قالت مصادر مطّلعة لـ «فوكس برس» أنَّ قوات الحكومة السورية والمجموعات الإيرانية يستعدون لشن هجمات جديدة على مناطق متفرقة محاذية لضفة نهر الفرات الشرقية في دير الزور.
وأشارت المصادر أنَّ هذه الاستعدادات والتجهيزات لزيادة عملياتهم شرقي دير الزور جاءت بعد عقد اجتماع ضم مسؤولين من قوات الحكومة السورية ترأسه مدير مكتب الأمن الوطني علي مملوك، ومسؤوليْن إيرانييْن هما الحاج رسول والحاج ذيب، إضافةً إلى قادة الدفاع الوطني وذلك في بلدة حطلة، شمال غرب دير الزور.
ولفتت المصادر أن الاجتماع قد تطرق أيضاً إلى وضع شيوخ العشائر العربية التي وقفت بجانب قوات سوريا الديمقراطية، و أنه من المحتمل تنفيذ عمليات اغتيال قد تستهدفهم من المخطط المتفق عليه.
ومنذ نهاية أغسطس / آب الفائت لم تتوقف مساعي دمشق وطهران وأنقرة وموسكو لخلق الفتن بين مكونات شمال وشرق سوريا، وبشكل خاص في المناطق ذات الغالبية العربية مثل دير الزور، الرقة، الطبقة ومنبج وهي المناطق التي تسعى فيها هذه الأطراف للسيطرة عليها وإخراج قوات سوريا الديمقراطية والتحالف الدولي منها.
وأمس الثلاثاء، اندلعت اشتباكات مسلحة بالقرب من نقاط تمركز قسد على نهر الفرات في بلدة الصعوة و الزغير جزيرة في ريف ديرالزور الغربي استخدمت فيها الأسلحة الثقيلة وقذائف “الأربيجي” بين عناصر من مجموعات “الدفاع الوطني” من جهة، وعناصر من قوات سوريا الديمقراطية من جهة أخرى، نتيجة تسلل الأولى من ضفة الفرات الغربية لمواقع الثانية.
وأشار المرصد السوري، إلى أن قوات الحكومة السورية والمجموعات الموالية لها قصفت من مواقع تمركزها في قرية الحسرات بريف دير الزور الشرقي، بـ 4 قذائف هاون، بلدة الشعفة بريف دير الزور الشرقي، دون ورود معلومات عن خسائر بشرية.
وتصدت قوات سوريا الديمقراطية لعملية تسلل نفذها مرتزقة محليين موالين لقوات دمشق من الضفة الغربية لنهر الفرات على مصفاة بلدة الشعفة شرقي ديرالزور.
وبدأت قوات الحكومة السورية وإيران بمحاولة بث الفتنة في دير الزور بهدف تمكين وتعزيز نفوذهم فيها وذلك عبر دعم إبراهيم الهفل الذي كان يتواصل معهم والتقى قبل بدء الهجمات مع قيادات من الحكومة السورية وإيران بعد عبوره من ضفة نهر الفرات الشرقية إلى الغربية.
واستناداً حول ذلك، أكدت «رانيا قيسر»، نائبة مدير المركز الأمريكي لدراسات بلاد الشام، في تقرير لها أنَّ هناك تسجيلات صوتية تثبت ذلك وتكشف معلومات اختراق وتعاون سـرّي قديم بين «إبراهيم الهفل» مع المجموعات الإيرانية وقوات حزب الله اللبناني والحكومة السورية.
وأضافت أنَّ إيران قامت بالتنسيق مع «ابراهيم الهفل» وطلبت منه تزعّم الحراك في دير الزور من خلال الحمية القبلية حيث تعهّدت له المجموعات الإيرانية في المنطقة بالدعم الكامل من العـناصر والمال والسلاح.
وأرفقت «رانيا قيسر» في تقريرها صورة ومقطع فيديو لشخص يدعى «هاشم السطام» وهو قائد فصيل يتبع لحـزب الله، وأشرف سابقاً على هجوم فاشل على القاعدة الأمريكية في حقل العمر، باستخدام عناصر متنكرة بلباس داعش في مارس 2023، حيث ظهر «هاشم السطام» هذه المرة في مقطع فيديو وهو يعبر النهر بإتجاه بلدة ذبيان متنكراً باللباس العربي، لينادي بمحـاربة القوات الأمريكية.
وكلف مدير مكتب الأمن الوطني لدى الحكومة السورية علي مملوك كلاً من إبراهيم الهفل ونواف البشير بإشعال الفتنة في ريف دير الزور الخاضع لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية وتحريض العشائر العربية ضدها من أجل الاستيلاء على آبار النفط والغاز في المنطقة.
وبالفعل تولى الطرفان عملية إشعال الفتنة عندما أطلقت قوات سوريا الديمقراطية في الـ 27 من آب الفائت عملية “تعزيز الأمن” لملاحقة خلايا تنظيم الدولة الإسـلامية والمجرمين والمهربين وتجار المخدرات الذين كانوا يعبرون نهر الفرات من الضفة الغربية ويشنون الهجمات في شمال وشرق سوريا ويدخلون إليها المخدرات ويعملون على تهـريب المحروقات والطحين إلى مناطق سيطرة الحكومة السورية.
ومع فشل هذه الأطراف في إيقاد نار الفتنة في دير الزور ووقوف شيوخ العشائر العربية في شمال وشرق سوريا بما فيهم عشائر دير الزور وإصدارهم بيانات متتالية تؤكد عدم انجرارهم للفتنة ووقوفهم صفاً واحداً بجانب قسد، وخاصة في الاجتماع الذي عُقِد في الـ17 نوفمبر الفائت بين قوات «التحالف الدولي» و «قوات سوريا الديمقراطية» وممثلي العشائر العربية في المنطقة وذلك في حقل العمر النفطي الواقع على الضفة الشرقية لنهر الفرات، على بعد حوالي 10 كم شرق مدينة الميادين في محافظة دير الزور. حيث تم النقاش عن الأمور الأمنية والهجمات التي تشنها المجموعات الموالية لقوات الحكومة السورية وإيران، بما في ذلك مواصلة سبل وكيفية تطبيق مخرجات مؤتمر «تعزيز الأمن والاستقرار» وطرح الحلول لإعادة هيكلة مجلس دير الزور العسكري، بدأت هذه الأطراف بالتخطيط لشن هجمات جديدة ووسط معلومات عن استهداف شيوخ العشائر العربية.