيره السعودي في نوفمبر 2022 في العاصمة الرياض.
وشكّل اجتماع لوقا مع نظيره السعودي وقتها ردود فعل غاضبة لدى الشارع السوري في مناطق الحكومة السورية الذين اتهموا الحكومة السورية بأنها تبحث عن مصالحها الضيقة فقط من خلال الجلوس مع طرف رئيسي (السعودية) تسبب في دمار سوريا وقادت حربًا بالوكالة فيها من خلال دعم جماعات معارضة.
فيما اتهمت أطراف في المعارضة السورية خلال السنوات السابقة، السعودية بأنها عملت على دعم جماعات دون غيرها، وأزكت عداوات داخل مكونات قوى الثورة والمعارضة السورية.