منذ أن شنّت القوات التركية رفقة فصائل الجيش الوطني السوري المدعوم من قبلها في الـ20 كانون الثاني 2018 عملية عسكرية استهدفت مدينة عفرين، شمال غربي سوريا، استهدفت فيها تركيا المناطق الأثرية ودمّرتها وبعد سيطرتها على المدينة استكملت عمليات تدمير وتجريف العشرات من المواقع الأثرية.
وقصفت الطائرات التركية معبد عين دارة الأثري في مدينة عفرين والتي تحولت منحوتاتها الحجرية التي كانت تزين جدرانه الخارجية إلى ركام، رغم أن الموقع كان بعيد
نسبياً عن نقاط المعارك التي تشنها القوات التركية وحلفاؤها من الفصائل السورية المعارضة ضد المقاتلين.
وفي الـ22 تشرين الثاني الجاري، أعلن وزير الثقافة والسياحة التركي محمد نوري أرصوي، انتخاب تركيا عضواً في لجنة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة، (يونسكو) للفترة 2023-2027، وذلك في الانتخابات التي جرت في الدورة الرابعة والعشرين للجمعية العامة للدول الأطراف في المعاهدة. اتفاقية التراث العالمي المنعقدة في باريس.
وحصلت تركيا على أعلى عدد من الأصوات بحصولها على 137 صوتاً في فئة المقاعد الشاغرة التي ترشحت لها.
وانتقد مختصون في الآثار انتخاب تركيا لعضويتها في لجنة التراث العالمي نظراً لجرائمها بحق العديد من المناطق الأثرية سواءً في مدينة عفرين الواقعة في شمال غربي سوريا، أو في مدينة حسن كيف الكوردية الأثرية الواقعة في جنوب شرق تركيا والتي دمّرت فيها الآثار ونهبتها.
وأقدمت حكومة حزب العدالة والتنمية AKP في بناء سد إليسو الذي أغرق مدينة حسن كيف التاريخية بكاملها تحت الماء وذلك بهدف القضاء على التراث وحضارة الشعب الكوردي. هذه المدينة المأهولة منذ 12 ألف عاماً اختفت بالكامل، إذ أجريت العديد من البحوث في العالم، تم تقديم التقارير على أنه يمكن إقامة السد في مكان آخر، لكن الدولة مضت في تحقيق مشروعها وأهدافها.
كما أقدمت تركيا والفصائل المدعومة من قبلها بعملية سرقة ممنهجة لآثار منطقة النبي هوري (سيروس) في مدينة عفرين بالقرب من الحدود السورية-التركية، من خلال قيامهم بحفريات تخريبية وعشوائية بالآليات الثقيلة (الجرافات)، ما أدى إلى تدمير الطبقات الأثرية دون توثيقها، إضافة إلى تدمير المواد الأثرية الهشة كالزجاج والخزف والفخار ولوحات الفسيفساء، وغيرها من الآثار.
وكان المتخصص بتوثيق التعديات على الآثار في الشمال السوري، صلاح سينو، قد أكد اختفاء نصب الأسد البازلتي من موقع “عين دارة” في عفرين، مشيراً أنه واعتماداً على مقارنة صور جوية تعود لفترة ما قبل دخول القوات التركية للمدينة، مع صور جوية حديثة، يتضح أن الأسد البازلتي الكبير لم يعد موجوداً في الموقع.
كما أوضح إلى أن الموقع أغلق أمام الأهالي منذ أن حولته جماعة موالية لتركيا إلى موقع عسكري.
يذكر أن معبد “عين دارة” يعتبر من أهم التلال الأثرية في سوريا، وهو من الأوابد الفريدة في بلاد الشام التي جددت أو أعيد بناؤها أكثر من مرة.