لا ترغب تركيا بوقف الحـ ـرب بين إسرائيل وحركة حماس، لأنها تستفيد منها عبر تكثيف هجـ ـماتها على شمال وشرق سوريا، دون أن يلتفت العالم والدول العربية إلى ما تفعل، ولذلك ترسل تركيا الأسـ ـلحة من ليبيا عبر مصر إلى مدينة رفح.
منذ أن بدأت الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة بعد هجوم دموي شنته حماس على المستوطنات الإسرائيلية في غلاف غزة يوم الـ 7 من تشرين الأول الفائت، حاولت تركيا الاستفادة من هذه الحرب لصالحها، ففي البداية حاول الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي فقد شعبيته بين الشعوب العربية، أن يستغل القضية الفلسطينية من أجل إعادة ولو نسبة قليلة من تلك الشعبية التي أضاعها، من خلال إطلاق التصريحات ضد إسرائيل ومن ثم الإعلان بالوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني.
ولكن سرعان ما خفت صوت الرئيس التركي وتولى وزير خارجيته هاكان فيدان الذي كان يوماً من الأيام مدير استخباراته، هذه المهمة من خلال إصدار البيانات والمشاركة في الاجتماعات حول غزة. والسبب في سكوت الرئيس التركي هو أنه كان يستفيد من الحرب اقتصادياً عبر إرسال المواد الغذائية وخصوصاً الخضار التركية إلى إسرائيل، فضلاً عن إرسال مواد أخرى، حيث نمى التبادل التجاري بين الطرفين بسبب انشغال إسرائيل بحماية سكانها من قصف حماس.
الأمر الثاني الذي استفاد منه أردوغان، هو التغطية على هجماته على شمال وشرق سوريا التي سبقت هجوم حماس بيومين فقط، حيث شدت الحرب بين حماس وإسرائيل انتباه العالم أجمع نحو قطاع غزة وترك تركيا تشن الهجمات على شمال وشرق سوريا وتستهدف بنيتها التحتية والمنشآت الخدمية كيفما شاءت.
ومن أجل ضمان استمرار الحرب بين إسرائيل وحماس، بدأت تركيا بإيجاد طرق لإيصال السلاح لحركة حماس.
وفي السياق، أشارت مصادر مقربة من الفصائل السورية العاملة في ليبيا، أنه يجري نقل السلاح من ليبيا إلى غزة عبر مصر من خلال جماعة الإخوان المسلمين، حيث ترسل تركيا الأسلحة إلى قواعدها في ليبيا ومن هناك يجري تهريبها عبر الحدود المصرية ومن ثم يتم إيصالها إلى مدينة رفح عبر أنفاق.
ومدينة رفح هي مدينة فلسطينية حدودية، ومركز محافظة رفح. تقع في أقصى جنوب قطاع غزة وتبعد عن القدس حوالي 107 كم.
وبهذه الطريقة، تحاول تركيا إظهار نفسها وكأنها تقف إلى جانب حماس ضد إسرائيل ولكنها في حقيقة الأمر تريد الاستفادة من الوضع من أكثر من نقطة، عبر التغطية على هجماتها على شمال وشرق سوريا ومن أجل نقل العوائل الفلسطينية إلى المناطق الكوردية التي تسيطر عليها في سوريا وبشكل خاص مدينة عفرين، حيث كثفت تركيا من بناء المستوطنات منذ بداية العام الجاري فيها، إذ تنشأ تركيا أكثر من 25 مستوطنة بدعم جمعيات إخوانية قطرية وكويتية وفلسطينية ومصرية.
وهذا ما أشار إليه أيضاً تحليل لمعهد واشنطن للشرق الأوسط (MEI)، إذ لفت التحليل أن تركيا تستفيد من الأوضاع الإقليمية من أجل تكثيف هجماتها على شمال وشرق سوريا، وأوضحت أن تركيا سابقاً كانت تشن الهجمات على عمق 10 كم داخل الأراضي السورية، ولكنها الآن وصلت إلى عمق 70 كيلومتراً عندما قصفت مواقع في مدينة الحسكة.
إلى جانب أنها سابقاً كانت تستهدف القوات العسكرية ولكنها هذه المرة قصفت البنية التحتية والمنشآت الحيوية مثل مصادر الطاقة من كهرباء وبترول إلى جانب شركات المياه، وذلك بهدف خلق أزمة في المنطقة تساعدها في تفريغها من سكانها تمهيداً لخططها المستقبلية بتغيير ديموغرافية المنطقة.