أفرجت السلطات التركية سراح أوغون سامسات القومي المتطرف قاتل الصحفي الأرمني هرانت دينك، رئيس تحرير مجلة آغوس، بعد سنوات في السجن.
وأُطلق سراح سامسات بعد قضاء 16 عامًا و10 أشهر من عقوبة الحبس المؤبد بحجة حسن السير والسلوك.
ولقي هرانت دينك، رئيس تحرير صحيفة آغوس، حياته نتيجة إطلاق ثلاث رصاصات على رأسه قرب مبنى صحيفته في 19 يناير 2007، على يد القاتل المأجور أوغون ساماست، الذي كان يبلغ من العمر حينها 17 عامًا في ذلك الوقت.
وفي الوقت الذي تم اعتقال ساماست، انتشرت على الإنترنت صور للقاتل برفقة رجال شرطة أتراك يبتسمون أمام العلم التركي.
اغتياله
في 19 يناير / كانون الثاني 2007، كان هرانت دينك عائداً إلى مكتبه في صحيفة «آغوس» من جولة سريعة على أحد المصارف القربية من مبنى الجريدة، حين فاجأه أوغون ساماست بثلاث طلقات.
كان ساماست قد توجّه صباح اليوم نفسه إلى «أغوس» طالباً لقاء دينك، معرّفاً عن نفسه بأنه طالب في جامعة إسطنبول. وبعد أن رفض تحديد موعد له، غادر المبنى، لكن يبدو أنه كمن لدينك ساعات أمام المبنى حتى تمكّن من تنفيذ العملية.
وقال شهود عيّان إنّ ساماست صرخ مرات عديدة «قتلت الخائن» قبل أن يغادر في سيارة بيضاء كانت تنتظره.
استقبل ساماست كبطل قومي في السجن، إذ سرّبت بعض الصور في مركز الشرطة تتضمن القاتل وعدداً من عناصر الأمن الفرحين، وقد علّقوا لافتةً تحمل قولاً مأثوراً لمصطفى كمال «مصلحة الوطن أغلى من أن تترك لأقدار تحدد مسارها». كما سمحت إدارة سجن قاسم باشا في العاصمة، حيث يقبع ساماست، بإدخال تلفزيون وصل لساماست هديةً من أحد رجال الأعمال الأتراك.
كان دينك في الثانية والخمسين من عمره وقت اغتياله وقد عمل على محاولة تحقيق مصالحة بين الدولة التركية والأرمن الذين لا يزالون يشعرون بالمرارة لما يقولون إنه مذبحة ارتكبها الأتراك أثناء الحكم العثماني لأرمينيا في مطلع القرن العشرين.
وأثار اغتيال دينك ردود فعل غاضبة واسعة النطاق داخل تركيا، وسرعان ما تحولت القضية إلى فضيحة بعد ما تبين أن عملية الاغتيال حصلت بتدبير من مسؤولي رفيعي المستوى في تركيا، حيث أكد حينها أقرباء الصحفي الأرمني أن الأتراك كانوا يحاولون إبعاده عن قضيته، حيث كان يتلقى رسائل تهديد بسبب دفاعه عن القضية الأرمنية في تركيا لكنه لم يرضخ لهم”.
يشار أنه وقبل ستة أشهر من اغتياله صدر حكم بالسجن مدة ستة أشهر على دينك إثر إدانته بتهمة “إهانة الهوية الوطنية التركية” في مقال كتبه عن ذكرى الصراع التركي الأرميني في الحرب العالمية الأولى.
وفي وقت تُطلق فيه السلطات التركية سراح المجرمين والقتلة من سجونها بحجة حسن السير والسلوك، فإن الصحفيين يتعرضون للاعتقال والتعذيب والقتل، إذ احتلت تركيا المرتبة الثالثة عالمياً في اعتقال الصحفيين.
وكشف تقرير لجمعية الصحفيين في تركيا، أن عدد الصحفيين المعتقلين في سجون النظام التركي ارتفع إلى تسعة وخمسين صحفياً خلال شهر آب / أغسطس الفائت.
وبحسب التقرير فإن مسألة اعتقال الصحفيين في تركيا أصبحت أسوأ، مع استمرار ازدياد الانتهاكات في هذا الشأن. وقال إنه ليس من الممكن الحديثُ عن حرية الفكر في بيئةٍ لا يزال فيها العديد من الصحفيين في السجون حسب وصفه.
وأضاف تقريرُ جمعية الصحفيين، الذي يرصد انتهاكات حقوق الصحفيين في تركيا، أن الصحفيين يواجهون أزماتٍ خطيرةً في أثناء التغطية الميدانية للأخبار، بينها التعرض للاعتداء والتعذيب وسوء المعاملة بين الحين والآخر.
وأكد التقرير أن الاعتداءات على الحقوق الاقتصادية والاجتماعية للصحفيين مستمرة، موضحاً أن المؤسسات الصحفية التابعة للنظام التركي توظِّف الصحفيين بطرقٍ سيئةٍ وتطردُهُم عند انتهاء الحاجةِ منهم.