في أول قمة يعقدها قادة مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى بحضور شخصي منذ تفشي فيروس كورونا المستجد، في بريطانيا، ووسط تصميم على محاربة الجائحة العالمية، هناك خلافات لا يمكن التغافل عنها، بحسب تقرير لصحيفة “بوليتيكو” الأميركية.
المملكة المتحدة وفرنسا
واستهلت الصحيفة تقريرها بالحديث عن ما وصفته بـ”العداء” المرتقب بين فرنسا وبريطانيا، لاسيما أن الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، قد غمز إلى خروج المملكة من الاتحاد الأوروبي، فضلاً عن مطالبته بالتخفيف من حصرية اللقاح، قبل انعقاد القمة.
وعند وصول ماكرون إلى كورنوال البريطانية مكان انعقاد القمة، قام بنشر صورة عبر حسابه في موقع “تويتر”، مع رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، رئيس المجلس الأوروبي، تشارلز ميشيل، المستشارة الألمانية، أنغيلا ميركل، رئيس الوزراء الإيطالي، ماريو دراجي.
وقال الرئيس الفرنسي في تغريدته “كما هو الحال دائما، نفس الاتحاد، نفس التصميم على العمل، نفس الحماس، يمكن لمجموعة السبع أن تبدأ”.
وكانت المملكة المتحدة قد خرجت في ٣١ يناير ٢٠٢٠، من الاتحاد الأوروبي بعد نصف قرن من الاندماج فيه.
وقبل انعقاد القمة، أعرب ماكرون عن دعمه للتنازل عن براءات اختراع اللقاحات، قائلا “منذ اليوم الأول، عملت فرنسا على إيجاد حلول للوباء، تقاسم الجرعات، وفتح الملكية الفكرية، وتمويل الأنظمة الصحية. الأمر متروك اليوم لمجموعة الدول السبع”.
الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي
وفي السياق نفسه، فشلت بروكسل وواشنطن أيضاً في التوافق حول معضلة التنازل عن حقوق الملكية الفكرية المرتبطة باللقاحات.
وبالإضافة إلى ذلك، تشكل التجارة بين الطرفين نقطة خلافية، خصوصا بالنسبة لملفين للطائرات والصلب.
الملف الأول هو نزاع طويل الأمد على الطائرات المدنية بين “إيرباص” و”بوينغ”، والذي نتج عنه سلع حساسة سياسيا، مثل “ويسكي سكوتش” و”هارلي ديفيدسون “، التي تعرضت لرسوم جمركية متبادلة.
والثاني هو إجراء من إدارة الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، يعامل واردات الصلب من الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة على أنهما يشكلان خطرا على الأمن القومي.
كوريا الجنوبية واليابان
الخلاف قديم ويعود إلى الحرب العالمية الثانية، ولكن عام 1965 وقعت طوكيو معاهدة أعادت فيها العلاقات الدبلوماسية مع كوريا الجنوبية، وقدمت قروضا ومنحا من أجل إصلاح إرثها الاستعماري المقلق في سيول.
لكن عام ٢٠١٨، صدر حكم قضائي أعاد إشعال الخلاف، وهو يقضي بإلزام شركة يابانية كبرى بدفع تعويضات لأسر العمال الذين تم استخدامهم كعمالة قسرية خلال الحرب العالمية الثانية.
ثم قامت اليابان بوقف تصدير المواد الحساسة المستخدمة في تصنيع التكنولوجيا إلى كوريا الجنوبية، ما فرض ضغوطا إضافية على سلاسل التوريد العالمية.
ألمانيا والولايات المتحدة
كان إنشاء خط أنابيب يهدف إلى جلب الغاز الروسي إلى ألمانيا مصدرا للغضب في الولايات المتحدة، التي اعتبرت أن مشروع نورد ستريم 2 يقوض الأمن في المنطقة.