قالت مصادر مُطّلعة أنَّ اجتماعاً ثلاثياً عُقِد بين قوات «التحالف الدولي» و «قوات سوريا الديمقراطية» وممثلي العشائر العربية في المنطقة وذلك في حقل العمر النفطي الواقع على الضفة الشرقية لنهر الفرات، على بعد حوالي 10 كم شرق مدينة الميادين في محافظة دير الزور.
وناقش الاجتماع الأمور الأمنية والهجمات التي تشنها المجموعات الموالية لقوات الحكومة السورية وإيران، بما في ذلك مواصلة سبل وكيفية تطبيق مخرجات مؤتمر «تعزيز الأمن والاستقرار» وطرح الحلول لإعادة هيكلة مجلس دير الزور العسكري، وفقاً للمصادر ذاتها.
وفي الـ27 أغسطس / آب الفائت، أطلقت قوات سوريا الديمقراطية عملية «تعزيز الأمن والاستقرار» في ريف دير الزور لملاحقة خلايا تنظيم الدولة الإسلامية والمجرمين الذين يعبثون بقوت الشعب وينقلون المواد المخدرة إليها، إضافةً إلى القضاء على ممرات التهريب غير المشروعة من مناطق شمال وشرق سوريا إلى الضفة الغربية لنهر الفرات.
ومع إطلاق هذه العملية، استغلَّ رباعي أستانة «موسكو وطهران وأنقرة ودمشق» لتمرير مخططاتهم وهذه المرة انطلاقاً من دير الزور ودعم مسلحين محليين بالسلاح والذخيرة وإظهار ذلك بأنها ثورة عشائرية ضد قوات سوريا الديمقراطية تحت مسمى «فزعة العشائر» بهدف توتير الأجواء وخلق اقتتالات داخلية بين سكان المنطقة من أجل تمرير أجنداتها، فيما شاركت أيضاً في الهجمات على قرى دير الزور الواقعة ضمن نفوذ قسد مجموعات من الدفاع الوطني وأسود الشرقية الموالية لإيران وحزب الله.
وكان عشرات المسلحين الموالين لإيران قد تنكّروا باللباس العربي العشائري للمشاركة في عمليات التأجيج العسكري، وأُظهر مقطع فيديو لشخص يدعى «هاشم السطام» وهو قائد مجموعة أسود الشرقية التابع لإيران، وهو يعبر النهر بإتجاه بلدة ذبيان متنكراً باللباس العربي، لينادي بمحاربة القوات الأمريكية، وسبق أن أشرف السطام على هجوم فاشل على القاعدة الأمريكية في حقل العمر، باستخدام عناصر متنكرة بلباس داعـش في مارس 2023.
وتُنفّذ المجموعات الموالية لإيران هجمات بالصواريخ ضد قواعد التحالف الدولي، بما فيها حقل العمر الذي انعقد فيه الاجتماع، وخاصةً منذ النصف الأخير من الشهر الفائت، الذي تعرض لـ9 استهدافات من قبل “المقاومة الإسلامية”.
وتجدر الإشارة إلى أن قسد وبالتنسيق مع قوات التحالف الدولي نشرت مؤخراً أكثر من 120 نقطة عكرية على ضفاف الفرات لمنع تسلل المسلحين من الضفة الغربية للفرات
في ظل مساعي قوات الحكومة السورية وإيران لخلق الفتن في الضفة الشرقية لنهر الفرات، وإرسالها للمسلحين لشن الهجمات على قوات سوريا الديمقراطية والتحالف الدولي.
يشار أنه في الـ22 أكتوبر / تشرين الأول الفائت عُقِد مؤتمر تعزيز الأمن والاستقرار نحو تطوير وترسيخ التشاركية بدير الزور تحت إشراف وتنظيم الإدارة المدنية الديمقراطية لدير الزور، وبمشاركة وفد من الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، ووفد من مجلس سوريا الديمقراطي، وأعضاء من المؤسسات المدنية والعسكرية وشيوخ ووجهاء العشائر، وتمخّض عن جملة من المقررات وصلت لـ 42 بنداً.
أبرز هذه المقررات كان إعادة هيكلة المجالس المحلية والتشريعية والتنفيذية والبلديات وترتيب قوى الأمن الداخلي ومجلس دير الزور العسكري من جديد، خلال مدة أقصاها 6 أشهر.
ومنذ تاريخه بادر مجلس دير الزور المدني وقوى مشاركة في المؤتمر إلى خطو خطوات تطبيقية في إطار تنفيذ مخرجات المؤتمر، على مختلف الصعد وأبرزها الخدمية.
وأشاد وجهاء عشائر دير الزور بأهمية مؤتمر تعزيز الأمن والاستقرار نحو تطوير وترسيخ التشاركية بدير الزور، وشددوا على ضرورة تطبيق مخرجات المؤتمر بشكل عاجل، وفق المدة التي تم وضعها خلال المؤتمر، وأكدوا على دعمهم لعملية ترسيخ الأمن بالتعاون مع قوات سوريا الديمقراطية.