أجريت في الـ 18 من كانون الأول الجاري، انتخابات مجالس المحافظات في العراق، ونشرت النتائج يوم أمس، ومن بين تلك المحافظات التي أجريت فيها الانتخابات، محافظة كركوك المتـ ـنازع عليها، ولكن رغم استطاعة الكورد تحقيق نتائج طيبة، ولكن لا يُعرف بعد فيما إذا كان الكورد قد نجحوا أم لا وسيحسم منصب المحافظ الأمور.
وتعتبر محافظة كركوك غنية بالنفط، ولذلك تتجه الأنظار إليها ليس فقط في العراق، بل تتجه إليها أعين العديد من الأطراف ومن بينها تركيا. والصراعات في كركوك ليست جديدة، بل تعود إلى بداية تشكيل الدولة العراقية، ففي زمن الانتداب البريطاني الذي اتبع سياسة “فرق تسد”، سعى الانتداب إلى خلق فتنة بين المكونات، ومع توالي الأنظمة العراقية العروبية، سعت تلك الأنظمة للقضاء على كوردية كركوك وخصوصاً من قبل نظام صدام حسين الذي استقدم العرب إلى هذه المحافظة وعمل على تهجير سكانها الكورد، وبعد سقوط نظام صدام وبناء نظام جديد في العراق، لم تستطع الإدارات المتعاقبة حل وضع كركوك فأصبحت من المناطق المتنازع عليها بين الحكومة في بغداد والأطراف الكوردية.
الكورد يتعرضون لانتكاسة في الانتخابات ويخسرون كرسيين
وخلال الانتخابات السابقة، كان الكورد في كركوك يشاركون بقائمة واحدة من أجل ضمان الفوز في الانتخابات بجدارة والحفاظ على كوردية هذه المدينة، ولكن في الانتخابات الأخيرة، لحقت أضرار كثيرة بأصوات الكورد إذ كان من المفترض الحصول على كرسيين آخرين لصالح الكورد ولكن المصالح الحزبية كانت سبباً في الخسارة، إذ شاركت الأطراف الكوردية بأربعة قوائم مختلفة، منها قائمة للاتحاد الوطني الكوردستاني والشيوعي الكوردستاني واللذان استطاعا الحصول على أكبر عدد من الأصوات، وكذلك مشاركة أطراف بشكل انفرادي وأو على شكل تحالفات لم تستطع الحصول على مقاعد إضافية منها الجيل الجديد والإسلاميين السياسيين والاشتراكي الكوردستاني والديمقراطي الكوردستاني الذي لم يشارك كعادته في الانتخابات مع الاتحاد الوطني.
وحصل الإسلاميون على عدة آلاف من الأصوات واحتسبت محروقة، والجيل الجديد حصل على 24 ألف صوت ولكنه ألحق ضرراً كبيراً بالكورد.
منصب محافظ كركوك سيحسم الأمور
وحصل الاتحاد الوطني الكوردستاني على خمسة مقاعد، إلى جانب كرسي من الكلدانيين والتحالف، وبذلك يكون قد حصل على ستة مقاعد.
حيث توزعت المقاعد على الشكل التالي:
الاتحاد الوطني الكوردستاني 5 مقاعد.
التحالف العربي: 3
جبهة تركمان العراق: 2
القيادة: 2
الحزب الديمقراطي الكوردستاني: 2
العروبة: 1
وعلى الرغم من أن الكورد لم يستطيعوا الحصول على نصف كراسي المجلس إلا أنهم يعتبرون منتصرين في الجولة الأولى للعبة، والجولة الثانية جولة انتخاب المحافظ هي التي ستحدد فيما إذا انتصر الكورد أم لا؟
العملية العسكرية بعد استفتاء الاستقلال عام 2017
لا شك في أنَّ العملية العسكرية في كركوك عام 2017، والتي نفذت على خلفية استفتاء الاستقلال الذي أقامته حكومة إقليم كوردستان حينها، وانحساب القوات الكوردية من كركوك كان له تأثير كبير على الانتخابات.
ومن أجل ضمان منصب المحافظ، على الاتحاد الوطني الكوردستاني والحزب الديمقراطي الكودرستاني الاتحاد معاً، لأنه دون ذلك سيعتبر الكورد خاسرون في الانتخابات، خصوصاً أن الحزب الديمقراطي الكوردستاني لا يملك فرصة للفوز كونه يملك مقعدين فقط.